تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون إلى آخره
من فوائد هذه الآية وما بعدها أن أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم لقوله فأقبلوا إليه يزفون وإذا كان أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم فأهل الحق أسرع منه لأن أهل الحق منصورون وأهل الباطل مخذولون
ومن فوائد الآية الكريمة أن الاجتماع على الشيء من أسباب نيل المراد يعني كلما اجتمع الناس على أمر كان ذلك أقرب إلى نيل مرادهم لقوله فأقبلوا إليه يعني ولم يأتوا واحدا ، واحدا وهذا أقوى في الشوكة فيتفرع على هذا أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أمرا أن يجتمع عليه مع إخوانه ولكن هل من الحكمة أن يأتوا جميعا مجتمعين أو يأتوا أفرادا لكن يتفقوا على أمر ذكرنا أن هذا يرجع إلى ما تقتضيه الحال فيتبع في ذلك ما هو أصلح فقد يكون الاجتماع جميعا أصلح وقد يكون بالعكس
ومن فوائد هذه الآية أيضا أن هؤلاء القوم ينتصرون لأصنامهم ومعبوداتهم مع أنها باطلة فينبغي أن يكون أهل الحق الذين ينتصرون لله أشد منهم انتصارا في دين الله سبحانه وتعالى وإذا نظرت إلى واقع المسلمين اليوم وجدت أنهم متفرقون فكل عالم لا يأتي إلى عالم و يشاوره ولا يأخذ برأيه بل إنه مع الأسف ربما يضاده في رأيه مع علمه بأنه على حق لكن يكون فيه شبه من اليهود الذين حسدوا العرب على ما أعطاهم الله عز وجل من النبوة العظيمة الذي جعلها فيهم فإن اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا وينتصرون عليهم يعني يؤملون النصر عليهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء محمد كفروا بمحمد لأنهم يظنون أنه يأتي من بني إسرائيل وأتى من العرب وهم يظنون هذا تمنيا وإلا فهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم
ومن فوائد قوله أتعبدون ما تنحتون الإنكار على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل الاحتجاج على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل كيف ذلك ؟ أتعبدون ما تنحتون يعني كيف تنحتونه أنتم وتصنعونه انتم ثم بعد ذلك تعبدونه أليس الأولى من الناحية العقلية أن يكون هذا المنحوت هو الذي يعبدكم لأنكم أنتم الذين نحتموه و أوجدتموه ولكن عقولهم منتكسة فصار الأمر بالعكس يعبدون ما ينحتون
ومن فوائد الآية في قوله والله خلقكم وما تعملون إقامة الدليل على أن الله وحده هو الذي يستحق أن أن يعبد لقوله الذي خلقكم فالخالق هو الذي يعبد كيف يعبد ما لم يخلقه وتدع من خلقك أو تعبد من لم يخلقك مشركا له مع من خلقك ولهذا أقام الله البرهان على أنه لا يصح أن يعبد سواه بقوله يا أيها الناس اعبدوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم فقال اعبدوا ربكم الذي خلقكم ولم يقل اعبدوا الله إقامة للدليل عليهم بالربوبية
ومن فوائد الآية الكريمة أن أعمال العباد مخلوقة لله لقوله خلقكم وما تعملون سواء جعلنا ما مصدرية أم موصولة إن جعلناها مصدرية فالأمر واضح خلقكم وخلق عملكم وإن جعلناها موصولة فلأن خلق المعمول فرع عن خلق العمل فإذا كان معمولك الذي باشرت أنت عمله مخلوقا لله فكيف بعملك الذي كان من عند الله وهذا وفي هذه الآية رد على من ؟ على القدرية الذين أنكروا أن يكون لله تعالى شأن في أعمال بني آدم وقالوا أن الإنسان مستقل بعمله ليس لله فيه إرادة ولا خلق
في الآية أيضا رد على الجبرية الذين يقولون أن الإنسان مجبر على عمله لقوله تعملون حيث أضاف العمل إليهم وإضافة العمل إلى الإنسان تقتضي أنه هو العامل وهو الفاعل حقيقة وهو كذلك فالإنسان في الواقع هو الذي يعمل ويفعل ويريد ويختار فإذا كان فيها رد على الطائفتين المنحرفتين فأي طائفة تؤيدها ؟ تؤيد طائفة السنة والجماعة الذين قالوا إن الإنسان له قدرة واختيار وإيجاد لعمله ولكن الذي خلقه وخلق هذه القدرة والإرادة هو الله فهو ففعله مضاف إلى الله خلقا وتقديرا ويضاف إليه إيجادا ومباشرة فهو مضاف للعبد باعتبار ومضاف إلى الله باعتبار آخر
ومن فوائد الكريمة أيضا ما سبقت الإشارة إليه وهو إقامة الحجة على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل فإذا كان الله خلقهم وخلق ما يعملون فكيف يعبدون هذا المخلوق لله ويجعلونه شريكا مع الله في العبادة
من فوائد هذه الآية وما بعدها أن أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم لقوله فأقبلوا إليه يزفون وإذا كان أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم فأهل الحق أسرع منه لأن أهل الحق منصورون وأهل الباطل مخذولون
