تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما أسلما )... - ابن عثيمين قال الله تعالى  فلما أسلما  "خضعا وانقادا لأمر الله "  وتله للجبين  أسلما يعني استسلما لأمر الله وانقادا لأمره عن كره أو رضا ورغبة ؟عن رضا ورغبة بلا شك...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما أسلما )) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى (( وتله للجبين )) صرعه عليه ، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى ، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية (( وناديناه أن ياإبراهيم )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى فلما أسلما "خضعا وانقادا لأمر الله " وتله للجبين أسلما يعني استسلما لأمر الله وانقادا لأمره عن كره أو رضا ورغبة ؟عن رضا ورغبة بلا شك من الأب الذي أراد عزم على أن ينفذ أمر الله والابن الذي تقبل هذا الأمر بانشراح صدر وحث لأبيه على أن يفعل ما أمره الله به وهذا غاية ما يكون من الاستسلام وهذا استسلام القلب وتله للجبين هذا استسلام الجوارح يعني إبراهيم عليه الصلاة والسلام تل ابنه للجبين يعني صرعه على الأرض على جبينه وليذبحه وإنما صرعه على جبينه من أجل ألا يرى وجهه حين يذبحه ولئلا يرى الابن السكين فيفزع ومعلوم أن رؤية المذبوح للسكين تريعه ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يحد الشفرة ليذبح شاة فقال أتريد أن تميتها ميتتين لأن إذا ارتاعت البهيمة هذا روعة عظيمة حتى إن بعض البهائم إذا رأى السكين تحد هرب وهو بالأول مطمئن المهم أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام تل ابنه للجبين بسرعة قوة في تنفيذ أمر الله عز وجل قال المؤلف رحمه الله "وتله للجبين صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية " طيب نحن نقول وقلنا سابقا أن قصص الأنبياء السابقين إنما يؤخذ من الكتاب والسنة الصحيحة لقوله تعالى أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ [إبراهيم:9]ونحن في قصة إبراهيم لا ينبغي لنا أن نتجاوز القرآن ولا أن نقدر شيئا لا يقتضيه السياق فهنا يقول "تله للجبين صرعه على جبينه " والجبين هذا طرف الجبهة يعني القرنين وذكرت لكم الحكمة من فعله هذا وأما قول المؤلف "وذلك بمنى " فهذا يحتاج إلى دليل هو لا شك أنه بمكة لأن إسماعيل نشأ في مكة من صغره ولكن كونه في منى هذا يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة وإلا وجب التوقف فيه ويقول" أمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية" هذا أيضا يحتاج إلى دليل وليس في القرآن الكريم أنه أمر السكين على حلقه فالواجب علينا أن نتوقف في هذا لا نصدق ولا نكذب لأن القرآن لم يصدق ذلك ولم يكذبه لكن عندي والله أعلم أن هذا لو وقع لكان من الحكمة أن يذكر لأن فيه دلالة على آية من آيات الله وهي عدم تأثير السكين في حلقه ولو وقع مثل هذا لذكره الله عز وجل لما فيه من الدلالة على آية عظيمة من آيات الله والذي نجزم به الآن أنه وقع أنه تله للجبين ليذبحه فقط وكفى بذلك فخرا أنه لم يبق إلا أن يمر السكين على حلقه فماذا كان قال الله تعالى وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين قوله فلما أسلما وتله للجبين لما هذه شرطية تحتاج إلى شرط وجوابه فشرطها قوله
أسلما وتله معطوف عليه وناديناه لا يستقيم أن نجعله معطوفا على أسلما ولكن اختلف العلماء في الواو هنا فقيل أنها زائدة وتقدير الكلام فلما أسلما وتله للجبين ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وقال آخرون ليست بزائد لأن زيادة الحروف المعنوية التي تقتضي المغايرة لا يمكن أن يقع في القرآن الكريم بل هي معطوفة على شيء مقدر فالتقدير فلما أسلما وتله للجبين تحقق تنفيذ أمر الله أو ما أشبه ذلك من الكلام المناسب ثم عطف على الجواب المحذوف قوله وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا

Webiste