تفسير قوله تعالى : (( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار لما رغبهم في إتباعه زهدهم في الدنيا، لأن أصل ضلال بني آدم هو الطمع في الدنيا، والتنافس إنما يكون عليها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها ـ أي من قبلنا ـ فتهلككم ما أهلكتكم فهو لما طلب أن يتبعوه بين لهم حال الدنيا التي ينافسون فيها، والتي صدوا عن سبيل الله بها، فقال: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع إنما: أداة حصر، وهذه الحياة الدنيا: مبتدأ، ومتاع: خبره، أي: ما هذه الدنيا إلا متاع يتمتع به الإنسان قليلا ثم يزول، ولهذا يقول المؤلف في التفسير:
" متاع تمتع يزول ".
وإن الآخر هي دار القرار الآخرة: ما بعد الدنيا، هي: ضمير فصل، ودار القرار: خبر إن، واعلم أن ضمير الفصل ضمير لا محل له من الإعراب، لا يعرب مبتدأ ولا خبرا ولا أي شيء، لا محل له من الإعراب.
واعلم أيضا أن له ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى التوكيد، والفائدة الثانية الحصر، والفائدة الثالثة تمييز الخبر من الصفة، ويظهر هذا في المثال فإذا قلت: زيد هو الفاضل، فهو ضمير فصل استفدنا منه ثلاث فوائد:
أولا التوكيد: حيث أكدنا أن زيدا هو الفاضل، بل حيث أكدنا أن زيدا فاضل، ثم الحصر لأنك قلت: زيد هو، أي لا غيره، زيد هو الفاضل، الفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، فإنك لو قلت: زيد الفاضل، لاحتمل أن يكون الفاضل صفة لزيد وأن الخبر لم يأت بعد، فإذا قلت: هو الفاضل، تعين أن تكون الفاضل خبرا، فبذلك يحصل التمييز بين الخبر وبين الصفة، طيب.
ذكرنا أنه لا محل له من الإعراب ودليل ذلك قوله تعالى : لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فهنا جاءت الغالبين خبرا لكان، ولو كان له محل من الإعراب لكانت: إن كانوا هم الغالبون، لكنه ليس له محل من الإعراب، طيب.
إذن ما هي دار القرار ؟ هي الدار الآخرة، وأكد ذلك بالإتيان بضمير الفصل، طيب.
وإن الآخرة هي دار القرار أي دار المستقر، ولهذا يؤتى بالموت على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل النار، فيشرئبون ويطلعون وكذلك يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيشرئبون ويطلعون، فيقال لهم: هل تعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيذبح أمامهم، ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت إذن هذا القرار، ما دام ليس فيه انتقال عن هذه الدار فهي دار القرار، طيب إذا كانت هي دار القرار والدنيا متاع فما الأولى أن يعمل له ؟ الآخرة، لأنها دار القرار، أما هذه فهي دار عبور دار متاع كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل طيب.
" متاع تمتع يزول ".
وإن الآخر هي دار القرار الآخرة: ما بعد الدنيا، هي: ضمير فصل، ودار القرار: خبر إن، واعلم أن ضمير الفصل ضمير لا محل له من الإعراب، لا يعرب مبتدأ ولا خبرا ولا أي شيء، لا محل له من الإعراب.
واعلم أيضا أن له ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى التوكيد، والفائدة الثانية الحصر، والفائدة الثالثة تمييز الخبر من الصفة، ويظهر هذا في المثال فإذا قلت: زيد هو الفاضل، فهو ضمير فصل استفدنا منه ثلاث فوائد:
أولا التوكيد: حيث أكدنا أن زيدا هو الفاضل، بل حيث أكدنا أن زيدا فاضل، ثم الحصر لأنك قلت: زيد هو، أي لا غيره، زيد هو الفاضل، الفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، فإنك لو قلت: زيد الفاضل، لاحتمل أن يكون الفاضل صفة لزيد وأن الخبر لم يأت بعد، فإذا قلت: هو الفاضل، تعين أن تكون الفاضل خبرا، فبذلك يحصل التمييز بين الخبر وبين الصفة، طيب.
ذكرنا أنه لا محل له من الإعراب ودليل ذلك قوله تعالى : لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فهنا جاءت الغالبين خبرا لكان، ولو كان له محل من الإعراب لكانت: إن كانوا هم الغالبون، لكنه ليس له محل من الإعراب، طيب.
إذن ما هي دار القرار ؟ هي الدار الآخرة، وأكد ذلك بالإتيان بضمير الفصل، طيب.
وإن الآخرة هي دار القرار أي دار المستقر، ولهذا يؤتى بالموت على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل النار، فيشرئبون ويطلعون وكذلك يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيشرئبون ويطلعون، فيقال لهم: هل تعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيذبح أمامهم، ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت إذن هذا القرار، ما دام ليس فيه انتقال عن هذه الدار فهي دار القرار، طيب إذا كانت هي دار القرار والدنيا متاع فما الأولى أن يعمل له ؟ الآخرة، لأنها دار القرار، أما هذه فهي دار عبور دار متاع كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل طيب.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا و... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى: {ولما فتحوا متاعهم ...} - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا) - ابن عثيمين
- باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( فما أوتيتم من شيء فمتا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ... - الفوزان
- ما معنى قوله تعالى : "وما هذه الحياة الدنيا... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( فما أوتيتم )... - ابن عثيمين
- حكم الزيادة والتقلُّل من متاع الدنيا - ابن باز
- فائدة قوله تعالى : (( وقال الذي آمن يا قوم ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( يا قوم إنما هذه الحياة... - ابن عثيمين