تتمة تفسير قوله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال تعالى: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:70] قال الله تعالى: له الحمد له الجار والمجرور خبر مقدم، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر فله وحده الحمد في الأولى والآخرة، أما غيره فليس له الحمد الذي يستحقه الله لا في الأولى ولا في الآخرة، وقوله الحمد ال هذه للاستغراق أي جميع أنواع الحمد وما يتعلق به من خير أو شر، فالله تعالى له الحمد كله فهو الذي لا يُحمد على سوء سواه، يُحمد على كل حال كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: الحمد لله على كل حال وقوله: له اللام هنا هل هي للاختصاص أو للاستحقاق؟ الآن ما مر عليكم هذا السؤال ....... اللام ذكرنا أنها للاختصاص وللاستحقاق، فالحمد المطلق مختص بالله، والمستحِق للحمد حقيقة هو الله، لأن غيره وإن استحق أن يحمد فإنما أتى به من أسباب الحمد هو من الله سبحانه وتعالى وغاية ما يكون أن يكون وسيلة فالإنسان مثلاً يُحمد على ما له من الصفات الكاملة والإحسان إلى الخلق وما أشبه ذلك، لكن هذا منين؟ منين هذا اللي حصل؟
الطالب: من الله.
الشيخ : من الله، إذاً فالحمد حقيقةً لله، فالذي يستحق الحمد هو الله، والذي يختص بالحمد المُطلق على جميع الأحوال مَن؟ هو الله سبحانه وتعالى فهو إذاً للاستحقاق والاختصاص، وله الحمد في الأولى الدنيا يحمد في الدنيا على ما أجراه سبحانه وتعالى من أحكام كونية، وما شرعه من أحكام شرعية يُحمد عليها حمداً كاملاً، كذلك أيضاً له الحمد في الآخرة قال المؤلف: "الجنة" وليس كذلك، الآخرة تشمل مُنذ يبعث الناس إلى أن يصلوا إلى منازلهم فإنه سبحانه وتعالى يُحمد، بل إن الله عز وجل يَفتَح على نبيه في ذلك اليوم من المحامد ما لم يفتَحْه عليه من قبل، وهو سبحانه وتعالى في يوم القيامة يظهَر حمدُه لكل أحد فإنه يَظهَر عدلُه ويظهر فضلُه وإحسانُه وتظهر حكمتُه وتظهر قدرتُه إلى غير ذلك من الصفات العظيمة التي تظهر في ذلك اليوم ويستحق عليها الحمد، فليس المعنى إنه ما يُحمد إلا في الجنة هذا قصور جداً من المؤلف رحمه الله، والله سبحانه وتعالى يقول: له الحمد في الآخرة والآخرة الآخرة تشمل منين؟ منذ يبعث الناس إلى أن ينتهي كل إنسان إلى داره، طيب في الآخرة يُحمد قلنا: يُحمد على ما يَظْهَر في ذلك اليوم مِن العدل والقدرة والرحمة والحكمة والفضل والإحسان وغير ذلك من أشياء كثيرة اللي تظهر، ما تظهر الآن في الدنيا، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه يستأذن من الله عز وجل في الشفاعة ويسجد تحت العرش فيفتَح الله عليه من المحامد ما لم يفتحه عليه من قبل، وهذا قبل دخول الجنة بل قبل أن يحاسب الخلق، فالله سبحانه وتعالى له الحمد في الآخرة، وله الحكم اللام له خبر مقدم وتقديم الخبر يفيد الحصر له الحكم قال المؤلف: "القضاء النافذ في كل شيء" والحكم يشمل القضاء وهو الحُكم الكوني كما قال المؤلف، ويشمل الحُكم الشرعي، فالحكم لله قضاءً وشرعاً نعم، لا حاكم إلا الله سبحانه وتعالى فمن ابتغى الحكم من غيره ضَلّ من ابتغى الحكم من غير الله فإنه يضل، ومن اتبع هدى الله فإنه لا يضِل ولا يشقى، وهنا ذكرنا أنّ تقديم الخبر يُفِيد الحصر لأن الحكم لله وحده، وهو كذلك إذا كان المراد الحكم المطلق، الحكم المطلق لله ما يشاركه أحد، هو الذي يوجب الشيء ويُحرمه ويندب إليه ويُبيحه، وكذلك في الأمور الكونية هو الذي يُنزّل الغيث وهو الذي يُزيل القحط وهو الذي يُحيي ويُميت ويرزق كل هذا من الأحكام الكونية، طيب هل أحدٌ نازع الله في هذين الحكمين؟ نعم نازع الإنسان نازع ربه في الحكم الكوني وفي الحكم الشرعي نعم، ففيه مثلا من أثبت مع الله خالقاً وفيه من زعم أنه رب يتصرف كما يشاء والمخالفات في الحكم الشرعي أكثر وأبلغ فما أكثر الذين يُشرِّعون ويرون أن تشريعاتهم نافذة كشرع الله أو أعلى وهؤلاء سبق أنهم كفار حتى لو صلوا وزكَّوا وصاموا وحجوا فهم كفار، وكذلك أيضا مما يتعلق بالحُكم مثل مَن؟
الطالب: مثل فرعون.
