تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم ال... - ابن عثيمينيستفاد من هذه الآية الكريمة فوائد ، أولا: وجوب تقوى الله على جميع الناس ، من أين تؤخذ ؟ من قوله:  يا أيها الناس اتقوا ربكم  هذا وجه الخطاب لجمع الناس . ...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يستفاد من هذه الآية الكريمة فوائد ، أولا: وجوب تقوى الله على جميع الناس ، من أين تؤخذ ؟ من قوله: يا أيها الناس اتقوا ربكم هذا وجه الخطاب لجمع الناس . ومن فوائدها: بيان أن الناس أوجدوا من العدم ، لقوله: الذي خلقكم من نفس واحدة ، وفيها الرد على الفكرة الملحدة أن الناس تتطوروا من القرود إلى البشرية ، من أين تؤخذ ؟ من قوله: من نفس واحدة ونحن لا نعرف النفس إلا آدم الذي نحن من نسله ، ولكن من ادعى أن أصل بني آدم قرد ، قلنا له: إقرارك على نفسك مقبول وعلى غيرك غير مقبول . ومن فوائدها: التذكير بنعمة الله عزوجل بما خلق لنا من الأزواج ، لقوله: وخلق منها زوجها و" من " هنا للتبعيض ، ويجوز أن تكون للبيانية أي من جنسها ، وهذا من نعمة كبيرة ، لو كانت أزواجنا من غير جنسنا هل يمكن أن نركن إليها ؟ أبدا ، لا يركن الإنسان إلا إلى من كان من جنسه ، لو كانت من جنس البقر أو من جنس الغنم هل يركن إليها الإنسان ؟ لا يمكن ، بل ينفر منها نفورا شديدا . ومن فوائدها: أن أصل هذه البشرية التي لا يحصيها إلا الله أصلها كم ؟ أصلها واحد ، وإن شئت فقل: أصلها اثنان: زوج زوجة خلق منهما هؤلاء الرجال كثير والنساء ، بشر لا يحصيهم إلا الله عزوجل ، لقوله: وبث منهما رجالا كثيرا ونساء . ومن فوائدها: أن كثرة الرجال أهم من كثرة النساء ، لقوله: رجالا كثيرا فإن التنصيص على كثرة الرجال يدل على أهميته ، أهمية هذه الكثرة . ومن فوائدها: أهمية التقوى ، ولهذا كرر الله الأمر بها مرتين . ومن فوائدها: أن التقوى واجبة بمقتضى الربوبية وبمقتضى الألوهية ، لقوله: يا أيها الناس اعبدوا ربكم هذه مقتضى الربوبية ، وقوله: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام هذه مقتضى الألوهية . ومن فوائدها: أن التساؤل بالله أمر واقع معروف عند العرب ، لقوله: تساءلون به ولكن هل يجوز للإنسان أن يسأل غيره بالله ؟ نقول: إن كان المقصود بذلك التذكير فلا حرج ، وإن كان المقصود بذلك الإلزام ففيه نظر ، إذا قال: أسألك بالله ، يعني أذكرك به حتى تراعي عظمة الله وحقه ، هذا لا بأس له ، إذا كان القصد الإلزام أنك تلزمه فهذا إحراج ، ومن ذلك ما يقع أحيانا من بعض الذين يقدمون أسئلتهم في المحاضرات يقول: " أسألك بالله إلا ما رددت علي " أو يقول لمقدم السؤال " أسألك بالله إلا ما قدمته " هذا إحراج ، قد يرى المجيب أو المقدم من المصلحة أن لا يقدم هذا السؤال أو ألا يجاب عليه . فإذا سأل بالله هل تجب إجابته ؟ نقول: إن سأل بالله شيئا محرما فلا كرامه له ، ولا تجوز إجابته ، كما لو قال: أسألك بالله أن تدخل بستان فلان وتأتي لنا منه ببرتقال وتفاح ، يجوز هذا أو لا ؟ لا ، لا يجوز ولا كرامة . إذا سأل بالله شيئا يضرني ، قال: أسألك بالله أن تعطيني نصف مالك ، هل يجب علي أن أجيبه ؟ لا ، لأن فيه ضرر علي . إذا قال: أسألك بالله أن تعطيني حقي الواجب عليك ، هنا يجب ، يجب من وجهين ، أولا أنه حق والجب ، والثاني أنه سأل بالله ، وقال بعض أهل العلم: إن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من سألكم بالله أي من سألكم حقا أوجبه الله عليه ، أوجب الله على المسئول ، فكأن معنى قوله: من سألكم بالله أي من سألكم بشرع الله ، أي من سألكم سؤالا يقتضي الشرع إجابته فأجيبوا ، وليس المعنى من قال: أسألك بالله ، لأن من قال أسألك بالله قد يراد بها معنى لا يصح إطلاقا يعني من قال: أسألك بالله ، وأراد أن يجعل الله شفيعا إلى هذا المسئول كان هذا حراما ، لأنه لا يجوز أن يستشفع بالله على خلقه فإن مقام الله أعظم من أن يكون واسطة بينك وبين الخلق . ومن فوائدها: وجوب احترام الأرحام ، لقوله: والأرحام على قراءة النصب ، وكذلك الإشارة إلى احترام الأرحام على قراءة الجر يعني كما أنكم تحترمونها وتسألون بها فعظموها وآتوها حقها . ومن فوائدها: التحذير من مخالفة الله عزوجل ، تؤخذ من أين ؟ من قوله: إن الله كان عليكم رقيبا ومن آمن بأن الله رقيب عليه فسوف يحذر من مخالفة الله عزوجل . هل نأخذ من هذه الآية إثبات اسم الرقيب لله ؟ العلماء يأخذون منها إثبات اسم لله . هل نقول إن " كان " هنا يراد بها معناها الزمني أو لا ؟ لا ، لأنه لو أريد بها معنى الزمني لكانت الرقابة قد مضت ، ولكنها يراد بها تحقيق اتصاف الموصوف بالصفة التي كانت خبرا في هذه الجملة ، إذا تحقيق أن الله رقيب عليه ، وكذلك قول الله تعالى: وكان الله غفورا رحيما ليس المراد أنه كان فزاد ، بل المراد تحقيق اتصافه بالمغفرة والرحمة إن الله كان عليكم رقيبا .

Webiste