تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : باب من الشرك أن يستغيث بغير... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال : " باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره " .باب من الشرك من : هذه للتبعيض، فيدل على أن الشرك لا يختص بهذا الأمر أو لا؟ ولسنا ببع...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره " .
باب من الشرك من : هذه للتبعيض، فيدل على أن الشرك لا يختص بهذا الأمر أو لا؟ ولسنا ببعيد عن الباب الذي قبله من الشرك الاستعاذة بغير الله طيب قوله : أن يستغيث بغير الله . الاستغاثة : طلبُ الغوثِ، وهو إزالة الشدة ومنه ما يقوله العوام في الاستسقاء يسمونه استغياث ... استغياثة هي استغاثة في الحقيقة لأنه يطلب بها الغوث من الله عز وجل اللهم أغثنا فالاستغاثة طلب الغوث والغوث إيش ؟ إزالة الشدة وقول المؤلف : من الشرك أن يستغيث بغير الله هذا أيضا ليس على إطلاقه فإن طلب الشدة ممن يقدر على إزالتها ليس من باب الشرك ولهذا قال الله تعالى : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ لكن إذا استغاث الإنسان بأحد فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا من الشرك بلا شك ثم لاحظ أيضا أنك إذا استغثت بمخلوق يقدر على إغاثتك فإنه يجب عليك تصحيحا لتوحيدك أن تعتقد بأن هذا الذي استغثت به مجرد سبب وأنه لا تأثير له مباشر في إزالة الغوث مجرد سبب فقط لأنك لو تعتقد أن له صلة مباشرة في إزالة الغوث ربما تعتمد عليه وتنسى خالق هذا السبب تنسى الخالق وتعتمد على المخلوق وهذا لا شك أنه يخدش في كمال التوحيد.
قوله : أو يدعو غيره هذا أيضا الدعاء لا شك أنه من العبادة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وكما قال الله تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ لكننا نقول فيه أيضا إن الدعاء ينقسم إلى قسمين : أحدها ما يقع عبادة وهذا لا شك في أن صرفه لغير الله شرك
والثاني ما لا يقع عبادة وهذا يجوز أن يوجه إلى المخلوق قال النبي عليه الصلاة والسلام : ومن دعاكم فأجيبوه وقال : إذا دعاك فأجبه ولكن الدعاء الذي لا يكون إلا عبادة وهو المقرون بالرغبة والرهبة والحب والتضرع هذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى .
هذه للتبعيض يعني ليس هو الشرك كله بل من الشرك
وقوله : أن يستغيث أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر ؟ ها في تأويل مصدر أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر
الطالب : مبتدأ

الشيخ : على أنها مبتدأ أين خبرها ؟ قوله : من الشرك يعني من الشرك الاستغاثة بغير الله ، وقد مر علينا في النحو أن المبتدأ يكون صريحا ويكون مؤولاً فالصريح مثل زيد قائم والمؤول مثل : وأن تصوموا خيرٌ لكم أي : وصومكم خير لكم وقوله : أن يستغيث بالله والاستغاثة طلب الغوث مثل ما أن الاستنصار طلب النصر والاستعاذة طلب العوذ والاستعانة طلب العون فهو طلب الغوث والغوث هو الإنجاء من الشدة
وقوله : أن يستغيث بغير الله هذا ليس على إطلاقه ولكنه يجب أن يقيد فيما لا يقدر عليه المستغاث به نعم إما لكونه ميتا أو لكونه غائبا أو لكونه أمر لا يقدر عليه إلا الله فإذن العبارة ليست على إطلاقها إيش تقيد به ؟
الطالب : فيما لا يقدر عليه إلا الله

الشيخ : لا مو هو بإلا الله، فيما لا يقدر عليه المستغاث به يا إخواني نعرف أن في عبارة إلا الله وهذه ما هي صحيحة فيما لا يقدر عليه المستغاث به لو استغثت بميت في قبر أن ينجيك من فلان من زيد يقدر الحي ينجيك منه ولا لا؟ ؟ ما يقدر يدافع عنك ؟
الطالب : بلى

