السائل : يقول إن بعض الناس يقومون بالذهاب إلي البئر التي تقع على طريق المدينة المنورة ومثلها العين التي تقع في تهامة ولقصد طلب الشفاء من بعض الأمراض والمشافي والشافي هو الله سبحانه وتعالى وأنهم عند العودة من هناك يخبروننا بأنهم قد شفي البعض منهم عن بعض الأمراض التي بهم مثل أمراض كثيرة والأمراض الصعبة فما رأيكم في صحة ما يذكرون عند اعتقادهم بأن الاغتسال من ذلك الماء يشفي المرضى والله يحفظكم؟

الشيخ : رأينا في هذا أنه إذا ثبت أن لهذا الماء تأثيرا حسيا في إزالة الأمراض فإنه لا بأس من قصده والاستشفاء به وذلك لأن الطب على نوعين، أحدهما: ما ثبت به الشرع فهذا مقبول بكل حال ولا يُسأل عنه إنما يُسأل عن هل هذا الذي ثبت بالشرع أنه دواء؟ هل يكون دواء لهذا المرض المعيّن لأنه ليس كل ما كان دواء لمرض يكون دواءً لكل مرض.
القسم الثاني من أقسام الطب: شيء لم يثبت به الشرع لكنه ثبت بالتجارب وهذا كثير جدا من الأدوية المستعملة قديما وحديثا فإذا ثبت بالاستعمال والتجارب أن هذا له تأثير حسي في إزالة المرض فإنه لا بأس باستعماله وكثير من الأدوية التي يتداوى بها الناس اليوم إنما عُلِمت منافعها بالتجارب.

السائل : نعم.

الشيخ : لأنه لم ينزل فيها شرع فالمهم أن ما أشار إليه السائل من هذه المياه إذا ثبت بالتجارب أن لها تأثيرا في بعض الأمراض فإنه لا بأس بالاستشفاء بها والذهاب إليها.

السائل : نعم.

الشيخ : نعم.

السائل : سؤاله الأخير وإن لم يبقى من البرنامج وقت طويل.