شرح قول المصنف : وروى الطبراني بإسناده : ( أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " وروى الطبراني بإسناده : أنه كان " قوله بإسناده يشير المؤلف وغيره إذا قالوا بإسناده إلى أن المعنى أن هذا الإسناد ليس على شرط الصحيح مثلاً أو على الشرط المتفق عليه بل هو إسناده خاص وعليه يجب أن يراجع هذا الإسناد لأنه ليس كل إسناد لمحدث يكون قد تمت فيه شروط القبول .
الطالب : ... تكلم عليه
الشيخ : على إسناده ويش يقول ؟
الطالب : ذكره الهيثمي في * مجمع الزوائد * وقال : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث " أقول : وابن لهيعة خلط ... لاحتراق كتبه .
الشيخ : صحيح على كل حال إذا وافق رجاله رجال الصحيح قد يوافق إنما إذا قيل بإسناد فمعناه أن هذا إسناد يجب أن ينظر فيه وليس من الإسناد المتفق عليه بين الناس بل هو إسناد خاص بهذا الشار إليه وقوله : أنه كان في زمن النبي لم يذكر المؤلف الراوي الصحابي وذكر في الشارح أنه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين من المنافق ؟ الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وهؤلاء كثروا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر لما انتصر المسلمون في غزوة بدر ورأوا أن للمسلمين شوكة برز النفاق لأنه كان بالأول الكافر يعلن كفره ولا يبالي لكن لما قوي المسلمون خافوا وصاروا والعياذ بالله يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وقوله : منافق من هذا المنافق ؟ لم يذكر ولم يسم فيحتمل أن يكون عبد الله بن أبي لأنه مشهور بإيذاء المؤمنين ويحتمل أن يكون غيره واعلم أن أذية المنافقين للمسلمين ليست بالضرب أو بالقتل لأنهم لا يتظاهرون بذلك بل إنهم يتظاهرون بأي شيء ؟ بالإسلام ومحبة المسلمين لكن الإيذاء بالقول والتعريض وما أشبه ذلك مثل ما صنعوا في قصة الإفك فهم يؤذون المسلمين بالتعريض والتحريش بينهم وما أشبه ذلك فقال بعضهم : قوموا بنا بعض من ؟ بعض الصحابة قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق نطلب منه الغوث وهو إزالة الشدة من هذا المنافق إما بزجره أو بتعزيره أو بما يناسب المقام المهم أنهم يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يغيثهم من أذيته فقاموا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا : إنا نستغيث بك يا رسول الله من هذا المنافق من أين نعرف أنه حصل هكذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه لا يستغاث بي فيكون في الحديث إيجاز حذف يعني حذف منه كلمات دل عليها السياق قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه لا يستغاث بي ظاهر الجملة النفي مطلقا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستغاث به مطلقا ويحتمل أن يكون المراد لا يستغاث بي في هذه القضية المعينة فعلى الرأي الأول يكون نفي الاستغاثة به من باب التأدب في اللفظ لأن نفي الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام ليس على إطلاقه إذ أن الاستغاثة به فيما يقدر عليه جائزة ولا لا ؟ جائزة وعلى هذا فيكون هذا النفي من باب التأدب في الألفاظ وليس من باب الممنوع معنى لأن النبي عليه الصلاة والسلام كغيره يستغاث به فيما يقدر عليه أما إذا قلنا إن النفي هذا عائد على القضية المعينة التي استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منها فإنه يكون على الحقيقة أي على نفي المعنى أي لا يستغاث بي في مثل هذه الصورة لماذا ؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعامل المنافقين معاملة من ؟ المسلمين ولا يمكنه عليه الصلاة والسلام حسب الحكم الظاهر من المنافقين لا يمكنه أن ينتقم من هذا المنافق انتقاما ظاهرا إذ أن المنافقين يتسترون فيكون المعنى أن الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذه القضية المعينة بقتل هذا الشخص أو نحو ذلك هذا أمر لا يمكن ولكن المعنى الأول أظهر في اللفظ أولا لعموم النفي لا يستغاث بي هذا عام في القضية هذه وغيره وثانيا : قوله : وإنما يستغاث بالله هذا أيضاً ظاهر أن المراد العموم وعليه فيكون من باب التأدب في الألفاظ على أنه أيضا لا يستغاث به بالنسبة للتخلص من المنافق إلا بمن؟ إلا بالله لأن الحاكم ما يستطيع أن يحكم بخلاف ظاهر حاله فحينئذ لا يستغاث إلا بالله سبحانه وتعالى من أذية هذا المنافق
والخلاصة الآن: أن هذا الحديث يحتمل أن يراد به عموم التبرؤ من الاستغاثة وعليه فيكون هذا من باب التأدب في الألفاظ وأن الرسول علمهم أن يجعلوا دائما اللجوء إلى من ؟ إلى الله عز وجل في كل الأمور وإما أن يكون لا يستغاث به في هذه القضية المعينة وذلك لأنه يعامل المنافقين معاملة المسلمين فلا يستطيع أن يخلص المسلمين منهم بالقتل أو بأمر لا يتظاهر فيه ولكن الذي يلجأ إليه في هذا الأمر الخفي من هو ؟ الله عز وجل والمؤلف ساقه لبيان أنه لا يستغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به وإنما يستغاث بالله سبحانه وتعالى وحده .
طيب قوله تعالى عن موسى فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فوكزه موسى ويش تحمل عليه ؟ على أن هذا فيما يقدر عليه والغوث إزالة الشدة وإزالة الشدة ممن يقدر عليه ما ينافي التوحيد .
الطالب : ... تكلم عليه
الشيخ : على إسناده ويش يقول ؟
الطالب : ذكره الهيثمي في * مجمع الزوائد * وقال : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث " أقول : وابن لهيعة خلط ... لاحتراق كتبه .
