ما حكم الشهادة بالجنة أو النار إعتمادا على الرؤية المنامية ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بارك الله فيك، حديث الشهادة بالنار أو بالجنة بالرؤيا.
الشيخ : الرؤيا قد تكون حقا إذا أيدت بالقرائن ويعمل بها. وأما إذا لم تكن قرائن أو كانت تخالف الإسلام فلا يعمل بها. لو جاءنا إنسان مثلا وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكلمته وكلمني وقال يا فلان أنت في أيام البيض يشق عليك القيام لصلاة الفجر فلا حرج عليك أن تؤخرها حتى تقوم من منامك. قلنا: رأيت الرسول حقا؟ قال: رأيته حقا. نقبل هذه الرؤيا؟ ليش؟
الطالب : تخالف الشرع.
الشيخ : تخالف الشرع، لكن الرؤيا التي تؤيد بالقرائن ولا تخالف الشرع أو يؤيدها الشرع هذه لا بأس بها.
ولهذا ذكروا عن ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، وتعرفون قصته أنه كان جهوري الصوت، وهو من خطباء الرسول عليه الصلاة والسلام، كان جهوري الصوت، فلما نزل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون انحبس في بيته، وجعل يبكي، ما استطاع أن يواجه الناس خوفا من أن يكون عمله قد حبط وهو لا يشعر، ففقده النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: يا رسول الله، إنه منذ أنزلت هذه الآية وهو في بيته يبكي، فأرسل إليه رسولا، وقال له بشرى: إنك تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة . شف الخوف من الله هو شاطئ السلامة، هو شاطئ السلامة، من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
بشر بهذه البشرى. عاش رضي الله عنه حميدا، وقتل شهيدا في وقعة اليمامة، ونشهد له بالجنة لقول الرسول: وتدخل الجنة . لكنه لما قتل مرّ به أحد الجنود وكان عليه درعا، فسلب درعه ووضعه في طرف الجيش تحت برمة، ما أدري أحمد يعرف البرمة؟ ايش البرمة؟ ما هي؟
الطالب : القدر يا شيخ.
الشيخ : أي نعم، القدر من الخزف، وضع الدرع تحت هذا القدر، وحوله فرس يستن، الفرس الذي يستن قالوا هو الذي يرفع إحدى قوائمه، فرآه صاحب له في المنام، وأخبره بالخبر قال إنه مرّ بي أظنه قال فلانا وأخذ الدرع ووضعه تحت برمة في طرف العسكر وحوله فرس تستنّ، فإذا أصبحت فاغد إليه، ثم أوصاه وصية إلى أبي بكر رضي الله عنه الخليفة. فلما أصبح الرجل أخبر القائد خالد بن الوليد بالخبر وذهبوا إلى المكان ووجدوا الدرع تماما تحت برمة وحوله فرس يستن.
إذن هذه الرؤيا أيدت بايش؟ بالقرائن. فنفذت الوصية، نفذها أبو بكر. قال العلماء ولم يعلم أن أحدا أوصى بعد موته ونفذت وصيته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، فإذا دلت القرائن على ذلك فلا بأس.
كذلك أيضا قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين، قال : " إن شيخ الإسلام ابن تيمية أشكلت عليه مسائل في الفقه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسأله عنها فأجابه وأفتاه ". وهذه من كرامة الله لابن تيمية رحمه الله. من جملة ما استفتاه فيه قال: إنه تقدم إليه جنائز نصلي عليها ونشك في إسلام الميت؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: عليك بالشرط يا أحمد، عليك بالشرط، يعني: اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له. هذا الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لولا أنه يشهد له ما جاء في الكتاب والسنة لقلنا لا يعمل به.
الشاهد من ذلك قوله في آية اللعان: والخامسة أن لعنة الله عليه ايش؟ إن كان من الكاذبين وهي تقول أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فدل ذلك على أن تعليق الدعاء بشرط الاستحقاق جائز.
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت.
القارئ : حفظه الله تعالى : " ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون .
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون .
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة. فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان ".
الشيخ : نعم.
