تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :باب ما جاء في الذبح لغير الله . - ابن عثيمينالقارئ : " باب ما جاء في الذبح لغير الله وقول الله تعالى :  قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ ل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :باب ما جاء في الذبح لغير الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " باب ما جاء في الذبح لغير الله وقول الله تعالى : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ الآية وقوله : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " .

الشيخ : ... وبذلك أمرت .
الطالب : وأنا أول المسلمين

الشيخ : نعم
القارئ : " عن علي رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من أوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض رواه مسلم . وعن طارق بن شهاب; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب. قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : مرّ رجلان على قوم لهم صنم، لا يجوزه أحد حتى يُقَرب له شيئا، فقالوا لأحدهما : قرب قال : ليس عندي شيء أقربه. قالوا له : قرّب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله، فدخل النار. وقالوا للآخر : قرب. فقال : ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل فضربوا عنقه، فدخل الجنة رواه أحمد " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب ما جاء في الذبح لغير الله الذبح يعني ذبح البهائم لغير الله اللام هذه للتعليل والقصد يعني أن يذبح لغير الله قاصداً بذبحه غير الله والذبح لغير الله ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : أن يذبح الشيء لغير الله تقربا وتعظيماً فهذا كفر مخرج عن الملة
الثاني : أن يذبح لغير الله فرحا وإكراما فهذا لا يخرج من الملة بل هي من الأمور العادية التي قد تكون مطلوبة أحياناً وغير مطلوبة أحياناً ومراد المؤلف هنا القسم الأول أو الثاني ؟ مراده القسم الأول الذبح لغير الله نقول ينقسم إلى قسمين أحدهما أن يكون على سبيل إيش ؟
الطالب : التقرب والتعظيم

الشيخ : التقرب والتعظيم فهذا شرك مخرج عن الملة شرك أكبر مخرج عن الملة
والثاني: أن يكون على سبيل الفرح والإكرام فهذا جائز ولا بأس به في الأصل وقد يكون ممنوعا وقد يكون مستحباً فمثلا إذا ذبحت ليهودي أو نصراني إكراما وتودداً فهذا حرام وإذا ذبحت لمسلم إكراما أو لعزيز إذا قدم أو ما أشبه ذلك فهو على سبيل الحال ومن هذا مثلاً لو قدم السلطان إلى بلد وذبحنا له تقرباً وتعظيماً فإنه يعتبر من الشرك الأكبر وتحرم هذه الذبائح وعلامة ذلك أننا نذبحها في وجهه ثم نضعها أما إذا ذبحناها له إكراماً وضيافة وطُبخت وأُكلت فهذا من باب التكريم وليس بشرك
وقوله : " لغير الله " غير الله، يشرك من ؟ يشمل الأنبياء والملائكة والأولياء والصالحين وغيرهم كل من ذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً فإنه داخل في هذه الكلمة لأي شيء كان
وقول المؤلف : " باب ما جاء في الذبح لغير الله " مثل هذه الترجمة يترجم بها العلماء في الأمور التي لا يجزمون بحكمها ، أما الأمور التي يجزمون بحكمها فيقولون باب تحريم كذا باب جواز كذا فهل المؤلف رحمه الله لا يرى تحريم الذبح لغير الله ؟ لا، ما فيه شك أنه يرى أن الذبح لغير الله محرم وشرك على سبيل التقرب والتعظيم لكنه أراد أن يمرن الطالب على أخذ الحكم من الدليل يعني معناه أنا بجيبلك الأدلة وأنت احكم وهذا نوع من التربية العلمية أن المعلم أو المؤلف يضع حكماً مفتوحا ثم يأتي بالأدلة لأجل أن يكل الحكم إلى من ؟ إلى الطالب فيحكم به على حسب ما سيق له من هذه الأدلة .

Webiste