تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << من كان يرجوا لقآء الله ف... - ابن عثيمينقال تعالى: { مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } فليسْتَعِدَّ له { وَهُوَ السَّمِيعُ } لأقوالِ العباد { الْعَلِيمُ 5 }بأف...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : &lt;&lt; من كان يرجوا لقآء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم &gt;&gt;
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال تعالى: { مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } فليسْتَعِدَّ له { وَهُوَ السَّمِيعُ } لأقوالِ العباد { الْعَلِيمُ 5 }بأفعالِهم " قال { مَن كان يرجوا } { مَن } هذه شرطية وجواب الشرط على رأي المؤلف محذوف تقديرُه "فليستعدَّ له" وسنناقشه في هذا الأمر قال الله تعالى: { مَنْ كَانَ يَرْجُوا } وقال المؤلف في تفسير { يرجوا } يخَاف " وهذا صرفٌ للفظ عن ظاهرِه، والرجاءُ غيرُ الخوف: الرجاء أي الأمل أي العَمل [كذا] وهذا هو الصواب معنى { يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ } أي يأمَلُ أن يلقَى الله عز وجل راضيًا عنه فإنَّ أجل الله لآت، كما في قوله تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }[الكهف:110] وليس هناك ما يوجِبُ صرفَ اللفظِ عن ظاهرِه بل إنَّ المعنى أيُّ إنسَان يرجُوا لقاءِ الله وأنه يلقَاه وهو راضٍ عنه فإنَّ الأمر ليس ببعيد { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ } أي الـمُدَّة التي جعلها الله سبحانه وتعالى حائلًا بينَك وبين لقائِه سوف تأتي يعني سوف يأتِي ذلك، ويحتمِل أنَّ قوله: { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ } أي المدَّة التي قدَّرَها لِلِّقَاء وهذا أحسن، المدة التي قدَّرَها للقائه لابدَّ أن تأتي فإنَّ أجلَ الله به أي باللقاء يعني هو اللقاء مؤجل كل شيء مُؤجَّل بأجلٍ معلوم، { لَآتٍ } اللام وش إعرابها؟ هذه مرَّت علينا في الألفِيَّة، اللام للتوكيد، لأنَّها واقعةٌ في خبر "إنَّ" { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } فهي للتوكيد وقد ذكرْنا لكم ونحن نشرَحُها في الألفية أنَّ محلَّها أن تكون في أوَّلِ الجملة ولكنهم أخرُوها لأنَّ "إن" للتوكيد فكرهوا أن يجتمِعَ مؤَكِّدَان متواليين وزحْلَقُوا اللام إلى مكانِها في الخبر، { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } و"آت" قلت: إنَّها خبَر "إن" ومع ذلك فهي مكسُورة والمعروف أنَّ خبر "إن" يكون مرفوعًا فكيف صحَّ ذلك؟ نقول: إنَّ { آتٍ } إنها اسم ناقص ولَّا لا؟ أو منقُوص؟ منقوص، لأنَّ الاسم إمَّا منقُوص أو مبْتُور أو ممدُود أو صَحِيح الآخر فهنا نقول لِأنها منقُوصة أصلها "لآتي" بالياء فحُذِفَت الياء وعوض عنها التنوين { لآتٍ } وعلى هذا فنقول { آتٍ } خبرُ "إن" مرفوعٌ بها وعلامة رفعِه ضمة مقدرة على آخره على الياء المحذوفة لِالتقاءِ الساكنين { وهو -أي الله سبحانه وتعالى- السَّمِيعُ } لأقوال العباد { العليم } بأفعالهم " نعم { السميع } يعني ذُو السمع الذي لا يخفَى عليه شيء، كلُّ شيء مِن المسموعات فإنَّ الله تعالى مُدركُه كما أنَّ السمع كما مرَّ علينا ينقسِم إلى قِسمَيْن سمعُ إدراك وسمعُ إجَابَة، فالأول مثلُ قوله تعالى: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}[المجادلة:1] والثاني مثل قوله تعالى: { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }[إبراهيم:39] ومثل قول المصلي "سمع الله لمن حمده" فإنَّ المعنى أنه استجاب، وذكرْنا فيما سبق أنَّ سمع الإدراك ينقسم إلى أقسام: منها ما يقتضي التهدِيد ومنها ما يقتضي النصر والتَّأْييد ومنها ما يُقصَدُ به مجرد الإدراك، فمثال الأول عبد الرحمن! الذي للتهديد؟
الطالب: قوله تعالى: ...