الشيخ : مثل فرعون لأنه نازعه في الحكم القدري وقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري. وقال: أنا ربكم الأعلى. هذا الحكم المطلق فهمنا أنه لله لكن هل هناك حكم مقيد؟ نقول: نعم فيه حكم مقيد لكنّه بأمر الله ولهذا نحن نرى في كتب أهل العلم يذهبون إلى الحاكم وقال: الحاكم الشرعي وبإذن الحاكم وما أشبه ذلك، هذا الحكم الذي يستفيده هذا الإنسان مُقيد ولّا غير مقيد؟ مقيد محصور مُقيد بأن يكون تحت حكم الله، محصور في مكان معين وفي زمن معين فإذاً الحكم المُطلق لمن؟ لله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة، وأما الحكم المقيد فهذا يكون لغير الله مثل ايش؟ مثل ما يقول العلماء: الحاكم الشرعي ويحكم بينهم الحاكم وما أشبه ذلك، هذا الحكم مقيد في زمانه ومكانه ونوعه، أما في الزمان فمعلومٌ أنه مقيد هل الحاكم الشرعي هذا يبقى أبد الآبدين؟ لا ما يبقى، في مكانه أيضاً هو ما يحكم إلا في بقعة من الأرض ما يحكم في الأرض وفي السماء، في نوعه لأنه مقيد بأن يكون تحت حكم الله ما حكم مطلق يكون تحت حكم الله فلا يملِك أن يغير شيئا من أحكام الله سبحانه وتعالى وله الحكم وإليه ترجعون إليه أيضاً يقدم المعمول لأن إليه متعلقة بايش؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم ترجعون وتقديم المعمول يدل على الحصر، فالرجوع إلى الله مهما طالت الدنيا ومهما بعد الإنسان ومهما كان الإنسان أيضاً فإن مرجِعَه إلى الله، قال المؤلف: "وإليه ترجعون بالنشور" والنشور متى يكون؟ يوم القيامة فالناس بل كلُّ الخلائق مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى وذلك يوم القيامة ما .. ما يبقى شيء لا يحشر حتى النمل كلُّ شيء يُحشر حتى يَتبيَّن أن الأمر كله مرجعه إلى الله عز وجل
الطالب: من الله.
الشيخ : من الله، إذاً فالحمد حقيقةً لله، فالذي يستحق الحمد هو الله، والذي يختص بالحمد المُطلق على جميع الأحوال مَن؟ هو الله سبحانه وتعالى فهو إذاً للاستحقاق والاختصاص، وله الحمد في الأولى الدنيا يحمد في الدنيا على ما أجراه سبحانه وتعالى من أحكام كونية، وما شرعه من أحكام شرعية يُحمد عليها حمداً كاملاً، كذلك أيضاً له الحمد في الآخرة قال المؤلف: "الجنة" وليس كذلك، الآخرة تشمل مُنذ يبعث الناس إلى أن يصلوا إلى منازلهم فإنه سبحانه وتعالى يُحمد، بل إن الله عز وجل يَفتَح على نبيه في ذلك اليوم من المحامد ما لم يفتَحْه عليه من قبل، وهو سبحانه وتعالى في يوم القيامة يظهَر حمدُه لكل أحد فإنه يَظهَر عدلُه ويظهر فضلُه وإحسانُه وتظهر حكمتُه وتظهر قدرتُه إلى غير ذلك من الصفات العظيمة التي تظهر في ذلك اليوم ويستحق عليها الحمد، فليس المعنى إنه ما يُحمد إلا في الجنة هذا قصور جداً من المؤلف رحمه الله، والله سبحانه وتعالى يقول: له الحمد في الآخرة والآخرة الآخرة تشمل منين؟ منذ يبعث الناس إلى أن ينتهي كل إنسان إلى داره، طيب في الآخرة يُحمد قلنا: يُحمد على ما يَظْهَر في ذلك اليوم مِن العدل والقدرة والرحمة والحكمة والفضل والإحسان وغير ذلك من أشياء كثيرة اللي تظهر، ما تظهر الآن في الدنيا، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه يستأذن من الله عز وجل في الشفاعة ويسجد تحت العرش فيفتَح الله عليه من المحامد ما لم يفتحه عليه من قبل، وهذا قبل دخول الجنة بل قبل أن يحاسب الخلق، فالله سبحانه وتعالى له الحمد في الآخرة، وله الحكم اللام له خبر مقدم وتقديم الخبر يفيد الحصر له الحكم قال المؤلف: "القضاء النافذ في كل شيء" والحكم يشمل القضاء وهو الحُكم الكوني كما قال المؤلف، ويشمل الحُكم