الشيخ : صحيح على كل حال إذا وافق رجاله رجال الصحيح قد يوافق إنما إذا قيل بإسناد فمعناه أن هذا إسناد يجب أن ينظر فيه وليس من الإسناد المتفق عليه بين الناس بل هو إسناد خاص بهذا الشار إليه وقوله : أنه كان في زمن النبي لم يذكر المؤلف الراوي الصحابي وذكر في الشارح أنه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين من المنافق ؟ الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وهؤلاء كثروا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر لما انتصر المسلمون في غزوة بدر ورأوا أن للمسلمين شوكة برز النفاق لأنه كان بالأول الكافر يعلن كفره ولا يبالي لكن لما قوي المسلمون خافوا وصاروا والعياذ بالله يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وقوله : منافق من هذا المنافق ؟ لم يذكر ولم يسم فيحتمل أن يكون عبد الله بن أبي لأنه مشهور بإيذاء المؤمنين ويحتمل أن يكون غيره واعلم أن أذية المنافقين للمسلمين ليست بالضرب أو بالقتل لأنهم لا يتظاهرون بذلك بل إنهم يتظاهرون بأي شيء ؟ بالإسلام ومحبة المسلمين لكن الإيذاء بالقول والتعريض وما أشبه ذلك مثل ما صنعوا في قصة الإفك فهم يؤذون المسلمين بالتعريض والتحريش بينهم وما أشبه ذلك فقال بعضهم : قوموا بنا بعض من ؟ بعض الصحابة قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق نطلب منه الغوث وهو إزالة الشدة من هذا المنافق إما بزجره أو بتعزيره أو بما يناسب المقام المهم أنهم يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يغيثهم من أذيته فقاموا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا : إنا نستغيث بك يا رسول الله من هذا المنافق من أين نعرف أنه حصل هكذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه لا يستغاث بي فيكون في الحديث إيجاز حذف يعني حذف منه كلمات دل عليها السياق قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه لا يستغاث بي ظاهر الجملة النفي مطلقا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستغاث به مطلقا ويحتمل أن يكون المراد لا يستغاث بي في هذه القضية المعينة فعلى الرأي الأول يكون نفي الاستغاثة به من باب التأدب في اللفظ لأن نفي الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام ليس على إطلاقه إذ أن الاستغاثة به فيما يقدر عليه جائزة ولا لا ؟ جائزة وعلى هذا فيكون هذا النفي من باب التأدب في الألفاظ وليس من باب الممنوع معنى لأن النبي عليه الصلاة والسلام كغيره يستغاث به فيما يقدر عليه أما إذا قلنا إن النفي هذا عائد على القضية المعينة التي استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منها فإنه يكون على الحقيقة أي على نفي المعنى أي لا يستغاث بي في مثل هذه الصورة لماذا ؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعامل المنافقين معاملة من ؟ المسلمين ولا يمكنه عليه الصلاة والسلام حسب الحكم الظاهر من المنافقين لا يمكنه أن ينتقم من هذا المنافق انتقاما ظاهرا إذ أن المنافقين يتسترون فيكون المعنى أن الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذه القضية المعينة بقتل هذا الشخص أو نحو ذلك هذا أمر لا يمكن ولكن المعنى الأول أظهر في اللفظ أولا لعموم النفي لا يستغاث بي هذا عام في القضية هذه وغيره وثانيا : قوله : وإنما يستغاث بالله هذا أيضاً ظاهر أن المراد العموم وعليه فيكون من باب التأدب في الألفاظ على أنه أيضا لا يستغاث به بالنسبة للتخلص من المنافق إلا بمن؟ إلا بالله لأن الحاكم ما يستطيع أن يحكم بخلاف ظاهر حاله فحينئذ لا يستغاث إلا بالله سبحانه وتعالى من أذية هذا المنافق
والخلاصة الآن: أن هذا الحديث يحتمل أن يراد به عموم التبرؤ من الاستغاثة وعليه فيكون هذا من باب التأدب في الألفاظ وأن الرسول علمهم أن يجعلوا دائما اللجوء إلى من ؟ إلى الله عز وجل في كل الأمور وإما أن يكون لا يستغاث به في هذه القضية المعينة وذلك لأنه يعامل المنافقين معاملة المسلمين فلا يستطيع أن يخلص المسلمين منهم بالقتل أو بأمر لا يتظاهر فيه ولكن الذي يلجأ إليه في هذا الأمر الخفي من هو ؟ الله عز وجل والمؤلف ساقه لبيان أنه لا يستغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به وإنما يستغاث بالله سبحانه وتعالى وحده .
طيب قوله تعالى عن موسى فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فوكزه موسى ويش تحمل عليه ؟ على أن هذا فيما يقدر عليه والغوث إزالة الشدة وإزالة الشدة ممن يقدر عليه ما ينافي التوحيد .
الفتاوى المشابهة
- الفرق بين منافقي زمن الرسول صلى الله عليه وس... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْ... - ابن عثيمين
- الصلاة خلف من يستغيث بالقبور - اللجنة الدائمة
- ما صحة حديث : ( إن منافقاً يؤذي الصحابة فقالوا... - الالباني
- حكم من يدعو غير الله ويستغيث به - ابن باز
- هل تصح الصلاة خلف من يستغيث بغير الله؟ - ابن باز
- حكم الصلاة خلف من يستغيث بغير الله - ابن باز
- حكم من يستغيث بغير الله - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : باب من الشرك أن يستغيث بغير... - ابن عثيمين
- الصلاة خلف من يستغيث بغير الله - ابن باز
- شرح قول المصنف : وروى الطبراني بإسناده : ( أ... - ابن عثيمين