تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم... - ابن عثيمينثم قال:  وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض  " كيف " هذه استفهام للتعجب والإنكار ، وقوله:  وقد أفضى بعضكم  الجملة هنا في موضع نصب على الحال يعني والحال...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال: وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض " كيف " هذه استفهام للتعجب والإنكار ، وقوله: وقد أفضى بعضكم الجملة هنا في موضع نصب على الحال يعني والحال أنه قد أفضى بعضكم على بعض أي انتهى بعضكم إلى بعض بما لا ينتهي إليه إلا الزوج وأخذن منكم ميثاقا غليظا أخذنا فيها إشكال أنا عندي ليس فيه " أنا " ما قال : وأخذنا منكم ، لأن النون نون نسوة وليست ضمير متكلم ، لو كان ضمير متكلم لكان" وأخذنا " ، طيب أخذن أي نسوة منكم ميثاقا غليظا وهنا فيه إشكال من جهة أنما سبقه إما مفرد وإما مثنى فكيف عاد الضمير جمعا لما سبق ؟ والجواب عن ذلك أن يقال: إنما سبق من المفرد أو المثنى يراد به الجنس ، وإذا أريد به الجنس صح أن يجمع باعتبار الجنس وأخذن منكم ميثاقا غليظا والميثاق العهد ، والغليظ المشدد أو الشديد أي أخذن منكم ميثاقا غليظا وذلك بعقد النكاح فإن عقد النكاح يستلزم أنه متى ملك العوض ملك المعوض ، فأنت لما ملكت البضع واستحللت منها ما لا يستحل إلا للزوج وجب لها المهر الذي هو العوض وهو عهد ميثاق غليظ لا يوجد له نظير من العقود ، أشد ما يكون من العقود وأخطر ما يكون من العقود هو عقد النكاح لأنه يترتب عليه أشياء كثيرة كثبوت المحرمية والنسب ووجوب النفقة وغير ذلك من الأحكام الكثيرة ، ولهذا احتاط له الشارع أو احتاط له صاحب الشرع ما لم يحتط لغيره ، فلابد فيه من ولي ، لا تستقل به المرأة بنسفه مع أن بيع مالها ولو كثر تستقل به إذا كانت هي مكلفة رشيدة ، ولابد فيه من شهود عند كثير من أهل العلم ، وعقد البيع لا يجب فيها الشهادة ، ولابد فيه من الخلو من الموانع ، وبقيت العقود قد تنقع مع المانع لكن يأثم أما هذا فلا ، ثم عند التحلل منه وفسقه هل هو كغيره من العقود متى شاء فسخ ؟ لا ، لابد من قيود ، لا يفسخه بحيض ولا يفسخه بطهر جامع فيه ، ثم إذا فسخ يترتب على هذا آثار كالعدة وغيرها ، إذا فهو أخطر العقود ، ولهذا سماه الله ميثاقا غليظا .

Webiste