تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف يرد على من قال أن الإمام مالك مفوض وكذلك... - ابن عثيمينالطالب: كيف الرد على من يقول أن مالك كان يفوض وبعض الصحابة: أمروها كما جاءت ؟الشيخ : الظاهر أن المفوضة أنهم خرجوا بعد ما خرجت بدعة التعطيل، عجزوا أن يقا...
العالم
طريقة البحث
كيف يرد على من قال أن الإمام مالك مفوض وكذلك بعض الصحابة .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الطالب: كيف الرد على من يقول أن مالك كان يفوض وبعض الصحابة: أمروها كما جاءت ؟

الشيخ : الظاهر أن المفوضة أنهم خرجوا بعد ما خرجت بدعة التعطيل، عجزوا أن يقابلوا أهل التعطيل فقالوا إذن نفوض، لأن أهل التعطيل ـ تعرف الجهمية صار لهم شأن كبير ـ فضغطوا على علماء السنة وعجزوا عن مقاومتهم فقالوا إذن لا نقول بهذا ولا بهذا نفوض الأمر، وأما من زعم أن الإمام مالكا رحمه الله مفوض فقد كذب هذا كلامه قال: "الاستواء غير مجهول " يعني هو معلوم ولا يجهله أحد، وأما: " أمروها كما جاءت " فنعم، والله قالوا هكذا، أمروها كما جاءت بلا كيف، هذا حق، إذا أمرناها كما جاءت فهل نثبت اللفظ فقط دون المعنى ؟ الجواب: لا، لأنها ألفاظ جاءت لمعاني، لم ينزلها الله عز وجل ألفاظا جوفاء لا معنى لها، أو لها مائة معنى ولا ندري ما المراد أبدا، فنقول: أمرناها كما جاءت، أي: ألفاظا لمعاني، ثم قولهم: بلا كيف، يدل على إثبات المعنى، لأنه لولا ثبوت المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف، إذ نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول ينزه عنه كلام السلف، فمن استدل بقول السلف هذا قلنا هذا دليل عليك وليس لك.
وأنا أعطيكم فائدة عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كل إنسان يستدل بدليل صحيح ثبوتا على باطل فإنه سيكون دليلا عليه، سبحان الله، هذه قاعدة، وشيخ الإسلام التزم بها، قال: " أنا ألتزم أن كل إنسان يأتي بدليل صحيح ثبوتها ـ يعني ثابت ثبوتا لا شك فيه ـ على باطل ألتزم أن أجعله دليلا عليه " لأن استدلال أهل الباطل بالدليل الصحيح معناه يشم منه رائحة المعنى، هل يمكن أن يكون المعنى الذي يشم من هذا الاستدلال أن يكون باطلا ؟ لا يمكن، ولذلك تأمل إذا فتح الله عليك جميع الأقوال الباطلة التي يستدل قائلوها بدليل صحيح من الكتاب والسنة فسترى أن ما استدلوا به دليل عليهم، هذه الجملة التي ذكرت: أمروها كما جاءت بلا كيف، الآن فهمنا أنها ترد عليهم من وجهين:
الوجه الأول: أننا إذا أمررناها كما جاءت لزم من ذلك إثبات المعنى، لأننا نعلم أن الله لن يخاطبنا بشيء لا نعرف معناه أبدا، ما يكن هذا، لاسيما في أسماء الله وصفاته التي هي العقيدة.
الثاني: قولهم: بلا كيف، يدل على أن المعنى موجود، ولولا ثبوت أصل المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف .

Webiste