قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة : فالإيمان بالله تعالى و أسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله و تعطيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه ، و القيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا و الآخرة للفرد و المجتمع << من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون >> [ النحل : 97 ] .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب. يقول: " فصل: هذه العقيدة السلفية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة ".
الطالب : السامية.
الشيخ : ايش؟
الطالب : سامية.
الشيخ : هذه العقيدة.
الطالب : السامية.
الشيخ : أي أحسنت. " هذه العقيدة السامية " يعني العالية " المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة ".
نعم. هي تثمر لا شك، لكن تثمر إذا وجدت أرضا قابلة، لو أنك بذرت الحب في أرض سبخة، أيثمر؟ لا يثمر، لكن في روضة من رياض الأرض تثمر، فهذه العقيدة تثمر إذا صادفت محلا قابلا.
" فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبيْن للقيام بأمره واجتناب نهيه ".
نعم، الإيمان بالله عز وجل يتضمن محبة الله، لما في أسمائه من المغفرة والرحمة والحكمة إلى آخره. وتثمر أيضا التعظيم إذا آمنت بأنه سميع بصير عليم شديد العقاب خفته وعظمته، وهذا الحب والتعظيم بهما يكون القيام بالأمر والنهي، فبالحب يكون فعل الأوامر، لأن فعل الأوامر توصل إلى محبة الله، فإذا أحب الله سعى في الأسباب الموصلة إليه عز وجل، وبالتعظيم يكون اجتناب النواهي، لأنك تخشى إذا عظمته خشيت من عقوبته إذا ارتكبت معصيته، وبالقيام بالأوامر والنواهي تكمن السعادة، ولهذا قال: " يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع ". وهذه ثمرة عظيمة، أحيانا يفضل الإنسان محبة الله على جزائه، لأنه يجد في قلبه النعيم والسرور والانشراح والطمأنينة بمحبة الله، يقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم فهم في نعيم، أحيانا القلب له ترد عليه أشياء، يرد عليه غفلة ووعي، صحة ومرض، في بعض الأحيان تصل إلى درجة تقول: إذا كان أهل الجنة في هذا النعيم فلا نعيم بعده، لكن هذا في بعض الأحيان، ما هو في كل حال، لكن في بعض الأحيان يمتلأ قلبك بمحبة الله، تشاهد رحمته وإحسانه وفضله، ولهذا جاء في الأثر : " أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم ". تأمل في نفسك وإذا الله قد عافاك ورزقك وأمّنك ويسر أمورك، فتحبه، لو جاءتك نعمة طارئة، النعم الدائمة هذه لا يعني لا يرى الإنسان لها كبير فضل لأنها ماشية، لكن لو جاءتك نعمة طارئة، بأن رزقت ولدا مثلا، ألست تزداد محبتك لله ؟ تزداد، لا شك، تعلم نعمته عليك. ولهذا كان من المشروع عند تجدد النعم أن يسجد الإنسان شكرا لله، فأحب الله عز وجل لما يغذوك به من النعم. ثم هناك مرتبة ومنزلة عالية أعلى منها أن تحب الله عز وجل لكمال حكمته وكمال رحمته كمال شريعته كمال قضائه عز وجل، هذا أشد من الأول، أن تحب الله لكمال صفاته، لا لكمال فضله وإحسانه فقط بل لكمال صفاته وكمال إحسانه عز وجل وفضله.
