تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا... - ابن عثيمينقال:  وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه  إذا سمعوا يجب أن نعرف الفرق بين سمِع واستمع فالسامِع هو الذي أدرك الصوت بدون قصد، والمستمِع هو الذي أدركه بقصْد أدرك ...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه إذا سمعوا يجب أن نعرف الفرق بين سمِع واستمع فالسامِع هو الذي أدرك الصوت بدون قصد، والمستمِع هو الذي أدركه بقصْد أدرك الصوت بقَصْد، ولهذا نقول: يُسَن سجود التلاوة لمن؟ للمستمع دون السامع، فهنا قال: إذا سمعوا اللغو دل على أن هؤلاء القول لا يستمعون إليه ولكن يسمعونَه فقوله تعالى: وإذا مروا باللغو مروا كراما مروا به ما يجلسون عنده لكن إذا مروا به، هؤلاء أيضا إذا سمعوا اللغو يقول المؤلف:" الشتم والأذى من الكفار" أيضاً هذا تخصيص لِما هو أعم فإنّ اللغو يشمل ما قاله المؤلف الشتم والأذى، ويشمل أيضاً كلَّ كلام لا خيرَ فيه سواء كان فيه شر أم لم يكن فإنه مِن اللغو، فهؤلاء في غاية ما يكون من الِجد وحفظ الوقت لا يستمعون إلى كلامٍ لغو، والله تبارك وتعالى مدح الذين لا يستمِعون اللغو والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت فليقل خيراً، والمقابل للخير الشر وما لا خير فيه ولا شر وهو اللغو، فالأصح أنه يشمل إذا سمعوا اللغو يشمل كلَّ كلام لا خير فيه سواءٌ كان فيه أذية وشر أم لم يكن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه بأبدانِهم، أو بأبدانهم وقلوبهم، أو بقلوبِهم فقط، الأصل القلوب لكن قد تشمل الأبدان أيضاً بحيث إذا سمعوا كلاماً لا خير فيه قاموا وتركوا المكان حتى لو ما كان حرام ولو كان غير حرام، أما إعراض البدن مع إقبال القلب فهذا ينفع؟ ما ينفع فالمقام هنا أربعة أنواع المقام عند اللغو أربعة أنواع: تارة يقبِل عليه بجسمِه وقلبه فحينئذ يكون مشاركاً لأهله، وتارة يعرِض عنه بجسمه وقلبه بحيث ما يستمع إليه ... وتارة يعرض بقلبه دون جسمه وتارة يعرض بجسمه دون قلبه، والتركيز هنا على أي شيء الإعراض بالقلب.
أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم كأنه يقول: إذا قيل لهم: ليش تقومون؟ لِماذا لا ترُدُّون لماذا لا تنصَاعون لأذاهم، يقولون: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم فنحن لا نُسأل عما تعملون وأنتم لا تُسألون عما نعمَل، ولا نوافقكم على هذا العمل، وليس يعنى ذلك أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، لأن الكلام هنا عن اللغو وهو الكلام المنافي للخير، أما المنكر فإنهم لا شك أنهم ينهون عنه ويأمرون بالمعروف.
سلام عليكم يسلِّمون عليهم سلام تحية ولّا سلام غير تحية؟ المؤلف يقول:" سلام متاركة " أي سلِمْتم مِنا من الشتم وغيره، وليس يسلمون سلام تحية، فهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا وقاموا وقالوا لهؤلاء: سلام عليكم، يعني سلام عليكم مِنَّا مو مِن الله، سلام عليكم مِنَّا فأنتم سالمون لا نقابِلُكم بِما تفعلون بنا، وهذا من المؤلف بناء على أن المراد بقوله اللغو يعني الأذى والشتم من الكفار، أما إذا قلنا بالعموم فإنه يحتَمِل أن يكون المراد بالسلام هنا سلام من الله أي سلام تحية، لأنه يشرع لِمن قام مِن مجلس أن يُسَلم، ويحتمل أن يكون سلام متاركة، وإن شئنا جعلناه موزعاً فقلنا: إن قلنا باللغو إنه الشتم والأذى فالسلام هنا سلام متاركة .. أنكم سالمون منا ونحن سالمون منكم، وإذا قلنا أن المراد باللغو في هذا الكلام الذي لا خير فيه وإن لم يكُن سباً ولا شتماً فهو سلام تحِية، لأن هؤلاء لم يسِيئوا إلى المعرضين حتى يقولوا لهم: سلام عليكم منا، وهذا أيضا جائز أن نحمل السلام أي معنى السلام هل هو متاركة أو سلام تحية على معنى اللغو
الطالب: ...