الشيخ : الرؤيا قد تكون حقا إذا أيدت بالقرائن ويعمل بها. وأما إذا لم تكن قرائن أو كانت تخالف الإسلام فلا يعمل بها. لو جاءنا إنسان مثلا وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكلمته وكلمني وقال يا فلان أنت في أيام البيض يشق عليك القيام لصلاة الفجر فلا حرج عليك أن تؤخرها حتى تقوم من منامك. قلنا: رأيت الرسول حقا؟ قال: رأيته حقا. نقبل هذه الرؤيا؟ ليش؟
الطالب : تخالف الشرع.
الشيخ : تخالف الشرع، لكن الرؤيا التي تؤيد بالقرائن ولا تخالف الشرع أو يؤيدها الشرع هذه لا بأس بها.
ولهذا ذكروا عن ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، وتعرفون قصته أنه كان جهوري الصوت، وهو من خطباء الرسول عليه الصلاة والسلام، كان جهوري الصوت، فلما نزل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون انحبس في بيته، وجعل يبكي، ما استطاع أن يواجه الناس خوفا من أن يكون عمله قد حبط وهو لا يشعر، ففقده النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: يا رسول الله، إنه منذ أنزلت هذه الآية وهو في بيته يبكي، فأرسل إليه رسولا، وقال له بشرى: إنك تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة . شف الخوف من الله هو شاطئ السلامة، هو شاطئ السلامة، من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
بشر بهذه البشرى. عاش رضي الله عنه حميدا، وقتل شهيدا في وقعة اليمامة، ونشهد له بالجنة لقول الرسول: وتدخل الجنة . لكنه لما قتل مرّ به أحد الجنود وكان عليه درعا، فسلب درعه ووضعه في طرف الجيش تحت برمة، ما أدري أحمد يعرف البرمة؟ ايش البرمة؟ ما هي؟
الطالب : القدر يا شيخ.
الشيخ : أي نعم، القدر من الخزف، وضع الدرع تحت هذا القدر، وحوله فرس يستن، الفرس الذي يستن قالوا هو الذي يرفع إحدى قوائمه، فرآه صاحب له في المنام، وأخبره بالخبر قال إنه مرّ بي أظنه قال فلانا وأخذ الدرع ووضعه تحت برمة في طرف العسكر وحوله فرس تستنّ، فإذا أصبحت فاغد إليه، ثم أوصاه وصية إلى أبي بكر رضي الله عنه الخليفة. فلما أصبح الرجل أخبر القائد خالد بن الوليد بالخبر وذهبوا إلى المكان ووجدوا الدرع تماما تحت برمة وحوله فرس يستن.
إذن هذه الرؤيا أيدت بايش؟ بالقرائن. فنفذت الوصية، نفذها أبو بكر. قال العلماء ولم يعلم أن أحدا أوصى بعد موته ونفذت وصيته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، فإذا دلت القرائن على ذلك فلا بأس.
كذلك أيضا قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين، قال : " إن شيخ الإسلام ابن تيمية أشكلت عليه مسائل في الفقه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسأله عنها فأجابه وأفتاه ". وهذه من كرامة الله لابن تيمية رحمه الله. من جملة ما استفتاه فيه قال: إنه تقدم إليه جنائز نصلي عليها ونشك في إسلام الميت؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: عليك بالشرط يا أحمد، عليك بالشرط، يعني: اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له. هذا الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لولا أنه يشهد له ما جاء في الكتاب والسنة لقلنا لا يعمل به.
الشاهد من ذلك قوله في آية اللعان: والخامسة أن لعنة الله عليه ايش؟ إن كان من الكاذبين وهي تقول أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فدل ذلك على أن تعليق الدعاء بشرط الاستحقاق جائز.
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت.
القارئ : حفظه الله تعالى : " ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون .
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون .
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة. فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان ".
الشيخ : نعم.
الفتاوى المشابهة
- حكم رؤية الله عز وجل في المنام - ابن باز
- ما صحة قول من يقول بإمكانية رؤية الله عز وجل... - ابن عثيمين
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - الفوزان
- الكلام على المنامات والرؤى. - الالباني
- حكم رؤية الله تعالى في المنام - الفوزان
- رؤية الله في المنام - ابن عثيمين
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - ابن باز
- مسألة: رؤية الله تعالى في المنام - ابن عثيمين
- حكم رؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام - الفوزان
- رؤية الرسول ﷺ في المنام - ابن باز
- ما حكم الشهادة بالجنة أو النار إعتمادا على ا... - ابن عثيمين