ومن فوائد الآية الكريمة أن الاجتماع على الشيء من أسباب نيل المراد يعني كلما اجتمع الناس على أمر كان ذلك أقرب إلى نيل مرادهم لقوله فأقبلوا إليه يعني ولم يأتوا واحدا ، واحدا وهذا أقوى في الشوكة فيتفرع على هذا أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أمرا أن يجتمع عليه مع إخوانه ولكن هل من الحكمة أن يأتوا جميعا مجتمعين أو يأتوا أفرادا لكن يتفقوا على أمر ذكرنا أن هذا يرجع إلى ما تقتضيه الحال فيتبع في ذلك ما هو أصلح فقد يكون الاجتماع جميعا أصلح وقد يكون بالعكس
ومن فوائد هذه الآية أيضا أن هؤلاء القوم ينتصرون لأصنامهم ومعبوداتهم مع أنها باطلة فينبغي أن يكون أهل الحق الذين ينتصرون لله أشد منهم انتصارا في دين الله سبحانه وتعالى وإذا نظرت إلى واقع المسلمين اليوم وجدت أنهم متفرقون فكل عالم لا يأتي إلى عالم و يشاوره ولا يأخذ برأيه بل إنه مع الأسف ربما يضاده في رأيه مع علمه بأنه على حق لكن يكون فيه شبه من اليهود الذين حسدوا العرب على ما أعطاهم الله عز وجل من النبوة العظيمة الذي جعلها فيهم فإن اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا وينتصرون عليهم يعني يؤملون النصر عليهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء محمد كفروا بمحمد لأنهم يظنون أنه يأتي من بني إسرائيل وأتى من العرب وهم يظنون هذا تمنيا وإلا فهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم
ومن فوائد قوله أتعبدون ما تنحتون الإنكار على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل الاحتجاج على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل كيف ذلك ؟ أتعبدون ما تنحتون يعني كيف تنحتونه أنتم وتصنعونه انتم ثم بعد ذلك تعبدونه أليس الأولى من الناحية العقلية أن يكون هذا المنحوت هو الذي يعبدكم لأنكم أنتم الذين نحتموه و أوجدتموه ولكن عقولهم منتكسة فصار الأمر بالعكس يعبدون ما ينحتون
ومن فوائد الآية في قوله والله خلقكم وما تعملون إقامة الدليل على أن الله وحده هو الذي يستحق أن أن يعبد لقوله الذي خلقكم فالخالق هو الذي يعبد كيف يعبد ما لم يخلقه وتدع من خلقك أو تعبد من لم يخلقك مشركا له مع من خلقك ولهذا أقام الله البرهان على أنه لا يصح أن يعبد سواه بقوله يا أيها الناس اعبدوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم فقال اعبدوا ربكم الذي خلقكم ولم يقل اعبدوا الله إقامة للدليل عليهم بالربوبية
ومن فوائد الآية الكريمة أن أعمال العباد مخلوقة لله لقوله خلقكم وما تعملون سواء جعلنا ما مصدرية أم موصولة إن جعلناها مصدرية فالأمر واضح خلقكم وخلق عملكم وإن جعلناها موصولة فلأن خلق المعمول فرع عن خلق العمل فإذا كان معمولك الذي باشرت أنت عمله مخلوقا لله فكيف بعملك الذي كان من عند الله وهذا وفي هذه الآية رد على من ؟ على القدرية الذين أنكروا أن يكون لله تعالى شأن في أعمال بني آدم وقالوا أن الإنسان مستقل بعمله ليس لله فيه إرادة ولا خلق
في الآية أيضا رد على الجبرية الذين يقولون أن الإنسان مجبر على عمله لقوله تعملون حيث أضاف العمل إليهم وإضافة العمل إلى الإنسان تقتضي أنه هو العامل وهو الفاعل حقيقة وهو كذلك فالإنسان في الواقع هو الذي يعمل ويفعل ويريد ويختار فإذا كان فيها رد على الطائفتين المنحرفتين فأي طائفة تؤيدها ؟ تؤيد طائفة السنة والجماعة الذين قالوا إن الإنسان له قدرة واختيار وإيجاد لعمله ولكن الذي خلقه وخلق هذه القدرة والإرادة هو الله فهو ففعله مضاف إلى الله خلقا وتقديرا ويضاف إليه إيجادا ومباشرة فهو مضاف للعبد باعتبار ومضاف إلى الله باعتبار آخر
ومن فوائد الكريمة أيضا ما سبقت الإشارة إليه وهو إقامة الحجة على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل فإذا كان الله خلقهم وخلق ما يعملون فكيف يعبدون هذا المخلوق لله ويجعلونه شريكا مع الله في العبادة
الفتاوى المشابهة
- فوائد قول الله تعالى : (( خلقكم من نفس واحدة... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم ال... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :قول الله تعالى : (( وما خلقت... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : " والله خلقكم وما تعملون "ه... - ابن عثيمين
- فوائد حديث عبد الله بن مسعود: أولا: دليل على... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه يزفون... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( فراغ عليهم ض... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه... - ابن عثيمين