الشيخ : مثله قال: لا نبتغي الجاهلين لا نصحبهم" وهذا التفسير مِن المؤلف قاصر أظنه قاصر.. توافقوني على هذا ولّا لا؟ لا نبتغي الجاهلين يقول: "لا نصحبهم" ولو كان الأمر كذلك لقال: لا نصحب الجاهلين، لكن لا نبتغي الجاهلين الابتغاء بمعنى الطلب يبتغون فضلا من الله ورضوانا أي يطلبون، فمعنى لا نبتغي لا نطلب، وإذا انتفى طلب الجاهلين فانتفاء صحبتِهم؟
الطلبة: من باب أولى.

الشيخ : من باب أَولى، تقولون هذا لأن هذا اسطوانة دائما نقولها ولّا تقولونها على اقتناع؟
الطالب: ...

الشيخ : إذا انتفى طلب الجاهلين انتفت الصحبة من باب أَولى لأنهم ما يطلبون الجاهلي ولا يدوِّرونهم فضلا عن كونهم إذا وجدوهم صحِبوهم فأيهما أبلغ تفسير المؤلف أو ظاهر الآية؟ ظاهر الآية أَولى وأبلغ يعني: نحن لا نطلب جاهلين فضلاً عن صحبتهم، وذلك لأنهم ذووا علم وبصيرةـ والإنسان ذوي العلم والبصيرة ما يطلب الجاهلين فيكون معهم بل لا يصحبون إلا الأخيار ذوي العلم والمروءة والشرف والدين، أما الجاهلين فإنهم لا يبتغونهم ولا يطلبونهم ولا يريدونهم أيضا، والجاهل هنا المُراد به السفيه أو من ليس بعالم؟ السفيه، المراد به السفيه حتى لو كان عالماً، لأنه إذا أساء التصرف ولو كان عالما فهو بمنزلة الجاهل بل أشد مِن الجاهل، لأن مَن خالف عن عِلم أشد مِمن خالف عن جهل، ويُسمى مَن خالف عن علم يسمى سفيهاً ويسمى جاهلا مركبا نعم إذا ادعى أنه يعلم، بخلاف الإنسان الجاهل الذي لم يأتِه العلم أصلا فإن هذا قد يستقِيم إذا عَلِم طيب إذاً الجاهلون هنا ليسوا مَن لا يعلمون بل السفهاء، وإذا قال قائل: ما الذي يدل على أن الجهل يأتي بمعنى السَفه؟ قلنا: قوله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:17] فإن قوله: بجهالة لا شك أن المراد بِسفه، لأن مَن يعمل السوء جاهلا بغير علم هذا لا ذنب عليه حتى نقول إنه يتوب، فالجهل هنا بمعنى السفه لا نبتغي الجاهلين أي السفهاء الذين يعملون بجهالة، طيب الجاهل اللي غير عالم هل يبتغيه المرء؟ ربما يبتغيه يطبه لأجل يعلمه رُبما يطلبُه لِيعلِّمه، ما دام جاهل ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرِض نفسَه على القبائل في موسم الحج يجي إلى قبيلة يأخذ عليهم ويدعوهم إلى الله فهو يطلب هؤلاء الجهال لِيعلِّمهم، لكن المراد بالجهل هنا هو السفه، لأن السفيه فعلُه في الحقيقة كفعل الجاهل تماما، إذ أنه يخالف الحق ولا يعمل به لكنه أشد من الجاهل، لأنه غير معذور، و.... طيب نحن الآن وإياكم نقرأ مثل هذه الصفات فهل المراد أن نقرأها للعلم ولا للعمل؟ للعلم والعمل، لأن بعض الصحابة رضى الله عنهم أنه يتعلم .. آيات تعلموها وما فيها من العلم والعمل، وأكثر الناس إذا قرأ مثل هذه الآيات قال: ... ما أحسن صفاتهم وما أجمل أفعالهم وهذا غاية ما يستفيد من الآية، ولكن هذا ما يكفي المقصود من ذِكر هذه الأوصاف الحميدة سواءٌ كانت عن سبيل الإخبار عن الحال أو عن سبيل القصص الغرض منها هو الاعتبار أن الإنسان يعتبِر بما حَصل لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ونسأل الله أن يعيننا جميعا على فهم كتابه وعلى العمل به.
على مَن أعرض عن اللغو،

Webiste