تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( وليخش الذين لو تركوا من خلف... - ابن عثيمينثم قال الله عزوجل:  وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا  اللام في قوله:  وليخش  لام الأمر ، والفعل مجز...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله عزوجل: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا اللام في قوله: وليخش لام الأمر ، والفعل مجزوم بها بحذف الألف ، وأصل يخشى " يخشا " بالألف وسكنت اللام ، لام الأمر هنا لماذا ؟ وقعت بعد ... ، نعم وتسكن لام الأمر إذا وقعت بعد الواو والفاء وثم ، قال الله تعالى: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وقال الله تعالى: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع بخلاف لام التعليل فإنها مكسورة ولو وقعت بعد الواو أو ثم أو الفاء ، مثل قوله تعالى: ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا لا تقرأها " وليتمتعوا " إلا إذا ثبت أن فيها قراءة بسكون اللام فحينئذ تكون اللام لام الأمر ولا تكون لام التعليل . وقوله: لو تركوا من خلفهم " لو " هنا شرطية ، فعل شرطها تركوا وجوابه خافوا عليهم لو تركوا خافوا عليهم ، وهنا خرجت الآية الكريمة عن الأكثر في جواب " لو " ، ما الأكثر في جواب " لو " إذا كان مثبتا ؟ أن تقترن به اللام فيقال: لو جاء زيد لجاء عمرو ، لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا لخافوا عليهم ، ولكن اللام تحذف أحيانا في جواب " لو " في الإثبات ، ومنه هذه الآية ، ومنه قوله تعالى: ولو نشاء لجعلناه أجاجا وفي نفس السياق قال في الزرع: لو نشاء لجعلناه حطاما ، أما إذا جاء جواب لو منفيا لما فالأفصح أن لا تذكر اللام ، فإذا قلت: لو جاء زيد ما قلت شيئا ، هذا أفصح من أن تقول: لما قلت شيئا ، لكن قد تقترن اللام بما النافية في جواب لو ، ومنه قول الشاعر:
ولو نعطى الخيار لما افترقنا ولكن لا خيار مع الليالي
إذا فعل الشرط في " لو " ؟ تركوا وجوابه ؟ خافوا عليهم ، وتكميلا للفائدة " لو " تأتي على أوجه ، هذا واحد تكون شرطية والثاني ؟ أن تكون مصدرية ، أن تكون مصدرية كقوله تعالى: ودوا لو تدهن فيدهنون أي ودوا إدهانكم فيدهنون ، وهل هي إذا جاءت شرطية هل تكون جازمة ؟ لا ، هي من أدوات الشرط غير الجازمة . وقوله تعالى: فليتقوا الله هذا أمر بالتقوى تأكيد للأمر بالخشية في قوله: وليخش يقول الله عزوجل مذكرا هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ويضيعونها يقول: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ليخشوا الخشية أشد الخوف ولا تكون إلا مع العلم ، لقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء فيقول يخشى هؤلاء الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا وفاعل مفعول يخشى محذوف أي ليخشى أن يضيعوا أموال اليتامى ويأكلوها ، وقوله: ذرية ضعافا الذرية هم الأولاد من بنين وبنات ، وأولاد البنين ، وأولاد بني البنين ، وأما أولاد البنات وأولاد بنات البنات وبني البنات فإنهم لا يدخلون في الذرية ، هذا هو المشهور عند أهل العلم . فإن قال قائل: هذا وقف على ذريتي لم يدخلوا أولاد البنات في هذا الوقف ؟

Webiste