تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وفديناه... - ابن عثيمينالشيخ : قال المؤلف" وفديناه أي المأمور بذبحه وهو إسماعيل أو إسحاق قولان " أو في كلام المؤلف ليست للشك ولكنها للتنويع أي من العلماء من قال أن الذبيح إسحا...
العالم
طريقة البحث
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وفديناه )) أي المأمور بذبحه ، وهو إسماعيل ، أو إسحاق : قولان (( بذبح )) بكبش (( عظيم )) من الجنة : وهو الذي قربه هابيل ، جاء به جبريل فذبحه السيد إبراهيم مكبرا .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال المؤلف" وفديناه أي المأمور بذبحه وهو إسماعيل أو إسحاق قولان " أو في كلام المؤلف ليست للشك ولكنها للتنويع أي من العلماء من قال أن الذبيح إسحاق ومنهم من قال إن الذبيح إسماعيل ولكن القول الراجح أن الذبيح إسماعيل لعدة أوجه منها :
ما سيأتي في كلام المؤلف في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين حيث قال المؤلف استدل بذلك على أن الذبيح غيره
ومنها أن الله تعالى قال في إسحاق بشرناه بغلام عليم وفي الذبيح قال بشرناه بغلام حليم وهذا غير هذا لأن الذي وصف بالحلم هو الذي صبر على الذبح وتنفيذ أمر الله عز وجل ومنها أن الله وصف إسماعيل بأنه صادق الوعد واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وهذا الوصف انما يقال في أمر عظيم صدق به الإنسان والوعد الذي وعد هو قوله لأبيه ستجدني إن شاء من الصابرين وقد وفى بذلك
ومنها أيضا أن الله تعالى وصف إسماعيل بأنه من الصابرين ولم يصف بذلك إسحاق فقال تعال وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ولم يذكر إسحاق ولم يصف إسحاق بالصبر ومعلوم أن الصبر الذي صبره إسماعيل هو الصبر الذي يستحق أن يثنى به عليه لأنه صبر عظيم
ومنها أن الله سبحانه وتعالى بشر بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فقال وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولو كان إسحاق هو الذي أمر بذبحه لكان هناك تناقض لأنه كيف يؤمر بذبحه وقد بشر بابن له أي بإسحاق لأن يعقوب ابن إسحاق فلو كان بشر بأن له ولدا اسمه يعقوب فلا يليق أن يؤمر بذبحه وقد يقول قائل إنه بشر بيعقوب باعتبار المآل لأنه إذا نسخ وجوب الذبح بقي هذا الولد ورزق ولدا فيقال نعم هذا يمكن أن يرد به لكن تفوت البشارة بيعقوب تكون البشارة بيعقوب قد انتفت في تلك الحال ومن المعلوم أن الإنسان المبشر بالشيء لا يمكن أن يزعج بضده اذا ازعج بضده انقلبت البشارة سوءا هذا خمسة أوجه كلها تدل على أن الذبيح إسماعيل
الوجه السادس قوله هنا وبشرناه بإسحاق بعد أن ذكر قصة الذبح كاملة ولا يمكن أن يكون في القرآن تكرار
السابع أن الله تعالى ذكر البشارة بإسحاق للأم وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ولم يذكر ذلك في إسماعيل
الثامن أن الله تعالى قال في إسحاق وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وإن كان قد بشر بأنه نبي فإنه لا يليق ولا يسوغ أن يأمر بذبحه بعد أن بشر بنبوته هذه ثمانية أوجه كلها تدل على أن الذبيح هو إسماعيل التاسع أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل وأبوه عبد الله بن عبد المطلب فإن صح هذه الحديث فهو أيضا دليل واضح على أن الذبيح إسماعيل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من ذرية إسماعيل ولم يكن من ذرية إسحاق بل كان من ذرية اسماعيل طيب ربما يأتينا أوجه أخرى تؤيد أن الذبيح إسماعيل
قال المؤلف رحمه الله "بذبح بكبش عظيم من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبح السيد إبراهيم مكبرا " تقدم أن هذا قول ليس عليه دليل صحيح وأن هذا الفداء كان من بهيمة الأنعام الموجودة في وقته وليس هناك دليل على أنه من الجنة ولا على أن في الجنة كباشا فالصواب أنه ذبح من ذبح الدنيا أمر إبراهيم عليه السلام أن يذبحه ظاهر الآية الكريمة أنه ذبحه فداء عن إسماعيل ويجوز أيضا أن يكون مع الفداء شكرا لله سبحانه وتعالى على نعمته بهذا البلاء المبين

Webiste