تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << فأخذناه و جنوده فنبذناهم... - ابن عثيمين فأخذناه وجنوده  الفاء عاطفة والمراد بها أيضاً السببية أي فبسبب استكباره هو وجنوده  أخذناه وجنودَه فنبذناهم  مقابِل الاستكبار ذكر الله تعالى عقوبتهم على...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فأخذناه وجنوده الفاء عاطفة والمراد بها أيضاً السببية أي فبسبب استكباره هو وجنوده أخذناه وجنودَه فنبذناهم مقابِل الاستكبار ذكر الله تعالى عقوبتهم على وجه الاستهجان والتحقير أخذناه وجنوده فنبذناهم إذ أن النبذ هو الطرح يعني بِقوَّة، والمطروحُ بقوة هل هو عظيم ولّا حقير؟ بل هو حقير، لأن العظيم ما يمكن ما تستطيع أن تنبُذَه نبذاً فهو خطير عظيم ما تقدر إنما يُنبَذُ نبذاً مَن كان هيِّناً حقيراً ولهذا قال: فأخذناه وجنوده فنبذناهم هم يعود على الجنود ولّا على مَن؟ على فرعون والجنود فأخذناه وجنودَه ولم يغنه هؤلاء الجنود شيئاً، لأن الله سبحانه وتعالى لا شيءَ يقابِله مِن قوة البشر، فنبذناهم "طرحناهم" في اليم اليم قال: "البحر المالح" احترازاً مِن أين؟ مِن الأنهار، لأن الأنهار بحار لكنَّها غير مالحة قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سائغ شرابه وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ [الفرقان:53]وقال: مرج البحرين يلتقيان فسمى الله تعالى الأنهار والبحار المالحة سماها بحاراً وقوله: "البحر المالح" هذا بيان للواقع الذي وُجِد فيه فرعون وجنوده لأنهم وُجِدوا في بحر القُلْزُم أو القَلْزَم وهو البحر الأحمر الذي بيْن جدة ومِصر، هذا الذي غرق فيه فرعون وقومُه فنبذناهم في اليم وانظر إلى الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى أغرقهم إغراقاً في اليم، لأنّ فرعون كان يفتخر بأنهاره ويقول لقومه يقول: وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مَهِين ولا يكاد يبين فافتخر بالماء فأُغرِق به، نعم قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ [الزخرف:51] فأخرجه الله مِن ملكِ مِصر وأهلكه بما كان يفخر به مِن الأنهار، .... لأن البحر المالح بعيد عن مُلْك مصر ...
قال: فانظر كيف كان عاقبة الظالمين فانظر الخطاب لمن؟ انظر يعني يا محمد! أو انظر أيها القارئ أو السامع، فالخطاب لكل مَن يصِح توجيه الخطاب إليه {ماذا تقول؟ الأخير} أي فانظر يا من تسمع هذا الخطاب ويُوجَّهُ إليك، والمراد بالنظر هنا نظرُ الاعتبار وهو النظر بالقلب، لأن العاقبة ما هي تُنظَر بالعين اللهم إلا إذا سار الإنسان في آثارِهم فقد ينظر بعينه وبقلبه فانظر كيف كان عاقبة الظالمين كيف هنا للاستفهام والمراد به التعظيم يعني عِظَم العاقبة لكن لا تعظيمَ الرفعة بل تعظيم العقوبة -والعياذ بالله- كيف كان عاقبة الظالمين فهو تفخيم لها وتعظيم للعاقبة وخيمة سيئة للغاية، محلها من الإعراب كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعولُ انظر انظُر كيف، ما يصلح تكون مفعول لأن الاستفهام له صد الكلام ولو جعلناه مفعول انظر ما صار لها صدر الكلام صار متأخر.
الطالب: ...

الشيخ : .. صحيح مع أنه مفعول انظر لكن أنا أريد إعراب كيف فقط
الطالب: ...

الشيخ : لا، خبر مو صحيح، إي نعم خبرها مقدر فانظر كيف كان عاقبةكيف هنا اسم استفهام بلا شرط معلق خبرٌ مُقدم بـكان وتقديم الخبر هنا واجب ولا جائز؟ واجب كيف كان عاقبة الظالمين عاقبة بمعنى عُقْبى وهي على صيغة اسم الفاعل والمراد العقبى، والظالمين هم الذين نقصوا حقوق أنفسهم وحقوق ربِّهم، لأنَّ الظلم في الأصل النقص قال الله تعالى: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا [الكهف:33] أي لم تنقُص، وقوله: كيف كان عاقبة الظالمين المراد بالظالمين هنا الكافرين ولّا لا؟
الطالب: الكافرين.

الشيخ : نعم الكافرين لأنه يُشير إلى ما جرى لِفرعون وقومه وهم ظالمون ظلمَ كفر، لأن الظلم ينقسم إلى قسمين ظلم كفر وظلم معصية دون الكفر، ففي قوله تعالى: فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون ... ظلم المعصية المُراد ظلم المعصية، وفي قوله تعالى: والكافرون هم الظالمون المراد ظلم الكفر، وفي قوله: وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسَهم يظلمون شامل للأمرين الكفر وما دونَه، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين في مصارهم إلى الهلاك إلى الهلاك بأتفه الأمور وهو الماء، وهذه مِن حكمة الله سبحانه وتعالى أن يأخذَ كلَّ إنسان بِذنبه كما قال الله تعالى: وكلًّا أخذنا بذنبه أي بما يَقْتَضِيهِ ذنبُه مِن العقوبة، عادٌ استكبروا في الأرض وتحَدَّوا وقالوا: مَن أشد منا قوة؟! قال الله تعالى: أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وقوله: خلقهم ولم يقل أن الله .. فالتكميل لكونِه أشد منهم لأن الخالق بلا ريب أقوى من المخلوق بِماذا أُخِذوا؟ أُخِذوا بألطف الأشياء وهي الريح أرسل الله عليهم الريح سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً .. كل أيام الدهر لو شاء الله لأرسلها عليهم بليلة واحدة ودمرتهم تدميرا لكن لِحكمة أراد أن يتعذبوا أصلا لأخذتهم جميعا .. أخذت مثلاً بالأطراف .... كأنهم أعجاز نخل منقعر، وهذا أشد عقوبة، لأنها لو جاءتهم مرة واحدة ودمرتهم ما تعذبوا ماتوا وهلكوا وانتهى الأمر لكن هذا أشد، طيب إذاً هنا أُغرِقوا باليم لأنهم والعياذ بالله ...

Webiste