إذن الإيمان بالله يثمر هذه الثمرة الجليلة، هذه الثمرة الجليلة ليس فوقها سعادة، والله لا القصور ولا الأزواج ولا البنين ولا المراكب الفخمة، ولا كل نعيم يساوي هذا. ولهذا قال تعالى : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن شف وهو مؤمن هذه جملة حالية قيد، ما ينفع العمل الصالح بدون إيمان، يقول : وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ما أعظم القرآن والمتكلم به فلنحيينه حياة طيبة ولم يقل فلنرزقنه، أو لنغنينه، فلنكثرن ماله، قال : فلنحيينه حياة طيبة الحياة الطيبة تكون حتى مع الأمراض، حتى مع الفقر، حتى مع البلاء، يكون الإنسان مطمئنا صابرا على قضاء الله وقدره راضيا به ربا، وهذه هي الحياة الطيبة. لا ينظر عند المصائب إلا إلى الله عز وجل، يسأله الثواب، ويرجوه إزالة المحنة، وحينئذ تطيب حياته، لكن الذي ليس عنده إيمان، أو عنده إيمان لكن ناقص العمل، تجده يجد كل مصيبة حسرة في قلبه، لأنه لا يرجو ثوابا ولا تكفيرا للسيئات، إذ أن همه أن يكون في هذه الدنيا منعما، فإذا فاته النعيم ولو في لحظة واحدة حزن ودام قلقه، لكن الذي مع الله صابرا لقضائه، صابرا على قضائه، محتسبا لثوابه تجده دائما مسرورا، حتى عند المصائب يحزن لكنه لا يرى أن ذلك انتقاما من الله عز وجل، إلا لمصلحة هذا الرجل، ولذلك قال : فلنحيينه حياة طيبة هذا جزاء الدنيا، في الآخرة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون أي: بثواب أحسن العمل، بمعنى أنهم يثابون أحسن الثواب في كل عمل، والأعمال تختلف وثوابها يختلف، لكن يجزى على كل عمل بأحسن جزاء، وليس المعنى أنه يجزى جزاء الصلاة على من فعل طاعة يسيرة، بل المعنى أنه يجزى أحسن جزاء على كل عمل، وكل عمل بحسبه.
طيب. يقول بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". الملوك قد كملت لهم الدنيا، أليس كذلك؟ معززين مكرمين، تخدمهم الناس، وتسهل أمورهم، لكن ليست راحة قلوبهم كراحة المؤمن المتصل قلبه بالله، أبدا مهما كان، تجده ينام على هم ويقوم على هم، لا بالعكس ينام على غم ويقوم على هم، لكن المؤمن ينام على طاعة الله ويقوم على طاعة الله. عند نومه اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ويفوض أمره إلى الله، عند القيام : الحمد الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور تجده دائما على ذكر الله، عند نومه، وعند يقظته، ودائما قلبه حي، حي بذكر الله عز وجل.
الطالب : السامية.
الشيخ : ايش؟
الطالب : سامية.
الشيخ : هذه العقيدة.
الطالب : السامية.
الشيخ : أي أحسنت. " هذه العقيدة السامية " يعني العالية " المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة ".
نعم. هي تثمر لا شك، لكن تثمر إذا وجدت أرضا قابلة، لو أنك بذرت الحب في أرض سبخة، أيثمر؟ لا يثمر، لكن في روضة من رياض الأرض تثمر، فهذه العقيدة تثمر إذا صادفت محلا قابلا.
" فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبيْن للقيام بأمره واجتناب نهيه ".
نعم، الإيمان بالله عز وجل يتضمن محبة الله، لما في أسمائه من المغفرة والرحمة والحكمة إلى آخره. وتثمر أيضا التعظيم إذا آمنت بأنه سميع بصير عليم شديد العقاب خفته وعظمته، وهذا الحب والتعظيم بهما يكون القيام بالأمر والنهي، فبالحب يكون فعل الأوامر، لأن فعل الأوامر توصل إلى محبة الله، فإذا أحب الله سعى في الأسباب الموصلة إليه عز وجل، وبالتعظيم يكون اجتناب النواهي، لأنك تخشى إذا عظمته خشيت من عقوبته إذا ارتكبت معصيته، وبالقيام بالأوامر والنواهي تكمن السعادة، ولهذا قال: " يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع ". وهذه ثمرة عظيمة، أحيانا يفضل الإنسان محبة الله على جزائه، لأنه يجد في قلبه النعيم والسرور والانشراح والطمأنينة بمحبة الله، يقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم فهم في نعيم، أحيانا القلب له ترد عليه أشياء، يرد عليه غفلة ووعي، صحة ومرض، في بعض الأحيان تصل إلى درجة تقول: إذا كان أهل الجنة في هذا النعيم فلا نعيم بعده، لكن هذا في بعض الأحيان، ما هو في كل حال، لكن في بعض الأحيان يمتلأ قلبك بمحبة الله، تشاهد رحمته وإحسانه وفضله، ولهذا جاء في الأثر : " أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم ". تأمل في نفسك وإذا الله قد عافاك ورزقك وأمّنك ويسر أمورك، فتحبه، لو جاءتك نعمة طارئة، النعم الدائمة هذه لا يعني لا يرى الإنسان لها كبير فضل لأنها ماشية، لكن لو جاءتك نعمة طارئة، بأن رزقت ولدا مثلا، ألست تزداد محبتك لله ؟ تزداد، لا شك، تعلم نعمته عليك. ولهذا كان من المشروع عند تجدد النعم أن يسجد الإنسان شكرا لله، فأحب الله عز وجل لما يغذوك به من النعم. ثم هناك مرتبة ومنزلة عالية أعلى منها أن تحب الله عز وجل لكمال حكمته وكمال رحمته كمال شريعته كمال قضائه عز وجل، هذا أشد من الأول، أن تحب الله لكمال صفاته، لا لكمال فضله وإحسانه فقط بل لكمال صفاته وكمال إحسانه عز وجل وفضله.
