بيان أقسام التوسل الشرعي .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بصفاته كما يتوسل إليه بأسمائه، فهنا توسل الملائكة إلى الله بالربوبية في قولهم: ربنا وتوسلوا إليه بسعة الرحمة وسعت كل شيء رحمة وبسعة العلم وعلما والتوسل إلى الله تعالى بصفاته من أسباب إجابة الدعاء كالتوسل إليه بأسمائه.
وهنا يجدر بنا أن نتعرض لمعنى الوسيلة وحكمها: الوسيلة فعل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، وربما نقول إنه تناوبت فيه السين والصاد وأن أصل الوسيلة يعني الوصيلة، وصيلة بمعنى موصلة فهي فعيل بمعنى مفعل، فالوسيلة كل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، والوسائل لابد أن تكون معلومة إما بالشرع وإما بالحس، وإنما قلت ذلك لدفع الوسائل الموهومة كالذين يعلقون على صدورهم أشياء لم يثبت شرعا ولا حسا أنها مفيدة لكن على سبيل الوهم أو الذين يعلقون نحاسا أو خيوطا أو ما أشبه ذلك، هذه وسائل للشفاء ادعوها ولكنها حقيقة ليست وسيلة لانتفاء ذلك شرعا وحسا، إذا كانت الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى الشيء والعلم بإيصال هذا إلى المقصود، العلم بكونه موصلا يأتي عن طريق الشرع أو عن طريق الحس، كون العسل شفاء وتناوله وسيلة للشفاء هذا علمناه بطريق شرعي وربما حسي أيضا بعد التجربة، وكون السنا محركا للبطن مسهلا له هذه وسيلة حسية، أتعرفون السنا ؟ طيب باللغة العامية يسمى السناويك، هو أوراق شجر معروف يخمر بالماء ثم يشرب على الريق فإذا شربه الإنسان على الريق فإنه يسهله وينظف بطنه هذا هو، وكان الناس يستعملونه كثيرا قبل أن تأتي هذه الأدوية، ... يسمى سنا مكة له أسماء مختلفة، نرجع إلى تعريف الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى المقصود، والعلم بإيصاله إلى المقصود يأتي عن طريق الشرع وعن طريق الحس، الوسائل التوسل إلى الله تعالى بإجابة الدعاء، أن تفعل شيئا يوصل إلى الإجابة، ولا طريق لنا إلى العلم بإيصاله الإجابة إلا عن طريق الشرع.
إذن ننظر التوسل إلى الله تعالى بأسمائه هذا القسم الأول ودليله قوله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها فتقول: اللهم يا غفور يا رحيم اغفر لي وارحمني، هذا توسل إلى الله بأسمائه.
الثاني التوسل إلى الله بصفاته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي بماذا توسل ؟ بعلمك الغيب، العلم صفة وقدرتك على الخلق، القدرة صفة، فتقول: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي إلى آخره.
طيب القسم الثالث التوسل إلى الله بأفعاله ومن قوله تعالى عن موسى: رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للكافرين إن جعلنا قوله: فلن أكون من باب الدعاء، وإن جعلناها من باب الالتزام لم تكن من هذا الباب، ولكن من هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام وهو يعلمنا كيف نصلي عليه: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فالكاف هنا ليست للتشبيه الكاف للتعليل، يعني صل على محمد وآل محمد لأنك صليت على إبراهيم فتوسل إلى الله بفعله، يعني كما مننت أولا على إبراهيم وآله فامنن ثانيا على محمد وآله، أسماء الله صفات الله أفعال الله.
القسم الرابع التوسل إلى الله تعالى بالإيمان بالله، وهذا من فعلك أنت، ومنه قوله تعالى : ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا هذه الوسيلة ربنا فاغفر لنا أي بسبب ذلك اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار هذا توسل إلى الله بالإيمان به.
القسم الخامس التوسل إلى الله بالعمل الصالح، لأن العمل الصالح سبب للمثوبة، ومن المثوبة حصول ما دعوت به، ودليله قصة أصحاب الغار التي حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصحاب الغار ثلاثة آواهم المبيت الليل، فلجئوا إلى غار فدخلوا به، فتدحرجت عليهم صخرة عظيمة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا أن يزحزحوها ولا مغيث لهم إلا الله، ليس حولهم بشر، فماذا صنعوا ؟ توسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة، أحدهم توسل إلى الله ببر والديه، والثاني توسل إلى الله بالعفة التامة، والثالث توسل إلى الله بالأمانة التامة، طيب بر الوالدين عمل صالح، العفة عمل صالح، الأمانة وأداء الأمانة عمل صالح، فلما توسل الأول منهم انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثاني انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثالث انفرجت الصخرة مرة واحدة فخرجوا يمشون، هذا التوسل إلى الله بالعمل الصالح.
