لي قرين قال المؤلف " صاحب " هذا القرين هل هو قرين جني أو إنسي قيل أنه جني لقول الله تعالى وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]وقيل إنه إنسي يعني يقارن ويوسوس له والآية تحتمل المعنيين والقاعدة عندنا في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فإن الواجب حملها عليهما ولا شك أن للإنس شياطين كما أن للجن شياطين وأن شياطين الإنس يوسوسون كما يوسوس شياطين الجن إذن الآية عامة قرين إما من الإنس أو من الجن أو منهما جميعا وقوله "قرين "قال " صاحب " وهو مشكل إذ كيف يكون المؤمن مصاحب لمشرك لأن الواجب أن يكون بين المؤمنين والكافرين التباعد وعدم المصاحبة لقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51]لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:1]لكن قيل أن المراد بالقرين هنا الشريك في مال أو سفر أو ما أشبه ذلك وليس المراد بذلك الصحبة التي تستوجب الموالاة والمحبة
يقول هذا القرين أإنك لمن المصدقين يقول قال المؤلف تبكيتا يعني يبكته ويلومه ويوبخه كيف تصدق بذلك وقيل بل يقول هذا نفيا وإنكارا والآية تحتمل هذا وهذا تحتمل أن هذا القرين إذا عرض عليه المؤمن أن يؤمن بالبعث قال له هذا الكلام استبعادا واستنكارا له ويحتمل أنه يبكته فيلومه ويوبخه على أن يصدق قال يقول أإنك لمن المصدقين بالبعث أأذا متنا وكنا ترابا إلى آخره مر علينا أن مثل هذا الاستفهام المقرون بإن أو غيرها من أدوات التوكيد أنه استفهام يؤكد فيه المستفهم ايش ؟ الإنكار يقول كيف تثبت وتصدق وتؤكد كذا وكذا مع أنه ليس بصحيح ومنه قول أخوة يوسف أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي هذا يقول أإنك لمن المصدقين يعني كيف تصدق تصديقا مؤكدا بإن واللام في هذا الأمر البعيد المنكر وقوله " بالبعث" إنما قيد المؤلف ذلك بالبعث لقوله أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما فيكون الذي خصص التصديق بالبعث قرينة السياق أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال بالهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم ايش تقدم ؟ ثلاثة قراءات تحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف في التحقيق وإدخال ألف في التسهيل يقول أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون مجزيون ومحاسبون أنكر ذلك أيضا فانظر إلى هذا القرين المشئوم والعياذ بالله الذي يبكت ويوبخ وينكر هذا الأمر المؤكد الذي دل عليه الكتاب والسنة والعقل فيقول كيف نبعث ونجازى بعد أن كنا ترابا وعظاما