إذن الإيمان بالله يثمر هذه الثمرة الجليلة، هذه الثمرة الجليلة ليس فوقها سعادة، والله لا القصور ولا الأزواج ولا البنين ولا المراكب الفخمة، ولا كل نعيم يساوي هذا. ولهذا قال تعالى : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن شف وهو مؤمن هذه جملة حالية قيد، ما ينفع العمل الصالح بدون إيمان، يقول : وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ما أعظم القرآن والمتكلم به فلنحيينه حياة طيبة ولم يقل فلنرزقنه، أو لنغنينه، فلنكثرن ماله، قال : فلنحيينه حياة طيبة الحياة الطيبة تكون حتى مع الأمراض، حتى مع الفقر، حتى مع البلاء، يكون الإنسان مطمئنا صابرا على قضاء الله وقدره راضيا به ربا، وهذه هي الحياة الطيبة. لا ينظر عند المصائب إلا إلى الله عز وجل، يسأله الثواب، ويرجوه إزالة المحنة، وحينئذ تطيب حياته، لكن الذي ليس عنده إيمان، أو عنده إيمان لكن ناقص العمل، تجده يجد كل مصيبة حسرة في قلبه، لأنه لا يرجو ثوابا ولا تكفيرا للسيئات، إذ أن همه أن يكون في هذه الدنيا منعما، فإذا فاته النعيم ولو في لحظة واحدة حزن ودام قلقه، لكن الذي مع الله صابرا لقضائه، صابرا على قضائه، محتسبا لثوابه تجده دائما مسرورا، حتى عند المصائب يحزن لكنه لا يرى أن ذلك انتقاما من الله عز وجل، إلا لمصلحة هذا الرجل، ولذلك قال : فلنحيينه حياة طيبة هذا جزاء الدنيا، في الآخرة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون أي: بثواب أحسن العمل، بمعنى أنهم يثابون أحسن الثواب في كل عمل، والأعمال تختلف وثوابها يختلف، لكن يجزى على كل عمل بأحسن جزاء، وليس المعنى أنه يجزى جزاء الصلاة على من فعل طاعة يسيرة، بل المعنى أنه يجزى أحسن جزاء على كل عمل، وكل عمل بحسبه.
طيب. يقول بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". الملوك قد كملت لهم الدنيا، أليس كذلك؟ معززين مكرمين، تخدمهم الناس، وتسهل أمورهم، لكن ليست راحة قلوبهم كراحة المؤمن المتصل قلبه بالله، أبدا مهما كان، تجده ينام على هم ويقوم على هم، لا بالعكس ينام على غم ويقوم على هم، لكن المؤمن ينام على طاعة الله ويقوم على طاعة الله. عند نومه اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ويفوض أمره إلى الله، عند القيام : الحمد الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور تجده دائما على ذكر الله، عند نومه، وعند يقظته، ودائما قلبه حي، حي بذكر الله عز وجل.
الفتاوى المشابهة
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيم... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- (بيان حياة القلب في الدنيا والآخرة يكون بأمر... - ابن عثيمين
- ماهي أسباب الحياة السعيدة في الدنيا و الآخرة ؟ - ابن عثيمين
- فوائد حديث :( من أسلف في ثمر فليسلف ... ). - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( من عمل سيئة فلا يجزى إ... - ابن عثيمين
- ثمرات الإيمان بأن الله سبحانه (( ليس كمثله ش... - ابن عثيمين
- كيف يكون كمالُ المحبة لله تعالى؟ - ابن باز
- فائدة قوله تعالى : (( من عمل سيئة فلا يجزى إ... - ابن عثيمين
- سؤال عن بيع الثمر قبل أن ينضج ؟ - الالباني
- قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :هذه العقيد... - ابن عثيمين