تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( فواكه )) بدل... - ابن عثيمين فواكه  " بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة " فواكه بالرفع بدل أو بيان للرزق لأن كلمة رزق أعم من الفواكه فيكون فواكه بدل بعض من كل لأن الر...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( فواكه )) بدل أو بيان للرزق هو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة ، لأن أهل الجنة مستغنون عن حفظها بخلق أجسامهم للأبد (( وهم مكرمون )) بثواب الله سبحانه وتعالى (( في جنات النعيم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فواكه " بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة " فواكه بالرفع بدل أو بيان للرزق لأن كلمة رزق أعم من الفواكه فيكون فواكه بدل بعض من كل لأن الرزق أعم وفواكه هنا لم تنون لأنها ممنوعة من الصرف صيغة منتهى الجموع فواكه على وزن فواعل وقال المؤلف في الفاكهة " هي ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة " يعني أن الفاكهة ما يأكله الإنسان للتلذذ لا للتقوت به فهو عبارة عن أكل كمالي وهكذا أهل الجنة يأكلون ما يأكلون فيها من باب التفكه لا لحفظ الصحة لأن صحتهم مضمونة فإن لهم أن يصحوا ولا يسقموا أبدا وأن يعيشوا فلا يموتوا أبدا فيكون كل ما يأكلونه في الجنة من قسم الفاكهة لأن أهل الجنة يقول المؤلف مستغنون عن حفظ الصحة بخلق أجسامهم للأبد ولهذا جاء في الحديث أنهم لا يبولون ولا يتغوطون وإنما يخرج ما يأكلونه رشحا يعني عرقا كريح المسك فيتنعمون بهذا الأكل عند أكله وعند خروجه لأنه يخرج رشحا كرائحة المسلك كما لو ابتلى الإنسان بالمسك فإنه يجد لذة ورائحة طيبة نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم طيب
فواكه وهم مكرمون بثواب الله في جنات النعيم هم مكرمون جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار يعني هم مكرمون في هذه الجنة من كل وجه من قبل الله عز وجل يكرمهم الله سبحانه وتعالى فينظرون إليه ويعدهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا مكرمون من قبل الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار مكرمون من جهة الخدم يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين مكرمون من كل وجه لا يجدون يوما من الأيام لحظة من اللحظات شيئا من الإهانة بل هم في غاية الإكرام من كل وجه لو لم يكون إلا أن الله عز وجل أكرمهم وأباح لهم النظر إلى وجهه ويتحدث إليهم عز وجل وهذا غاية ما يكون من السرور لا شيء أسر ولا أنعم ولا أفضل من مناجاة الله عز وجل وهم ينظرون إلى وجهه
فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم جنات جمع جنة والجنة في اللغة العربية البستان الكثير الأشجار وسمي بذلك لأنه يجن من فيه يجنه يعني يستره ويغطيه وأصل هذه المادة الجن أصلها من الستر ولذلك تجد كل معانيها تعود على هذا فالجنان القلب وهو مستتر والجنة ما يجتن به المقاتل ويستتر به عن السهام والجن عالم غيبي مستتر والجنة بستان مستور بالأشجار ولكن لا نفسر جنة النعيم بهذا بل نقول هي الدار التي أعدها الله لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لأنك لو قلت أنها البستان الكثير الأشجار فإن الشوق إليها والنظر إليها يضعف إذ أن المخاطب يتصور أن هذه الجنة كبساتين الدنيا فيتجول في بساتين الناس أي بستان أعظم بستان فلان بن فلان فلا يتجاوز قلبه أو تصوره هذا البستان مع أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال الله عز وجل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17]وقال الله تعالى في الحديث القدسي أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فإذن الأحسن أن نفسر الجنة التي هي جنة الخلد بأنها الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله النعيم في جنات النعيم هذا من باب إضافة الشيء إلى نوعه يعني جنات نعيم ما فيها بؤس ولا فيها شقاء نعيم للقلب وهو السرور نعيم للبدن لأنهم يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير فهم منعمون في أبدانهم ومنعمون في قلوبهم وانظر إلى قوله تعالى وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا وقال تعالى أيضا ولقاهم نضرة وسرورا فالنضرة في الوجه وهو الحسن والسرور في القلب فكان الحسن فيهم باطنا وظاهرا ولهذا سميت جنة النعيم لتنعم الإنسان فيها ظاهرا وباطنا فقلبه منعم بالسرور وبدنه منعم بالنظرة ولباس الحرير

Webiste