قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : قوله : إذا أسلم العبد قال ابن حجر : " هذا الحكم يشترك فيه الرجال والنساء وذكره بلفظ المذكر تغليبا ، قوله : فحسن إسلامه أي صار إسلامه حسنا باعتقاده وإخلاصه ودخوله فيه بالباطن والظاهر ، وأن يستحضر عند عمله قرب ربه منه واطلاعه عليه كما دل عليه تفسير الإحسان في حديث سؤال جبريل كما سيأتي ، قوله : يكفر الله هو بضم الراء لأن : إذا وإن كانت من أدوات الشرط لكنها لا تجزم واستُعمِلَ الجواب مضارعا وإن كان الشرط بلفظ الماضي لكنه بمعنى المستقبل ، وفي رواية البزار : كفر الله فواخى بينهما ، قوله : كان أزلفها كذا لأبي ذر ولغيره : زلفها وهي بتخفيف اللام كما ضبطه صاحب المشارق ، وقال النووي بالتشديد ، ورواه الدارقطني من طريق طلحة بن يحيى عن مالك بلفظ : ما من عبد يسلم فيحسن إسلامه إلا كتب الله له كل حسنة زلفها ومحا عنه كل خطيئة زلفها بالتخفيف فيهما ، وللنسائي نحوه لكن قال : أزلفها وزلف بالتشديد وأزلف بمعنًى واحد أي : أسلف وقدم قاله الخطابي ، وقال في المحكم : أزلف الشيء قربه وزلفه مخففا ومثقلا قدمه ، وفي الجامع الزلفة تكون في الخير والشر ، وقال في المشارق زلف بالتخفيف أي جمع وكسب ، وهذا يشمل الأمرين ، وأما القربة فلا تكون إلا في الخير ، فعلى هذا تترجح رواية غير أبي ذر ، لكن منقول الخطابي يساعدها ، وقد ثبت في جميع الروايات ما سقط من رواية البخاري وهو كتابة الحسنات المتقدمة قبل الإسلام ، وقوله : كتب الله أي أمر أن يكتب ، والدارقطني من طريق زيد بن شعيب عن مالك بلفظ : يقول الله لملائكته اكتبوا فقيل إن المصنف أسقط ما رواه غيره عمدا لأنه مشكل على القواعد ، وقال المازري الكافر لا يصح منه التقرب فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفا لمن يتقرب إليه ، والكافر ليس كذلك ، وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال ، واستضعف ذلك النووي فقال : الصواب الذي عليه المحققون بل نقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم ثم أسلم ومات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له ، وأما دعوى أنه مخالف للقواعد فغير مسلم لأنه قد يُعتد ببعض أفعال الكافر في الدنيا ككفارة الظهار فإنه لايلزمه إعادتها إذا أسلم وتجزئه انتهى . والحق أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من الله وإحسانا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولا ، والحديث إنما تضمن كتابة الثواب ولم يتعرض للقبول ... ".
الشيخ : وهذا ضعيف ، هل يمكن أن يكون ثوابا بلا قبول ؟.
إذا ذكر الثواب يكون لازم للقبول ، لكنه مشروط بماذا ؟.
بالإسلام ، أو يحتمل على أنه كان زلفها مما يتعدى نفعه ، كالصدقة والعتق ، إذا تصدق واعتق في حال كفره فإنه لايثاب عليه ، اللهم إلا في الدنيا ، لكن إذا أسلم وحسن إسلامه أثيب عليه في الآخره .
ولو قيل إنه يكفر الله عنه كل سيئاته كان زلفها أي بالإسلام ، ثم بعد ذلك إذا عمل في الإسلام بالحسنات يكون قصاص ، لم يكن هناك إشكال .
القارئ : سوف يذكرها يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟.
القارئ : كأنه سوف يذكره .
الشيخ : بعدين يعني .
القارئ : سوف يذكره الآن يا شيخ .
الشيخ : طيب .
القارئ : " ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلا فلا ، وهذا قوي ، وقد جزم بما جزم به النووي إبراهيم الحربي وابن بطال وغيرهما من القدماء والقرطبي وابن المنير من المتأخرين ، قال ابن المنير المخالف للقواعد دعوى أن يكتب له ذلك في حال كفره ، وأما أن الله يضيف إلى حسناته في الإسلام ثواب ما كان صدر منه مما كان يظنه خيرا فلا مانع منه كما لو تفضل عليه ابتداء من غير عمل وكما يتفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل وهو قادر ، فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما لم يعمل البتة جاز أن يكتب له ثواب ما عمله غير موفى الشروط ، وقال ابن بطال : لله أن يتفضل على عباده بما شاء ولا اعتراض لأحد عليه ، واستدل غيره بأن من آمن من أهل الكتاب يؤتى أجره مرتين كما دل عليه القرآن والحديث الصحيح ، وهو لو مات على إيمانه الأول لم ينفعه شيء من عمله الصالح بل يكون هباء منثورا ، فدل على أن ثواب عمله الأول يكتب له مضافا إلى عمله الثاني ، وبقوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جُدعان ... ". جَدعان يا شيخ ؟.
الشيخ : بالفتح الظاهر ، ومنهم من قال بالضم .
