تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المصنف رحمه الله تعالى : بين به وبما أنز... - ابن عثيمينالشيخ : " بين به " " بين به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم " بين من الطالب : الله الشيخ : الله...
العالم
طريقة البحث
قال المصنف رحمه الله تعالى : بين به وبما أنزل عليه من الكتاب و الحكمة كل مافيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " بين به " " بين به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم " بين من
الطالب : الله

الشيخ : الله عز وجل وهذا من لازم كونه تعالى مبينا أنه بين بالرسول عليه السلام وبما أنزل عليه من الكتاب وهو القرآن والحكمة وهي السنة بين كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم إلى آخره وهذا أمر يعلمه من تتبع رسالة النبي عليه الصلاة والسلام أن جميع ما يحتاج الناس إليه في صلاح دينهم ودنياهم قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام قال أبو ذر استمع إلى هذه العبارة لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما فقوله وما طائر يطير بجناحيه في السماء يعني معناه بين كل شيء وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه لقد بين لكم رسولكم حتى الخراءة قال نعم كل شي علمنا ثم ساق سلمان رضي الله عنه لهذا الرجل المشرك لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم وعلمنا الرسول كيف نلبس كيف نخلع كيف نقوم كيف نقعد كيف ننام ؟ كل شي ما بقي شيء نحتاج إليه إلا بينه ثم إنه صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شيئا وتبين أن المصلحة في خلافه رجع قدم المدينة ووجد الناس يلقحون النخل يصعد الإنسان إلى الفحل وهو ذكر النخل فيأتي منه بشماريخ يضعها في شماريخ النخل ثم تلقح وتكون تمرا جيدا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجد أنهم يعني يتكلفون بالصعود والنزول مرتين مرة في الفحل ومرة في الأنثى قال لو أنكم تركتم هذا قصده بهذا الارفاق والتسهيل عليهم لو تركتم هذا فظنوا أن هذا وحي من الله تركوه فلما تركوه صار الثمر شيصا يعني فسد فلما حصل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم أعلم بأمور دنياكم وأذن لهم أن يؤبروا هل رجع عن ما قال أولا رجع عن ما قال أولا لأنه إنما يبين للناس ما يحتاجون إليه وينفعهم كل ما يحتاج الناس إليه فإنه أخبرهم به وقد قال الله تعالى في كتابه ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء كل شيء مبين في القرآن
وذكر لي أو قرأت قديما ترجمة للشيخ محمد عبده المصري المشهور أنه كان في باريس وكان في مطعم والمطعم يضم المسلمين والنصارى وكل أحد لأنها بلد كفر فجاءه رجل من النصارى وقال له أيها الشيخ إن كتابكم فيه هذه الآية ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فإن كنت مؤمنا بذلك فأخبرني كيف يصنع هذا الطعام وهو سندويتش ورز ولحم وأشياء أخرى أين هذا يوجد في القرآن هل هذا موجود قال نعم هذا موجود في القرآن هذا النصراني يريد أن يقول القرآن كتاب مطبخ يعلم الناس كيف يطبخون قال موجود في القرآن قال أين هو فنادى صاحب المطعم وقال تعال كيف صنعت في هذا الطعام قال صنعت فيه كذا وكذا وذكر تحضير المواد وكيف تطبخ وكيف تصلح قال هكذا في القرآن يقول محمد عبده هكذا في القرآن فتعجب النصراني وين قال إن الله يقول فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وهذه قاعدة في كل شيء مهو خاص بالعلم الشرعي كل شيء لا نعلمه نسأل عنه أهله المختصين به فهذا توجيه فوجهنا القرآن أننا إذا لم نعلم الشيء نسأل أهل الاختصاص به فسألنا هذا الرجل فأخبر به فبهت الذي كفر ما يستطيع أن يقول شيئا
