تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه،... - ابن عثيمينالشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  من أتى كاهناً فصدقه بما يقول  تقدم معنى الكاهن أنه الذي يخبر عن المغيبات في المست...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أتى كاهناً فصدقه بما يقول تقدم معنى الكاهن أنه الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وأنهم كانوا رجالاً في أحياء العرب تنزل عليهم الشياطين فتخبرهم بما سمعت من أخبار السماء نعم وقوله : من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر صدقه إيش معنى صدقه ؟ أي نسبه إلى الصدق وقال : إنه صادق وتصديق الخبر بمعنى تثبيته وتحقيقه فيقال إن هذا نعم صحيح وثابت وحق وقوله : بما يقول ما عامة كل ما يقول حتى ما يحتمل أنه صدق فإنه لا يجوز أن يصدق لأن الأصل فيهم الكذب فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كفر بما أنزل أي بالذي أنزل والذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن أنزله الله تعالى إليه بواسطة مَن ؟ بواسطة جبريل وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ فالقرآن نزل من عند الله بواسطة جبريل وبهذا نعرف أن القول الراجح في الحديث القدسي أنه من كلام الله تعالى معنى وأما لفظه فمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه حكاه عن الله لأننا لو لم نقل بذلك لكان الحديث القدسي أرفع سندا من القرآن أو لا ؟
الطالب : نعم

الشيخ : حيث أن الرسول يرويه عن ربه مباشرة والقرآن بواسطة جبريل ولأنه لو كان الحديث القدسي من كلام الله تعالى لفظاً لثبتت له أحكام القرآن أو لا لأن الشرع لا يفرق بين المتماثلين وقد علم أن أحكام القرآن لا تنطبق على الحديث القدسي فهو لا يتعبد بتلاوته ولا يقرأ في الصلاة ولا يعجز لفظه
ولو كان من كلام الله لكان معجزا لأن كلام الله لا يماثله كلام البشر أيضاً باتفاق أهل العلم فيما أعلم أنه لو جاء مشرك يستجير ليسمع كلام الله وأسمعناه جميع الأحاديث القدسية هل يصح أن نقول إنه سمع كلام الله ؟ ها لا فدل هذا على أنه ليس من كلام الله وهذا هو الصحيح وللعلماء في ذلك قولان : هذا أحدها والثاني أنه من قول الله لفظا فإذا قال قائل : كيف تصححون هذا والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : قال الله تعالى ؟ فينسب القول إلى الله ومقول القول ما هو ؟ هذا الحديث المسوق قلنا هذا كما قال الله تعالى عن موسى وعن فرعون وعن إبراهيم قال إبراهيم وقال فرعون وقال موسى مع أننا نعلم أن هذا اللفظ ما هو كلامهم ولا قولهم ليس كلامهم ولا قولهم نعلم أنه ليس كلامهم ولا قولهم لأن لغتهم ليست اللغة العربية، ليست هي اللغة العربية وإنما نُقل نقلا عنهم ويدل لذلك دلالة واضحة أن القصص في القرآن تختلف ولا لا ؟ في الطول والقصر والألفاظ مما يدل على أن الله سبحانه وتعالى ينقلها بإيش ؟ بالمعنى نعم .

السائل : من أي أقسام الوحي الحديث القدسي ؟

الشيخ : في مرتبة بين الحديث النبوي والقرآن .

السائل : الوحي العام.

الشيخ : هو الظاهر والله أعلم يعني يكون عام لكن مباشر
وقوله : بما أنزل على محمد ذكر أهل العلم أهل السنة رحمهم الله أن كل كلمة فيها أُنزل في القرآن فهي دالة على علو الله سبحانه وتعالى بذاته لماذا ؟ لأن القرآن كلام الله لا شك فيه والنزول يكون من أعلى فدل ذلك على علو الله سبحانه وتعالى وقوله : كفر بما أنزل على محمد وجه ذلك : أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله فيه : قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وهذا حصر من أقوى طرق الحصر لأنه يفيد النفي والإثبات لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ ها فإذن يكون الذي يصدق الكاهن بعلم الغيب كافر بهذا ؟ بهذا القول ولا لا ؟ كافر بهذا القول ثم إن كان حين صدقه يعلم هذا لأنه قد يكون جاهلا ما يعرف فلا شك أنه كفر مخرج عن الملة لأنه تكذيب صريح للقرآن إذ ادعاه إذا صدق أن هذا يعلم الغيب فهو كفر صريح كفر أكبر مخرج عن الإسلام لأنه تكذيب للقرآن وكل ما كان تكذيبا للقرآن فهو كفر وإن كان جاهلا ولا يعتقد أن القرآن فيه شيء كذب فهذا يكون كفره كفراً دون كفر، والغالب فيما يظهر لي والله أعلم أن الذين يفعلون ذلك غالبهم جاهل ما كان يخطر بباله أنه ما يعلم الغيب إلا الله نعم وقد يقال : الأمر بالعكس، لأن من عاش في بيئة إسلامية فهم ها يعلمون إنه ما يعلم الغيب إلا الله ، العامة الآن في مجالسهم وفي أسواقهم وفي مساجدهم يقول ما يعلم الغيب إلا الله نعم .