الشيخ : إذن يقدر عليه غير الله ومع ذلك استغاثتك بصاحب القبر يعتبر من الشرك، إذن فالعبارة السليمة أن يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به، وأنت إذا استغثت بحي لأمر لا يقدر عليه كما لو استغثت به أن ينزل المطر فهذا شرك استغثت بميت أن ينجيك من لص يهاجمك ها استغثت بحي من لص ليدافع عنك لا بأس به كذا ولا لا؟ الحقيقة يقدر لأن اللي ما يقدر ... وهو حي فإذن نقول : فيما يجب أن تقيد العبارة : "فيما لا يقدر عليه المستغاث به" وقوله : أو يدعو غيره يعني ومن الشرك أيضاً أن يدعو غير الله لأن الدعاء عبادة إذ أن الدعاء ما يكون إلا مع محبة وتعظيم وتذلل وإظهار افتقار واعتقاد أن المدعو قادر نعم ولهذا جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الدعاء هو العبادة وفي القرآن : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي فعبّر عن الدعاء بإيش ؟ ما قال يستكبرون عن دعائي قال عن عبادتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ وهذه الآية دليل على أن الدعاء عبادة وصرف شيء من العبادة لغير الله شرك وقوله : "أو يدعو غيره" هذا من باب عطف العام على الخاص هكذا قالوا من باب عطف العام على الخاص لأن الاستغاثة دعاء بإزالة الشدة فقط لا بحصول المرغوب يعني دعاء لدفع المكروه والدعاء ها الدعاء أعم قد تدعو الله تعالى بجلب المنفعة وقد تدعوه لدفع المضرة ولهذا نقول إنه من باب عطف العام على الخاص
وقوله : "أو يدعو غيره " هل نقول في الدعاء كما قلنا في الاستغاثة أو لا ؟ لا الدعاء كله عبادة ، لأن الدعاء كما قلت لكم قبل قليل له معنى خاص في النص في الهيئة والكيفية وفي النص الداعي يشد المدعو ويُعظمه ويرغب إليه ويظهر افتقاره إليه ويعتقد إجابته وقدرته على الإعطاء إعطاء ما سألت ، بخلاف الاستغاثة قد تستغيث بإنسان بدون أن يكون لديك في قلبك له محبة أو تعظيم أما الدعاء فلا ولهذا مثلاً الداعي تجده يرفع يديه إلى الله ما يجوز بأي حال من الأحوال أنك ... عند واحد يا فلان أرجو من فضيلتكم تعطيه كذا وكذا يجوز ولا لا ؟ ما يجوز ولذلك الدعاء ما فيه التفصيل أنه من الشرك إذا دعوت غير الله أما إذا أوردت علينا مورد فقال : أليس يجوز أن تقول لشخص أعطني مالاً أتبلغ به في سفري ؟ قلنا نعم يجوز هذا لكن هذا من باب الاستعانة لأنك ما تدعوه رغباً ورهباً كما تدعو الله عز وجل، كذلك أيضا لو دعوت إنسانا قلت يا فلان تعال أعني على حمل متاعي على دابتي فهذا أيضاً من باب الاستعانة وأما قوله : وإذا دعاك فأجبه إذا دعاك فهذا ما هو بالدعاء الذي نريده هنا إذا دعاك لوليمة أو نحو ذلك فأجبه ففرق بين الدعاء الذي يقع عبادة وبين مثل هذه الأمور التي يقصد بها الاستعانة أو مُجرد طلب حضور المدعو أو ما أشبه ذلك .

السائل : ... .

الشيخ : ما بعد وصلنا له

السائل : إلا الدعاء

الشيخ : ... .

الشيخ : ... . اصبر علينا شوي .

Webiste