الشيخ : " من تعلق تميمة " والتمائم جاء ... في الباب الذي بعده أكثر الي يعلقونها يزعمون أنها تنفع من العين أو شبهها اللي يتعلق هذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : فلا أتم الله له والجملة هنا خبرية لكن معناها الدعاء ويحتمل أن تكون خبرية محضة وهي مقبولة من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مخبر عن الله فيخبرنا أن الله لا يتمم له ذلك فالجملة هنا خبرية لا شك لا خلاف لكن هل المراد بها الدعاء يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو أو أنها خبر محض يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لا يتم له نعم يحتمل هذا وهذا وكلا الأمرين دال على أن التميمة محرمة سواء نفى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتم الله له أو دعا عليه بأن الله تعالى لا يتم له أما نحن موقفنا ممن علق تميمة هل نقول لا أتم الله لك جزما أو ندعو بأن الله لا يتم له ؟ تنبني على الاحتمالين إن كان النبي عليه الصلاة والسلام أراد به الخبر فإنا نخبر بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام وإلا فإننا ندعو بما دعا به الرسول عليه الصلاة والسلام ومثلها الجملة الثانية : من تعلق ودعة فلا ودع الله له الودعة واحدة الودع وهو شيء أحجار تستخرج من البحر يعلقونها أيضا لدفع العين يزعمون أن الإنسان إذا علق الودعة هذه ما عاد تصيبه العين أو لا يصيبه الجن أو ما أشبه ذلك من عقائدهم فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام : لا ودع الله له وقوله : لا ودع الله له قيل معناه : أي لا تركه في دعَة وسكون نعم لا تركه في دعة وسكون وضد الدعة والسكون القلق والألم وما أشبه ذلك وقيل : لا ودع الله له لا ترك الله له خيراً لأجل أن يعامل بنقيض قصده وفي رواية : من تعلق تميمة فقد أشرك وهذا الشرك ما نوعه ؟ على حسب ما سبق في أول الباب من اعتقد أنها تدفع أو ترفع بذاتها بدون أن يكون بأمر الله فهو شرك أكبر وإلا فهو شرك أصغر ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمّى فقطعه وتلا قوله تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون من الحمى خيط من الحمّى الحمى لها خيوط ؟ ها من ليست لبيان الجنس ليست كخاتم من حديد ولكنها للسببية أي خيط لبسه من أجل الحمى لأجل أن تهون عليه فقطعه وهذا من تغيير المنكر باليد نعم فالسلف الصالح عندهم قوة في محلات قابلة نعم هذا الرجل لما قطعه وتلا عليه الآية تهاوش هو وإياه ها استسلم فقطعه وتلا قوله تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ما يؤمن إلا وهم مشركون جملة وهم مشركون في موضع نصب على الحال إلا وهم متلبسون بالشرك وهذا دليل على أن هذا الرجل مؤمن وأن هذه الخيط الذي لبسه إيش حكمه ؟ نوع من الشرك وفي هذا الأثر بل في هذه الآية الكريمة دليل على أن الإنسان يجتمع في حقه إيمان وشرك أو لا ؟ وما يؤمن إلا وهو مشرك ولكن ليس الشرك الأكبر لأن الشرك الأكبر ما يجتمع مع الإيمان ولكن الشرك الأصغر وهذا أمر معلوم أن الشرك الأصغر يجامع الإيمان ولا ينتفي الإيمان بالكلية ولكنه نقص في الإيمان بلا ريب والله أعلم .