الشرعي، فالحكم لله قضاءً وشرعاً نعم، لا حاكم إلا الله سبحانه وتعالى فمن ابتغى الحكم من غيره ضَلّ من ابتغى الحكم من غير الله فإنه يضل، ومن اتبع هدى الله فإنه لا يضِل ولا يشقى، وهنا ذكرنا أنّ تقديم الخبر يُفِيد الحصر لأن الحكم لله وحده، وهو كذلك إذا كان المراد الحكم المطلق، الحكم المطلق لله ما يشاركه أحد، هو الذي يوجب الشيء ويُحرمه ويندب إليه ويُبيحه، وكذلك في الأمور الكونية هو الذي يُنزّل الغيث وهو الذي يُزيل القحط وهو الذي يُحيي ويُميت ويرزق كل هذا من الأحكام الكونية، طيب هل أحدٌ نازع الله في هذين الحكمين؟ نعم نازع الإنسان نازع ربه في الحكم الكوني وفي الحكم الشرعي نعم، ففيه مثلا من أثبت مع الله خالقاً وفيه من زعم أنه رب يتصرف كما يشاء والمخالفات في الحكم الشرعي أكثر وأبلغ فما أكثر الذين يُشرِّعون ويرون أن تشريعاتهم نافذة كشرع الله أو أعلى وهؤلاء سبق أنهم كفار حتى لو صلوا وزكَّوا وصاموا وحجوا فهم كفار، وكذلك أيضا مما يتعلق بالحُكم مثل مَن؟
الطالب: مثل فرعون.
الشيخ : مثل فرعون لأنه نازعه في الحكم القدري وقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري. وقال: أنا ربكم الأعلى. هذا الحكم المطلق فهمنا أنه لله لكن هل هناك حكم مقيد؟ نقول: نعم فيه حكم مقيد لكنّه بأمر الله ولهذا نحن نرى في كتب أهل العلم يذهبون إلى الحاكم وقال: الحاكم الشرعي وبإذن الحاكم وما أشبه ذلك، هذا الحكم الذي يستفيده هذا الإنسان مُقيد ولّا غير مقيد؟ مقيد محصور مُقيد بأن يكون تحت حكم الله، محصور في مكان معين وفي زمن معين فإذاً الحكم المُطلق لمن؟ لله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة، وأما الحكم المقيد فهذا يكون لغير الله مثل ايش؟ مثل ما يقول العلماء: الحاكم الشرعي ويحكم بينهم الحاكم وما أشبه ذلك، هذا الحكم مقيد في زمانه ومكانه ونوعه، أما في الزمان فمعلومٌ أنه مقيد هل الحاكم الشرعي هذا يبقى أبد الآبدين؟ لا ما يبقى، في مكانه أيضاً هو ما يحكم إلا في بقعة من الأرض ما يحكم في الأرض وفي السماء، في نوعه لأنه مقيد بأن يكون تحت حكم الله ما حكم مطلق يكون تحت حكم الله فلا يملِك أن يغير شيئا من أحكام الله سبحانه وتعالى وله الحكم وإليه ترجعون إليه أيضاً يقدم المعمول لأن إليه متعلقة بايش؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم ترجعون وتقديم المعمول يدل على الحصر، فالرجوع إلى الله مهما طالت الدنيا ومهما بعد الإنسان ومهما كان الإنسان أيضاً فإن مرجِعَه إلى الله، قال المؤلف: "وإليه ترجعون بالنشور" والنشور متى يكون؟ يوم القيامة فالناس بل كلُّ الخلائق مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى وذلك يوم القيامة ما .. ما يبقى شيء لا يحشر حتى النمل كلُّ شيء يُحشر حتى يَتبيَّن أن الأمر كله مرجعه إلى الله عز وجل
الفتاوى المشابهة
- تتمة تفسير آية[ الحشر : 22_ 24 ] - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << ولا تدع مع الله إلها ء... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :عن أبي شريح ( أنه كان يكنى أ... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( الحمد لله الذي له... - ابن عثيمين
- تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( ... آيات الل... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( الحمد لله ... )) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ... وله الحمد في ا... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قوله تعالى : << وهو الله لآإله إل... - ابن عثيمين