السادس التوسل إلى الله بحال الشخص، تتوسل إلى الله تعالى بذكر حالك أنك فقير محتاج إلى الله مريض وما أشبه ذلك، ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام دليله: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير لما سقى للمرأتين تولى إلى الظل ليستظل به فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير هذا ما قال أعطني ولا شيء لكن توسل إلى الله بحاله، لأن قول القائل أنا فقير أنا محتاج أنا مسني الضر وما أشبه ذلك يعني فأعطني اشفني، وقد جمع أيوب عليه الصلاة والسلام بين ذكر الحال والتوسل بالأسماء فقال: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين الأول: مسني الضر ذكر الحال والثاني بالأسماء.
السابع من التوسل الجائز التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته، ومنه توسل الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الله لهم، مثل الاستسقاء والاستصحاء وغير ذلك كثير، ومن ذلك توسل الناس عموما يوم القيامة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أن يقضي بينهم، هذه سبعة، وقولنا التوسل إلى الله بمن ترجى إجابته يستفاد منه أن التوسل إلى الله تعالى بمن لا ترجى إجابته لا يجوز لأن هذا استهزاء بالله، لو أنك أتيت بصاحب ربا يأكل الربا ويأكل المال بالظلم والغش والكذب وقلت ادع الله لي فإن هذا لا يجوز، لأنك توسلت إلى الله بمن تبعد إجابته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وملبسه حرام ومطعمه حرام وغذي بالحرام قال: فأنى يستجاب لذلك وهو سخرية، لو أنك أتيت بشخص ولله المثل الأعلى ليتوجه لك إلى ملك كان الملك يبغض هذا الشخص ويبعده، يكون هذا استهزاء بالملك واستهتارا به، كلنا يعرف هذا، فلا يجوز أن تتوسل إلى الله تعالى بدعاء من لا ترجى إجابته لأن هذا من باب السخرية بالله عز وجل، هذه سبعة أقسام من التوسل الجائز.
وهنا يجدر بنا أن نتعرض لمعنى الوسيلة وحكمها: الوسيلة فعل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، وربما نقول إنه تناوبت فيه السين والصاد وأن أصل الوسيلة يعني الوصيلة، وصيلة بمعنى موصلة فهي فعيل بمعنى مفعل، فالوسيلة كل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، والوسائل لابد أن تكون معلومة إما بالشرع وإما بالحس، وإنما قلت ذلك لدفع الوسائل الموهومة كالذين يعلقون على صدورهم أشياء لم يثبت شرعا ولا حسا أنها مفيدة لكن على سبيل الوهم أو الذين يعلقون نحاسا أو خيوطا أو ما أشبه ذلك، هذه وسائل للشفاء ادعوها ولكنها حقيقة ليست وسيلة لانتفاء ذلك شرعا وحسا، إذا كانت الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى الشيء والعلم بإيصال هذا إلى المقصود، العلم بكونه موصلا يأتي عن طريق الشرع أو عن طريق الحس، كون العسل شفاء وتناوله وسيلة للشفاء هذا علمناه بطريق شرعي وربما حسي أيضا بعد التجربة، وكون السنا محركا للبطن مسهلا له هذه وسيلة حسية، أتعرفون السنا ؟ طيب باللغة العامية يسمى السناويك، هو أوراق شجر معروف يخمر بالماء ثم يشرب على الريق فإذا شربه الإنسان على الريق فإنه يسهله وينظف بطنه هذا هو، وكان الناس يستعملونه كثيرا قبل أن تأتي هذه الأدوية، ... يسمى سنا مكة له أسماء مختلفة، نرجع إلى تعريف الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى المقصود، والعلم بإيصاله إلى المقصود يأتي عن طريق الشرع وعن طريق الحس، الوسائل التوسل إلى الله تعالى بإجابة الدعاء، أن تفعل شيئا يوصل إلى الإجابة، ولا طريق لنا إلى العلم بإيصاله الإجابة إلا عن طريق الشرع.
إذن ننظر التوسل إلى الله تعالى بأسمائه هذا القسم الأول ودليله قوله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها فتقول: اللهم يا غفور يا رحيم اغفر لي وارحمني، هذا توسل إلى الله بأسمائه.
الثاني التوسل إلى الله بصفاته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي بماذا توسل ؟ بعلمك الغيب، العلم صفة وقدرتك على الخلق، القدرة صفة، فتقول: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي إلى آخره.
