تفسير قوله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
بعد هذا رسالة من أحد الإخوة المستمعين يقول عبدالله حامد صالح أخونا له جمع من الأسئلة، يقول: فسروا لنا قول الحق -تبارك وتعالى-: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ [المائدة:89] إلى آخر الآية؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
يقول سبحانه في سورة المائدة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] الآية، ويقول سبحانه في سورة البقرة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة:225].
والمعنى أن الأيمان التي تمر على الإنسان من غير قصد لا يؤاخذ بها، ولا كفارة فيها، تجري على لسانه من دون قصد لعقدها في عرض كلامه: والله! ما صار كذا، والله! صار كذا، يتحدث من غير قصد اليمين، هذا هو اللغو في اليمين كما قالت عائشة، وجماعة من السلف، لغو اليمين أن يقول الرجل: لا والله، وبلى والله، في عرض كلامه.
أما إذا قصد بقلبه كسب قلبه بذلك يعني: أراد بقلبه اليمين على أنه ما يفعل كذا، أو أنه يترك كذا؛ فهذا يؤاخذ بها إذا أخل بها عليه الكفارة؛ لأن الله قال: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ [البقرة:225] وفي آية المائدة: بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89] يعني: بما قصدتم من عقدها، وأردتم ذلك، فإذا قال: والله! لا أكلم فلانًا؛ قاصدًا فإذا كلمه؛ فعليه كفارة اليمين، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز ولم يستطع؛ صام ثلاثة أيام.
أو قال: والله! ما أزور فلانًا، ثم زاره؛ عليه كفارة يمين، أو قال لزوجته: والله! ما تكلمي فلانًا، أو والله ما تخرجي من البيت اليوم، أو هذه الليلة، أو أبدًا.. أو ما أشبه ذلك، إذا خرجت؛ عليه كفارة اليمين.
وهكذا ما أشبه ذلك؛ لأن هذه أيمان مقصودة، قد كسبها القلب، وعقدها صاحبها؛ فيكون فيها الكفارة، والكفارة -كما سمعتم في الآية الكريمة- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، يعني: طعام الوسط، تمر من الرز، من الحنطة إذا كان معه إدام يكون أفضل، وهكذا إذا صنع لهم الطعام، ودعوا إليه في البيت، أو المطعم، غداء، أو عشاء، وجبة واحدة تكفي، وجبة واحدة.
أو كسوتهم يكسوهم... أو إزار ورداء لكل واحد، يعني: قميص أو إزار ورداء، أو يعتق رقبة عبد وإلا عبدة، فإذا لم يستطع هذه الثلاث؛ انتقل إلى الصوم، صام ثلاثة أيام، والأفضل أن تكون متتابعة، ثلاثة أيام والأفضل تتابعها، وقال بعض أهل العلم: يجب تتابعها، فالأفضل للمؤمن أن يتابعها هذه الثلاثة، عند العجز عن الإطعام، والكسوة، والعتق، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
بعد هذا رسالة من أحد الإخوة المستمعين يقول عبدالله حامد صالح أخونا له جمع من الأسئلة، يقول: فسروا لنا قول الحق -تبارك وتعالى-: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ [المائدة:89] إلى آخر الآية؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
يقول سبحانه في سورة المائدة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] الآية، ويقول سبحانه في سورة البقرة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة:225].
والمعنى أن الأيمان التي تمر على الإنسان من غير قصد لا يؤاخذ بها، ولا كفارة فيها، تجري على لسانه من دون قصد لعقدها في عرض كلامه: والله! ما صار كذا، والله! صار كذا، يتحدث من غير قصد اليمين، هذا هو اللغو في اليمين كما قالت عائشة، وجماعة من السلف، لغو اليمين أن يقول الرجل: لا والله، وبلى والله، في عرض كلامه.
أما إذا قصد بقلبه كسب قلبه بذلك يعني: أراد بقلبه اليمين على أنه ما يفعل كذا، أو أنه يترك كذا؛ فهذا يؤاخذ بها إذا أخل بها عليه الكفارة؛ لأن الله قال: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ [البقرة:225] وفي آية المائدة: بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89] يعني: بما قصدتم من عقدها، وأردتم ذلك، فإذا قال: والله! لا أكلم فلانًا؛ قاصدًا فإذا كلمه؛ فعليه كفارة اليمين، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز ولم يستطع؛ صام ثلاثة أيام.
أو قال: والله! ما أزور فلانًا، ثم زاره؛ عليه كفارة يمين، أو قال لزوجته: والله! ما تكلمي فلانًا، أو والله ما تخرجي من البيت اليوم، أو هذه الليلة، أو أبدًا.. أو ما أشبه ذلك، إذا خرجت؛ عليه كفارة اليمين.
وهكذا ما أشبه ذلك؛ لأن هذه أيمان مقصودة، قد كسبها القلب، وعقدها صاحبها؛ فيكون فيها الكفارة، والكفارة -كما سمعتم في الآية الكريمة- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، يعني: طعام الوسط، تمر من الرز، من الحنطة إذا كان معه إدام يكون أفضل، وهكذا إذا صنع لهم الطعام، ودعوا إليه في البيت، أو المطعم، غداء، أو عشاء، وجبة واحدة تكفي، وجبة واحدة.
أو كسوتهم يكسوهم... أو إزار ورداء لكل واحد، يعني: قميص أو إزار ورداء، أو يعتق رقبة عبد وإلا عبدة، فإذا لم يستطع هذه الثلاث؛ انتقل إلى الصوم، صام ثلاثة أيام، والأفضل أن تكون متتابعة، ثلاثة أيام والأفضل تتابعها، وقال بعض أهل العلم: يجب تتابعها، فالأفضل للمؤمن أن يتابعها هذه الثلاثة، عند العجز عن الإطعام، والكسوة، والعتق، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
الفتاوى المشابهة
- السؤال الثاني يقول إذا صدر من المسلم سبٌ للد... - ابن عثيمين
- حقيقة يمين اللغو - ابن باز
- تفسير قوله تعالى :" لا يؤاخذكم الله باللغو ف... - ابن عثيمين
- معنى اللغو في الأيمان - ابن باز
- باب العفو عن لغو اليمين : قال الله تعالى: ((... - ابن عثيمين
- اللغو في اليمين - ابن باز
- تفسير الآية الكريمة: (لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ... - الفوزان
- ما معنى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيم... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أي... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِا... - ابن باز