تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << واستكبر هو وجنوده في الأ... - ابن عثيمين وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص:39] استكبر مِن الكبرياء وهي العظمة والمعنى أنه تَرقَّى وتعاظم هو وجنوده وزيادة اله...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص:39] استكبر مِن الكبرياء وهي العظمة والمعنى أنه تَرقَّى وتعاظم هو وجنوده وزيادة الهمزة والسين والتاء لِلمبالغة وليست للاستدعاء لأن الغالب أنَّ الهمزة والسين والتاء تكون للاستدعاء مثل استغفرَ له يعني طلب مغفِرَته استرحمه طلب رحمتَه لكن يأتي أحيانا لِلمبالغة مثل استكبر يعني بالَغ في الكبرياء والعظمة هُوَ وجنوده مَن جُنُودُه؟ الجُنْد في الأصل هم حاشية الإنسان وأنصاره ويطلق على كل مَن اتَّبعه فهو مِن جُنْدِه، وقوله: في الأرض متعلق بـاستكبر وال في الأرض للعهد الذهني قال المؤلف: أرضِ مصر" ليس الأرض كلها لأنه لا سلطان له على بقية الأراضي ولكن المراد أرض مصر فعلى هذا تكون ال هنا لأي شيء؟ للعهد الذهني لا للعموم وقوله: بغير الحق بيان للواقع لأن الاستكبار كله مُخالفٌ للحق، ولكنه بيان للواقع وزيادةً في تقبيحه فالاستكبار قبيح فإذا وُصف .. الحق صار أقبح وأقبح، ونظير هذا قوله تعالى: ويقتلون النبيين بغير الحق ويمكن يكون قتل النبيين بحق؟ لا، كلُّ قتلِ النبيين بغير الحق لكن ذَكَر ذلك للمبالغة في تقبيحه فإنه الواقع أنه ليس بحق، يقول الله سبحانه وتعالى: بغير الحق والحق في الأصل هو الشيء الثابت فإذا أُضِيف إلى الكلام فالمراد به الصدق وإذا أضيف إلى الأحكام المراد به العدل كقوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا [الأنعام:115] إذاً انتفى عن هؤلاء باستكبارهم الحقّ مِن وجهين حيث اتخذوا كذباً وزَوْراً بما استكبروا به، وغير الحق.
وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ظنوا هل المراد بالظن الرجحان أو اليقين؟ أي متيقنين ما هو ما جحدوه به فهل نقول ترجح عندهم أنهم راجعون أو اليقين كلاهما في الواقع يُنافي قولَه تعالى: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ، لأنَّ مَن استيقن شيء هل يظُن خلافَه أن يستيقن أن ما جاء به موسى حق هل يستيقِن خلافَه أو يظن خلافَه أيضا؟ لا، لأن من استيقن الشيء آمن بِه، لكن يبدو لي أنَّ الظن هنا إمَّا بمعنى الدعوة يعني ادَّعَوْا أنهم إلينا لا يُرْجَعُون أو أن المُراد به

Webiste