تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له... - ابن عثيمينثم قال:  وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:70] وهو الضمير يعود...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:70] وهو الضمير يعود على ربِّ يعني وذلك الرب الذي يخلُق والذي يعلَم هو الله، الله أصلها الإله حُذِفَت الهمزةُ تخفيفاً، لكثرة الاستعمال، كما في أناس فيقال فيها: الناس فتُحْذَف الهمزة للتخفيف، فالله تعالى معناها الإله أصلاً ثم حُذِفت الهمزة للتخفيف وصارت الله فما معنى الإله؟ إِلَه بمعنى مألوه وليست بمعنى آلِه فهي بمعنى مألوه مثل غِراس بمعنى مغروس والبناء بمعنى مبني فِراش بمعنى مفروش، وأمثلتها كثيرة فإله بمعنى مألوه أي معبود، وسُمِّيَ المعبود مألوهاً، لأن القلب يَأْلَهُهُ أي يمِيل إليه، وتجدون أن ألِهَ موافقة في الاشتقاق الأصغر لأهل ولّا لا؟ موافقة للاشتقاق الأصغر لأهل، إذ أنّ فها الهمزة والهاء واللام ففي الأُلوهية وهي العبادة نوع من التأهل والاطمئنان، لأن الآلِهَ للشيء مطمئن إليه، فإذاً الإله بمعنى المعبود، لأن العابد يَأْلَهُهُ أي يمِيل إليه ويطمَئِن إليه، وليس الإلَه بمعنى الآلِه حيث قال المتكلمون: إنَّ الإله بمعنى الآلِه أي القادر على الاختراع يعني القادر على الخلق، لكن هم عندهم تعبيرات فلسفية القادر على الخلق، لو فسرنا الإله بمعنى القادر على الخلق لكان المشركون الذين قاتَلهم النبي صلى الله عليه وسلم موَحِّدون ولّا لا؟ لأنهم يقولون: لا خالقَ ولا قادر على الخلق إلا الله، ولا ريب أن هذا يؤدي إلى إبطال الرسالة والتوحيد، ومن ثَمَّ نعلم خطأ بعضِ المؤلفين الآن في التوحيد حيث يُرَكِّزون على توحيد الربوبية ويتناسون توحيد الألوهية، وهذا خطأ عظيم، لأنَّ التوحيد ليس الإقرار بالخالق والاعتراف به فقط إذ أنّ هذا حاصل من المشركين الذين استباح النبي عليه الصلاة والسلام دمائهم وأموالهم، لكن الإله بمعنى المعبود وهو أمر فوق القادر أو الخالق، طيب ويقول تعالى: لا إله إلا هو لما قَرَّر ألوهيته بصيغة الجُملة الاسمية وهو الله هذه جملة اسمية طرفاها مَعرِفة، والمعروف عند البلاغيين أن الجملة الاسمية إذا كان طرفاها معرفة فإنها تُفيد الحصر نعم، أكَّد ذلك بقوله: لا إله إلا هو فهذا حصر أيضاً للأٍلوهية في الله وحده فليس معه إلَه قال الله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ [المؤمنون:91] فدل هذا على أن الإله هو المعبود الذي يخلُق ولهذا قال: لَذهَب كل إله بما خلق ولا تظُنَّ أن هذه الآية تُؤَيِّد تفسير المتكلمين لما قال فذهب كل إله بما خلق أن هذا دليل على أن المراد بالإله الخالق وإلا لقال: لذهب كل إله بمن عبده. لا، لكن لأنه لما كان الإله الحق هو الإله الخالق قال: لذهب كل إله بما خلق وهنا الحصر حقيقي ولا إضافي لا إله إلا هو؟ الحصر حقيقي، وقد يشتبِه على بعض الناس فيقول: إنه إضافي. وذلك لأن هذا الحصر إذا جعلناه حقيقيا يُشكِل عليه كثيرا أن الله أثبَت آلهةً سواه حيث قال: فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء وقال سبحانه وتعالى عن إبراهيم أنه قال لقومه: أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ [الصافات:86] وكذلك الكافرون قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم قالوا فيه أجعل الآلة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب فيظن الظان أننا لا يمكن أن نجمع بين هذه الآية وبين إثبات الإلوهية للأصنام إلا إذا جعلنا الحصر إضافياً، بمعنى أننا نثبت ألوهية لكن على وجه آخر، ويكون النفي هنا على وجه آخر مخالفٍ لما أثبتنا، فنقول في ذلك: أصل الإله حقاً هو الخالق، الإله الحق هو الخالق، وأما هذه الآلة التي عُبِدَت من دون الله فهي آلهة باطلة كَذِب ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام أئفكا آلهة فجعل ذلك إفكاً وليس بحقيقة، فهو وإن عُبِدَت وأُلِّهت فليست بآلهة، ولهذا تجدون أن الرسل صلى الله عليهم وسلم كلّ منهم يقول لقومه: اعبدوا الله ما لكم مِن إله غيره. يعني مِن إله يُعبد ويستحِق أن يُعبَد يُعبَد بحق سوى الله عزَّ وجلّ وقال تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ [الأنبياء:99]اش معنى آلهة؟ أي معبودة بحق وإلا أثبت الله لها العبادة إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم على هذا نقول: إن الجمع بين هذا الحصر وبين ما ذُكِر من إثبات الألوهية للأصنام هو أن الإله هو المعبود بحق هذا الإله هو المعبود بحقِّ، وهذا لا ينطبق إلى على الله سبحانه وتعالى، وأما ما عُبِد بغير حقٍّ فهو وإن سُمِيَ إلهاً لكنه لا يستحِق أن يكون إلهاً، وكما قال الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون وقوله: لا إله إلا هو هل هو ذِكْر على انفراده بمعنى أنك يُشرَع أن تقول: لا إله إلا هو ، لا إله إلا هو، أو ليس ذكراً على انفراده ما لم يسبِق الضميرَ مرجع؟ هذا هو المُتَعَيِّن ما يمكن أن تقول: لا إله إلا هو، إلا إذا سبقَ لهذا الضمير مرجعٌ مذكور أو ملفوظ، مذكور مثل الله لا إله إلا هو، أو ملفوظ مثل أن يأتي شيءٌ من أفعال الله فتقول: لا إله إلا هو، وأمَّا لا إله إلا أنت فيصح لأنك تُخَاطِب الله فهو متعين، وإنما قلنا ذلك في الأول يعني لا إله إلا هو لا بدَّ من مرجع خلافا للصوفية، الصوفية يقولون: لا إله إلا هو. هم يُعيدونه فيقولون: هو، هو، هو، هو إلى آخره فيعبُدون الله بلفظ ويذكرون الله بلفظ الضمير فقط، ويحذفون لا إله إلا هو فيقولون هو، هو، هو فإذا وجدتهم في مجتمعاتهم وهم يهزون الرؤوس ويضرِبون الطبول ويُغَبِّرُون بالأصوات ويقولون هو، هو وربما يجْرحُون أنفسهم من شدة الانفعال والغيبوبة نسأل الله العافية الحاصل أن هذا لا يكون إلا بسبقِ مرجع قال: له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون نعم.
الطالب:...

الشيخ : لا، وهو الله فقط.

Webiste