تم نسخ النصتم نسخ العنوان
.شرح قول المصنف : وقوله "......لا يمسه إلا ا... - ابن عثيمينالشيخ : وقوله تعالى : { لا يمسه إلا المطهرون } الضمير في قولِه : { لا يمسه } يعود على الكتاب المكنون لأنه أقرب شيء وهو بالرفع لا يمسُّهُ باتفاق القراء ا...
العالم
طريقة البحث
.شرح قول المصنف : وقوله "......لا يمسه إلا المطهرون ....
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقوله تعالى : { لا يمسه إلا المطهرون } الضمير في قولِه : { لا يمسه } يعود على الكتاب المكنون لأنه أقرب شيء وهو بالرفع لا يمسُّهُ باتفاق القراء اتفق القراء على أنه بالرفع نبهنا على ذلك لدفع من يقول إنه خبر بمعنى النهي وأن المعنى ويردون أن يعود الضمير على القرآن وأيضاً القرآن بمعنى المكتوب وليس القرآن بمعنى المتلو ثم يريدون أن يقولوا إن هذا خبر بمعنى النهي أن الله نهى أن يمس القرآن إلا طاهر وليس في الآية ما يدل على ذلك بل الآية ظاهرة في أن المراد به اللوح المحفوظ لأنه يعود إلى أقرب مذكور ولأنه خبر والأصل في الخبر أن يبقى على ظاهره خبراً لا أمرا أو نهيا حتى يقوم دليل على أن المراد به إيش ؟ الأمر أو النهي فكيف والدليل هنا على أنه لا يراد به ذلك لكونه يعود على اللوح الكتاب المكنون ، ثم إن قوله إلا المطهرون ولم يقل إلا المطّهرون، المطهرون الذين طهرهم الله عز وجل وهم الملائكة طُهروا من المعاصي لقوله تعالى : { لا يعصون الله ما أمرهم } ولقوله : { بل عباد مُكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } وبقوله : { يُسبحون الليل والنهار لا يفترون } فهم مُطهرون من الذنوب وأدناسها وأرجاسها لو كانت المراد بها المتطهرون لقال ها المطّهرون أو المتطرهون كما قال الله تعالى : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } وفرق بين المطهَّر وبين المطَّهِر المطَّهر يريد أن يفعل الكمال بنفسه والمطَهَّر قد كُمل كَمله غيره فبينهما فرق فالمطهرون هم الملائكة وهذا مما يؤيد ما ذهب إليه ابن القيم أن المراد به الكُتب التي في أيدي الملائكة ثم إن في الآية الكريمة إشارة وأظنكم تعرفون دلالة الإشارة والإيماء فالدلالات أنواع منطوق ومفهوم والمنطوق إيماء وإشارة وتنبيه، في الآية دلالة إشارة وتنبيه على أن من طَهُر قلبه كان أفهم للقرآن وأن من تنجس قلبُه بالمعاصي كان أبعد فهماً عن القرآن لأنه إذا كان المحسوس الصحف التي بأيدي الملائكة ما مكن الله من مسها إلا هؤلاء المطهرين نعم فكذلك معاني القرآن ما يصل إلى معانيه ويلمسها ويُحسها وينتفع بها إلا من طهرهم الله عز وجل من رجس المعاصي وهذا أمر معلوم كل إنسان يكون قلبه أصفى وأطهر فإنه يُدرك من معاني القرآن ما لا يدركه من دونه وتأمل هذا في نفسك أحياناً الإنسان له أحوال والقلوب لها أحوال إذا صفا القلب ونزُه - وإن كان سيد يلتفت يمينا وشمالا ونرجو ألا يتلفت المعنى مهم - إذا كان إذا طهر القلب وصفا فإن الإنسان يصل إلى معاني في القرآن الكريم لا يُدركها عند الغفلة والانقطاع ولهذا ينبغي لكم أنتم بصفتكم طلبة علم إذا حصل لكم مثل هذا الجو الصافي الطاهر وبدا لكم من الآيات ما يبدو أن تقيدوه لأنكم ستنسونه في وقت من الأوقات ويعوزكم هذا الشيء .
{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسُّه إللا المطهرون } أولاً: قوله تعالى : { فلا أقسم }
بنجمين فأكثر وما أشبه ذلك طيب .
الطالب : ...

الشيخ : يعني معناه أنه لازم يؤجل مرتين مثلا دين الكتابة عشر آلاف خمسة تحل بعد ستة أشهر وخمسة بعد ستة أشهر ثانية
طيب ما هي المناسبة بين المُقسم به
لأنه أقرب مذكور ولأنه قال المطهَّرون ولم يقل المطَّهِرون ولأنه خبر وليس نهياً قال : { لا يمسه } والأصل في الخبر أن يبقى على ما هو عليه والذين قالوا إنه ... المصاحف التي بأيدينا يقول إنه خبر بمعنى النهي وعلى خلاف ظاهر اللفظ فلهذا الصواب أن المراد به الكتاب المكنون أما كون مصحفي يمسه الطاهر أو ما يمسه فهذا شيء يُنظر في أدلة أخرى طيب استنبط شيخ الإسلام من هذه الآية { لا يمسه إلا المطهرون } استنبط معنى لطيفا ما هو ؟
الطالب : أن فيه إشارة إلى أنه يستفيد من القرآن من معانيه يكون طاهر القلب من المعاصي وأن المعاصي تحجب عن فهم القرآن .

الشيخ : عن فهم القرآن صحيح ؟ صحيح إي نعم وهو كذلك فإن المعاصي كما قال الله عز وجل : { كلا بَل ران على قلوبهم بما كانوا يكسبون } من هم الذين ران على قلوبهم بما يكسبون ؟ هم الذين إذا تُتلى عليهم آياتنا قالوا أساطير الأولين، لأنهم والعياذ بالله ما يصلون إلا معانيه وأسراره حتى يستنيروا به فيقول هذا سواليف ما هو شيء لأنهم والعياذ بالله ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وذكرنا سابقاً أن بعض أهل العلم قال ينبغي لمن استفتي أن يقدم بين يدي الفتوى الاستغفار لمحو أثر الذنوب من قلبه حتى يتبين له الحق وأنه استنبطه من قوله : { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً، وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً } .
طيب { تنزيل من رب العالمين } هذا الذي وقفنا عليه أظن
الطالب : إي نعم

Webiste