طيب القسم الثالث التوسل إلى الله بأفعاله ومن قوله تعالى عن موسى: رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للكافرين إن جعلنا قوله: فلن أكون من باب الدعاء، وإن جعلناها من باب الالتزام لم تكن من هذا الباب، ولكن من هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام وهو يعلمنا كيف نصلي عليه: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فالكاف هنا ليست للتشبيه الكاف للتعليل، يعني صل على محمد وآل محمد لأنك صليت على إبراهيم فتوسل إلى الله بفعله، يعني كما مننت أولا على إبراهيم وآله فامنن ثانيا على محمد وآله، أسماء الله صفات الله أفعال الله.
القسم الرابع التوسل إلى الله تعالى بالإيمان بالله، وهذا من فعلك أنت، ومنه قوله تعالى : ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا هذه الوسيلة ربنا فاغفر لنا أي بسبب ذلك اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار هذا توسل إلى الله بالإيمان به.
القسم الخامس التوسل إلى الله بالعمل الصالح، لأن العمل الصالح سبب للمثوبة، ومن المثوبة حصول ما دعوت به، ودليله قصة أصحاب الغار التي حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصحاب الغار ثلاثة آواهم المبيت الليل، فلجئوا إلى غار فدخلوا به، فتدحرجت عليهم صخرة عظيمة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا أن يزحزحوها ولا مغيث لهم إلا الله، ليس حولهم بشر، فماذا صنعوا ؟ توسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة، أحدهم توسل إلى الله ببر والديه، والثاني توسل إلى الله بالعفة التامة، والثالث توسل إلى الله بالأمانة التامة، طيب بر الوالدين عمل صالح، العفة عمل صالح، الأمانة وأداء الأمانة عمل صالح، فلما توسل الأول منهم انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثاني انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثالث انفرجت الصخرة مرة واحدة فخرجوا يمشون، هذا التوسل إلى الله بالعمل الصالح.
السادس التوسل إلى الله بحال الشخص، تتوسل إلى الله تعالى بذكر حالك أنك فقير محتاج إلى الله مريض وما أشبه ذلك، ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام دليله: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير لما سقى للمرأتين تولى إلى الظل ليستظل به فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير هذا ما قال أعطني ولا شيء لكن توسل إلى الله بحاله، لأن قول القائل أنا فقير أنا محتاج أنا مسني الضر وما أشبه ذلك يعني فأعطني اشفني، وقد جمع أيوب عليه الصلاة والسلام بين ذكر الحال والتوسل بالأسماء فقال: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين الأول: مسني الضر ذكر الحال والثاني بالأسماء.
السابع من التوسل الجائز التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته، ومنه توسل الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الله لهم، مثل الاستسقاء والاستصحاء وغير ذلك كثير، ومن ذلك توسل الناس عموما يوم القيامة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أن يقضي بينهم، هذه سبعة، وقولنا التوسل إلى الله بمن ترجى إجابته يستفاد منه أن التوسل إلى الله تعالى بمن لا ترجى إجابته لا يجوز لأن هذا استهزاء بالله، لو أنك أتيت بصاحب ربا يأكل الربا ويأكل المال بالظلم والغش والكذب وقلت ادع الله لي فإن هذا لا يجوز، لأنك توسلت إلى الله بمن تبعد إجابته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وملبسه حرام ومطعمه حرام وغذي بالحرام قال: فأنى يستجاب لذلك وهو سخرية، لو أنك أتيت بشخص ولله المثل الأعلى ليتوجه لك إلى ملك كان الملك يبغض هذا الشخص ويبعده، يكون هذا استهزاء بالملك واستهتارا به، كلنا يعرف هذا، فلا يجوز أن تتوسل إلى الله تعالى بدعاء من لا ترجى إجابته لأن هذا من باب السخرية بالله عز وجل، هذه سبعة أقسام من التوسل الجائز.
الفتاوى المشابهة
- حكم التوسل بغير الله تعالى - الفوزان
- الكلام على التوسل إلي الله تعالى وبيان أقسامه - ابن عثيمين
- أقسام التوسل المحظور . - ابن عثيمين
- حكم التوسل بالنبي وبيان التوسل المشروع - ابن باز
- المناقشة حول التوسل المشروع وبيان أقسامه - ابن عثيمين
- ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- سؤاله عن التوسل يقول فضيلة الشيخ ما حكم التو... - ابن عثيمين
- حكم التوسل وأقسامة - الفوزان
- معنى التوسل وأقسامه بيان التوسل المشروع - الفوزان
- بيان أقسام التوسل الشرعي . - ابن عثيمين