فإذن نبينا عليه الصلاة والسلام علم الناس كل شيء هل علمهم ما يعتقدونه في الله عز وجل في أسمائه وصفاته وأفعاله الجواب نعم لا شك هذا أولى ما علمهم وأوجب ما علمهم كيف يعلمهم أن يجلس الرجل على الخراءة على وجه معين ثم لا يعلمهم ما هي صفات الله عز وجل؟ ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في قول أهل التفويض أهل التفويض يقول " إذا جاءك آية أو حديث في صفات الله ففوضه لا تتكلم فيه أبدا وكن معه كالأمي " يقول رحمه الله " إن قول هؤلاء من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " بل قال إن الفلاسفة لم يتسلطوا على المسلمين إلا بمثل هذا القول لما قال هؤلاء نحن أميون بالنسبة لمعاني آيات الصفات وأحاديثها قالوا يلا أنتم أميون معنى الأمي أنه جاهل وقالوا نحن أعلم منكم إذن سنفسر الآيات والأحاديث على ما نريد لأننا نحن نقول نحن نعلم إن هذا المعنى نعلم أن هذا معناها وهو محرف لا شك لكن اللي يقول أنا أعرف المعنى خير من الذي يقول أنا لا أعرف لأن الذي يقول أنا لا أعرف قد نادى على نفسه بأنه جاهل وهذا يدعي أنه عالم فيقول إذن العلم عندي ما دمت أنت جاهل في معاني هذه النصوص إذن العلم عندي ولا تستطيع أن ترد علي لأن غاية ما عندك أن تقول لا أعلم والذي لا يعلم ليس معه سلاح فإذا كنت لا تعلم فأنا أعلم المراد بهذا كذا وكذا أعرفتم ياجماعة؟ مع أنه يوجد الآن في كتب من لا يعلمون مذهب السلف على وجه الحقيقة يوجد في كتبهم أن السلف هم أهل التفويض ولهذا جاء في كلامهم أهل السنة قسمان أهل تفويض وأهل تأويل ويعنون بأهل التأويل أهل التحريف الذي يقول استوى على العرش أي استولى بل يداه مبسوطتان بل نعمتاه ويبقى وجه ربك ثواب ربك وما أشبه ذلك قال أهل السنة قسمان اهل تفويض وأهل تأويل وهذا كذب أهل السنة ليسوا أهل تفويض بل أهل معرفة وعلم لكن يفوضون ما لا يستطيعون الوصول إلى علمه وهو الكيفية فيقولون مثلا استوى على العرش نعلم أن معنى استوى أي علا على العرش لكن كيف كان ذلك ما نعلم وهذا هو غاية الأدب مع الله عز وجل أن ما لا يخبرك الله به من أمور الغيب يجب أن تكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى فالحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أمته كل ما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم حتى إنه إذا تكلم بكلام يظن أنه مناسب ثم تبين أنه ليس كذلك رجع كما في قصة أيش التأبير ولكن بالمناسبة أخذ بعض العلماء ولا سيما المتاخرون المعاصرون أخذوا من قوله أنتم أعلم بأمور دنياكم ما لا يحتمله النص قالوا إن هذا شامل للتصرف وشامل للحكم بمعنى أن نحن نعلم كيف نصنع الباب وكيف نبني البناء وكيف نشيد ال نعم نشيد ال ما نشيده من قصور وغيرها نعلم هذا ونعلم أيضا حكم هذه الأشياء حتى قالوا إذا كان الربا سببا لرفع اقتصاد البلد فإنه جائز داخل في قوله أنتم أعلم بأمور دنياكم وهذا غلط لأن الأحكام مرجعها إلى من؟ إلى الله ورسوله وما اختلفتم في شيء فحكمه إلى الله لكن الصنائع وكيف يصنع هذا وكيف يحول من وجه إلى وجه هذا نعم نحن أعلم به ولهذا تجد يأتي إنسان لا يعرف القيل ولا يعرف العلم الشرعي يعرف كيف يصنع هذا مكبر الصوت ويأتي إنسان عالم من أبرز العلماء في الشرق لا يعرف كيف يشغل هذا الصوت هذا الجهاز أليس كذلك طيب الأول أعلم بأمور الدنيا من العالم والعالم أعلم بالشريعة من ذلك فالحاصل أن بعض الناس يتوسع في مدلولات الألفاظ حتى يحمل اللفظ ما لا يحتمله إما لجهل وإما لهوى والله المستعان نعم

Webiste