تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( وما كنتم تستترون أن يش... - ابن عثيمينقوله تعالى:  وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم  إلى آخره فيها مِن الفوائد أنَّ هؤلاء المجرمين لا يؤمنون بالبعث لقوله:  وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم .ومن ...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين * فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قوله تعالى: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم إلى آخره فيها مِن الفوائد أنَّ هؤلاء المجرمين لا يؤمنون بالبعث لقوله: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم .
ومن فوائدها تمامُ قُدْرَةِ الله عز وجل وأنَّه قادِرٌ على إِنْطَاق كل شيء حيث أنطَق السمع والأبصار والجلود.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ هؤلاء المجرمين يظُنُّون أنَّ الله لا يعلَم كثيرًا مما يعْمَلون وهو الذي يُخفُونه فلهذا كانوا يخفُون عن الله عز وجل ما يقعون فيه من الكفر.
ومن فوائد الآية التي بعدها أنَّ مِثلَ هذا الظن سببٌ لِهَلاك المرء أن يظُنَّ أنه لن يُبعَث فهذا سببٌ لهلاكه بل هو هلاكُه حقيقة، لأنَّ الذي يُنكِر البعث كافر والكافر لا حظَّ له لا في الدنيا ولا في الآخرة لقول الله تعالى: قل إنَّ الخاسرين الذين خسِرُوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ هؤلاء المجرمين يظنون أنهم رَبِحُوا المعركة باستخفائِهم وهذا ينطبِق تمامًا على المنافقين، ولكن حقيقة الأمر أنهم خسِروا لقوله تعالى: فأصبحتم من الخاسرين .
ومن فوائد الآية .. أنَّ أهل النار لن يخرجُوا منها سواءٌ صبروا أم لم يصبروا لقوله: فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ويبَيِّنُه قوله تعالى: اصْلَوهَا فاصْبِرُوا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون وقوله تعالى: وسواءٌ علينا أجزِعْنا أم صبَرْنا ما لنا من محيص .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة إلى أنَّ النار لا تفنى لقوله: فإن يصْبِرُوا فالنَّار مثْوًى لهم وهذا -أعني أن النار لا تفنى- هو قولُ أهل السنة والجماعة كما أنَّ الجنة أيضًا لا تفنى، وقد زعَم بعضُ العلماء أنَّ النار تفنَى في آخر النهاية لكنَّ هذا الزعمَ باطل يعني لا يستحِقُّ منزلة أن نقول: إنه ضعيف بل نقول: إنَّه باطل لا ينبغي أن تُسَوَّدَ به الصحائف وذلك لأنَّ كلام الله عز وجل الذي خلقَ النار وهو عالمٌ بها وبمصيرِها فيه التصريح بالتأبيد في ثلاثة موضع مِن كتاب الله عز وجل الموضع الأول الأخ ارفع يدك يلَّا ايش؟ ما تدري ... الموضع الأول في سورة النساء ما هي الآية؟
الطالب: إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقًا * إلَّا طريق جهنم خالدين فيها أبدًا وكان ذلك على الله يسيرًا

الشيخ : الموضع الثاني
الطالب: سورة الأحزاب

الشيخ : ما هو؟
الطالب: ....

الشيخ : إنَّ الله لعنَ الكافرين وأعَدَّ لهم سعيرًا * خالدين فيها أبدًا لا يجدون ولِيًّا ولا نصيرًا طيب الموضع الثالث؟
الطالب: سورة الجن ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا

الشيخ : أحسنت فهل بعد هذا الكلام كلام؟ لا، ولهذا الإنسان يعجَب أن يقَعَ من بعض العلماء القول بأنَّ النار تفنَى مع وجود الآيات الثلاث، طيب هذه وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين قد يكون فيها إشارة إلى أنها ستبقى أبد الآبِدين، لأنَّه لو كان لها منتهى فسوف يُعتَبُون في آخر النهاية.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات النار لقوله: فالنار مثوى لهم .
ومنها أنها هي المثوى وليس كما يزعم بعض الكتاب اليوم يقولون: إنَّ الميت إذا مات صار إلى مثواه الأخير وقد بيَّنَّا أنَّ هذه الكلمة كلمة كُفْر لو اعتقدَ الإنسان مدلولَها يعني لو اعتقد أنَّ القبر هو المثوى ولا قيام بعده لكان كافرًا، فيقال: إنَّ القبر ليس المثوى الأخير

Webiste