القارئ : " عن ابن جَدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه ؟. فقال : إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر . قوله : وكان بعد ذلك القصاص أي كتابة المجازاة في الدنيا وهو مرفوع بأنه اسم كان ، ويجوز أن تكون كان تامة وعبر بالماضي لتحقق الوقوع فكأنه وقع كقوله تعالى : ونادى أصحاب الجنة وقوله : الحسنة مبتدأ ، وبعشر الخبر والجملة استئنافية ، وقوله : إلى سبعمائة متعلق بمقدر أي منتهية ، وحكى الماوردي أن بعض العلماء أخذ بظاهر هذه الغاية فزعم أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ورد عليه بقوله تعالى : والله يضاعف لمن يشاء والآية محتملة للأمرين : فيحتمل أن يكون المراد أنه يضاعف تلك المضاعفة بأن يجعلها سبعمائة ، ويحتمل أنه يضاعف السبعمائة بأن يزيد عليها ، والمصِرح بالرد عليه حديث ابن عباس المخرج عند المصنف في الرقاق ولفظه : كتب الله له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .".
الشيخ : صحيح ، واضح الكلام .
القارئ : " قوله : إلا أن يتجاوز الله عنها ... ".
الشيخ : ... ما يظهر لي في الحديث أن قوله صلى الله عليه وسلم : إذا أسلم العبد يعني إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئات كان زلفها .
الشيخ : وهذا ضعيف ، هل يمكن أن يكون ثوابا بلا قبول ؟.
إذا ذكر الثواب يكون لازم للقبول ، لكنه مشروط بماذا ؟.
بالإسلام ، أو يحتمل على أنه كان زلفها مما يتعدى نفعه ، كالصدقة والعتق ، إذا تصدق واعتق في حال كفره فإنه لايثاب عليه ، اللهم إلا في الدنيا ، لكن إذا أسلم وحسن إسلامه أثيب عليه في الآخره .
ولو قيل إنه يكفر الله عنه كل سيئاته كان زلفها أي بالإسلام ، ثم بعد ذلك إذا عمل في الإسلام بالحسنات يكون قصاص ، لم يكن هناك إشكال .
القارئ : سوف يذكرها يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟.
القارئ : كأنه سوف يذكره .
الشيخ : بعدين يعني .
القارئ : سوف يذكره الآن يا شيخ .
الشيخ : طيب .
القارئ : " ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلا فلا ، وهذا قوي ، وقد جزم بما جزم به النووي إبراهيم الحربي وابن بطال وغيرهما من القدماء والقرطبي وابن المنير من المتأخرين ، قال ابن المنير المخالف للقواعد دعوى أن يكتب له ذلك في حال كفره ، وأما أن الله يضيف إلى حسناته في الإسلام ثواب ما كان صدر منه مما كان يظنه خيرا فلا مانع منه كما لو تفضل عليه ابتداء من غير عمل وكما يتفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل وهو قادر ، فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما لم يعمل البتة جاز أن يكتب له ثواب ما عمله غير موفى الشروط ، وقال ابن بطال : لله أن يتفضل على عباده بما شاء ولا اعتراض لأحد عليه ، واستدل غيره بأن من آمن من أهل الكتاب يؤتى أجره مرتين كما دل عليه القرآن والحديث الصحيح ، وهو لو مات على إيمانه الأول لم ينفعه شيء من عمله الصالح بل يكون هباء منثورا ، فدل على أن ثواب عمله الأول يكتب له مضافا إلى عمله الثاني ، وبقوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جُدعان ... ". جَدعان يا شيخ ؟.
الشيخ : بالفتح الظاهر ، ومنهم من قال بالضم .
القارئ : " عن ابن جَدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه ؟. فقال : إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر . قوله : وكان بعد ذلك القصاص أي كتابة المجازاة في الدنيا وهو مرفوع بأنه اسم كان ، ويجوز أن تكون كان تامة وعبر بالماضي لتحقق الوقوع فكأنه وقع كقوله تعالى : ونادى أصحاب الجنة وقوله : الحسنة مبتدأ ، وبعشر الخبر والجملة استئنافية ، وقوله : إلى سبعمائة متعلق بمقدر أي منتهية ، وحكى الماوردي أن بعض العلماء أخذ بظاهر هذه الغاية فزعم أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ورد عليه بقوله تعالى : والله يضاعف لمن يشاء والآية محتملة للأمرين : فيحتمل أن يكون المراد أنه يضاعف تلك المضاعفة بأن يجعلها سبعمائة ، ويحتمل أنه يضاعف السبعمائة بأن يزيد عليها ، والمصِرح بالرد عليه حديث ابن عباس المخرج عند المصنف في الرقاق ولفظه : كتب الله له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .".
الشيخ : صحيح ، واضح الكلام .
القارئ : " قوله : إلا أن يتجاوز الله عنها ... ".
الشيخ : ... ما يظهر لي في الحديث أن قوله صلى الله عليه وسلم : إذا أسلم العبد يعني إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئات كان زلفها .
الفتاوى المشابهة
- تتمة القراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . - ابن عثيمين
- قراءة من شرح صحيح مسلم مع تعليق الشيخ . - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع التعليق عليه - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح والتعليق عليه - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع التعليق. - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع التعليق - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح والتعليق عليه. - ابن عثيمين
- تتمة القراءة من الشرح مع تعليق الشيخ - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ. - ابن عثيمين