الشيخ : لا نبي شيء واضح ما يحتاج ...
طالب آخر: { لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}

الشيخ : نعم هذا المراد به التهديد، ومثال المراد به النصر والتأييد مثال يا أحمَد؟
الطالب: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }.

الشيخ : {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } أي نعم، ومثال المقصود به مجرَّد الإدراك يا غانم! الذي يُراد به مجرد بيان أنَّ الله تعالى محيطٌ بالشيء سامع له.
الطالب: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}

الشيخ : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ} نعم، وكونُه تعالى سميعًا هل يلزمُ منه إثبات الأذُن؟ الجواب: لا يلزم، كما أن كونَه بصيرًا لا يلزم منه إثبات العين، ولكنَّ العينَ ثبتَت بدلِيلٍ آخر، لولا أنَّ الله أثبتَها لنفسِه بدليلٍ آخر ما أثبتْنَاها، فالسميع ما نقول يلزم من كونه سميعًا أن يكونَ له أذُن كما لا يلزم من كونه متكلمًا أن يكون له لسان وشفتين وما أشبه ذلك، فإننا نعلم أنَّ الأرض تحدِّثُ أخبارها ولا تحدِّثُ إلَّا بعد سماع وهل لها أذن؟ ما لها أذن -فيما نعلم- ليس لها أذن، وهل لها لسان؟ ما نعلم أنَّ لها لسان، فعلى هذا نقول: لا يلزم مِن إثبات السمع إثباتُ الأذن، طيب فإذا قال قائل إنه ثبت في الحديث الصحيح: "ما أذِنَ الله لشيء إِذنَه لنبيٍّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن" فالجواب أنَّ معنى "ما أذن له" أي ما استَمَع له، ولا يلزَم مِن هذا أيضًا إثبات الأذن لأنَّ ما صريح والصفات ما يمكن أن نثبتَها بالاحتمال لابدَّ أن تكون المسألة واضِحَة وصريحة.
الطالب: .....؟

الشيخ : لا ما أذِن بمعنى يعني قدَّر لا معناها استمع، ما دام المعَلَّق بصوت "لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن" إن الله أذِن أذِن للناس من جهة الإذن الشرعي مثلًا أن رخَّص لهم أو أباح لهم فيما أعظم مِن هذا، فإنَّ التوحيد وغيره مِما أنه أفضَل مِن قراءة القرآن لاشك أنَّه يأذَن به أكثر.
وقوله: { العليم } يقول المؤلف في أفعالِهم "
والحقيقة أنَّ العلم يتعلَّق بالأفعال والأقوال أيضًا، فتخصيصه بالأفعال هذا فيه نظر، لأنَّ الذي يختصُّ بالأفعال إنما هو الرؤية أمَّا العلم فإنَّه أعَمّ يتعَلَّق بالأفعال ويتعلق بالأقوال ويتعلَّق بحديث النفْس ويتعلق بالجهر بِكلِّ شيء.
يقول تعالى: { ومَن جاهَد } هذا قال المؤلف: جهاد حرْب أو نفْس " أو نسيت أن أقول: أين جواب { مَن كان يرجوا لقاء الله } نعم، المؤلف قدَّره بقولِه: "فليستعد له" وجعله محذوفً، ًوعندي أنه لا بأس أن نقول: إن جواب الشرط هو قوله: { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } ويكون هذا المعنى: أنَّ الذي يرجوا لقاء الله فإنه سيحصل له ولا حاجَةَ أن نُقَدِّرَ شيئًا محذوفًا لأنَّ الأصل عدَم الحذف، وهذا الذي قدَّرَه المؤلف مثل ما قدَّرَه في قوله تعالى: { قل مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ } قد تقدَّم أنَّ المؤلف قدَّره بقوله" فليمُت غيظًا "وذكرْنا هناك أنه لا حاجة لهذا التقدير نعم.
الطالب:........؟

الشيخ : يؤمِّل، لكن الأمل مبنِي على المحبة أنت ما تؤمل في شيء إلا وأنت تحبه، فالرجاء رجاء الشيء بمعنى الأمل على حصوله.

Webiste