السائل : إذا ادعى هذا الرجل بأن علم الغيب هذا ثبت من الله تبارك وتعالى ... .

الشيخ : هذا أكفر أشد كفر لأنه معناه ادعى أنه نبي .

السائل : لا ، يقول كرامة .

الشيخ : أبداً الكرامة الوحي ما يصير كرامة .

السائل : بالنسبة للعامي إذا صدقه .

الشيخ : نفس الشيء اللهم إلا إذا كان ما عنده علم جاهل مرة لأنه ترى بعض العوام جاهل مرة ما يعرف شيئا أبدا أما إنسان عاش في البيئة ويعرف مثل هذه الأمور فهو كافر .

السائل : إذا رأى رؤيا أراد يلبس ... رأيت رؤية.

الشيخ : الرؤيا كما نعلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وقد تكون حقا وهي حق إذا كانت الرؤيا حق فهي حق ، لكن ليس معنى ذلك أننا إذا صدقنا هذا الرائي فهو تصديق الكاهن لأن هذا الرأي له شاهد من السنة أن الرؤيا تصدق وتتبين وهو رجل صالح يقول : رأيت في المنام كذا وكذا ثم يقع ما هو يدعي الغيب، فالكاهن يدعي أن عنده علم الغيب أما هذا ما يقول هذا يقول أنا رأيت في الرؤيا وهو رجل صالح يُصدق فلا يدخل في هذا الشيء .

السائل : إذا أولها يا شيخ . يؤولها على غير اللي رأى تأويله يقع ... .

الشيخ : إي ما يجوز هذا تأويل الرؤيا بغير معناه حرام ولا يجوز .

السائل : تأويل المعنى لكن ما هو بلفظها أو بالذي رأى

الشيخ : هي أصلا الرؤيا أحيانا تكون مطابقة للمرئي تماما بأن يرى أن هذا الرجل وُلد له ولد فيولد وأحيانا تكون أمثال مضروبة ما هي مطابقة للواقع لكنها أمثال مضروية يستدل بها على الواقع مثلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم السوارين من الذهب فأولهما بكذابين ومثلما رأى صاحب السجن ويش رأى ؟ سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات هذه لو رأى الرائي لو أراد إنسان يؤولها على ظاهرها كان يقول بكرة فت للسوق تبي تلقى بقر سمان وبقر عجاف وهذول يأكلن، لكن الرؤيا تكون أحيانا أمثالاً مضروبة ومثلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام سيفه فهزه فصار فيه ثُلمة في غزوة أُحد إي نعم .

السائل : طيب مثل هذا ... ما فيه شيء ؟

الشيخ : ما فيها شيء لا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فهي حق نعم .

السائل : نوعية الكفر؟

الشيخ : ذكرنا أنه كفر أكبر إذا كان يعرف القرآن وأنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله لأنه تكذيب للقرآن وإلا فهو كفر دون كفر.

السائل : وإذا كان جاهل لا يعرف ؟.

الشيخ : إذا كان جاهل يكون هذا القول كفرا ولا يكون هذا الرجل كافرا .

السائل : المصدق له ... إذا كان جاهلا .

الشيخ : إذا كان جاهل ما يكفر نقول هذا التصديق كفر ولا يلزم من القول الكفر أن يكون القائل كافراً مثلما ذكر أهل العلم أنه لو جحد وجوب الصلوات أو جحد تحريم الربا وهو تو ناشئ في الإسلام قالوا إنه لا يكفر مع أن فرض تحريم الربا في القرآن نص صريح أو لا ؟ وكذلك فرض الصلوات إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً فلو كان جاهلا يعني تو مسلم ما يدري عن هذا الشيء ما يكفر وبهذا تقدم لنا مراراً وتكراراً أنه لا يجوز الحكم بتكفير الشخص هاه إلا بعد وجود الشرط وانتفاء المانع إي نعم .
يقول : وعن أبي هريرة رضي الله عنه نعم قبلها " وللأربعة، والحاكم وقال : صحيح على شرطهما عن أبي هريرة : من أتى عرافا أو كاهنا، فصدقه بما يقول; فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا "

Webiste