ترك صلاة الجماعة وتبرير ذلك بنظافة القلب
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
من سائلة من جدة في المملكة العربية السعودية تقول: زوجي رجل ذو خلق يصلي ولكنه لا يصلي في المسجد ولا يصلي السنة، إذا حاولت إيقاظه لصلاة الفجر يصرخ في وجهي مما جعلني لا أحاول إيقاظه حتى لا يصرخ في وجهي، وأحيانًا يتعلل بأنه لا يفعل شيئًا يغضب الله، وأنه نظيف القلب، ويقول هذا يكفي، أرجو توجيه النصح.
الجواب:
الواجب على كل مسلم مكلف أن يصلي الصلوات الخمس مع المسلمين في المسجد، لقول الله : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وقوله سبحانه: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ.. الآية [النساء:102] فإذا وجبت الصلاة في الجماعة حال الخوف فوجوبها في حال الأمن أحق وأولى، ولقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر أخرجه ابن ماجة والدارقطني وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح، قيل لابن عباس رضي الله عنهما ما هو العذر؟ قال: (خوف أو مرض).
وصح عن رسول الله ﷺ: أنه سأله رجل أعمى قائلا يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له رسول الله ﷺ: هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال ابن مسعود : (من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله قد شرع لنبيكم ﷺ سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف) أخرجه مسلم في صحيحه.
فالواجب عليك نصيحته بأسلوب حسن، وترغيبه في صلاة الرواتب مع الفرائض، وهي أربع قبل الظهر، يسلم من كل ثنتين، وثنتان بعد الظهر، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، الجميع اثنتا عشرة ركعة وتسمى الرواتب، وقد كان النبي ﷺ يحافظ عليهن، ويقول ﷺ: من صلى في يومه وليلته اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بني له بهن بيت في الجنة.
وصح عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه فسر هذه الركعات بهذه الرواتب. ويستحب للمسلم أن يصلي قبل العصر أربعًا، لقول النبي ﷺ: رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعًا.
والأفضل أن يسلم من كل ثنتين؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح.
والأفضل أيضا أن يصلي بعد الظهر أربعًا كما صلى قبلها أربعًا، يسلم من كل ثنتين، لقول النبي ﷺ: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ.
ويجب على زوجك، أن يحذر تأخير صلاة الفجر عن وقتها؛ لأن ذلك كفر أكبر في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه.
وقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه.
والأحاديث في عظم شأن الصلاة، والحث على أدائها في الوقت وفي الجماعة كثيرة جدًا، ونسأل الله أن يهدي زوجك وكافة المسلمين لكل خير، وأن يعيذه من شر نفسه وهواه، وأن يجعلك من خير أعوانه في الخير، إنه سميع قريب.
وأما قول زوجك: إنه لا يفعل شيئًا يغضب الله، وأنه نظيف القلب، فهذا غرور وتزكية للنفس، ولا شك أن تأخير الصلاة عن وقتها، وعدم أدائها في الجماعة في المسجد كلاهما يغضب الله سبحانه، ولا شك أن نظيف القلب الذي قد عمر الله قلبه بالإيمان والتقوى لا يؤخر الصلاة عن وقتها، ولا يتأخر عن الصلاة في الجماعة في المسجد؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب متفق على صحته. والله ولي التوفيق.
من سائلة من جدة في المملكة العربية السعودية تقول: زوجي رجل ذو خلق يصلي ولكنه لا يصلي في المسجد ولا يصلي السنة، إذا حاولت إيقاظه لصلاة الفجر يصرخ في وجهي مما جعلني لا أحاول إيقاظه حتى لا يصرخ في وجهي، وأحيانًا يتعلل بأنه لا يفعل شيئًا يغضب الله، وأنه نظيف القلب، ويقول هذا يكفي، أرجو توجيه النصح.
الجواب:
الواجب على كل مسلم مكلف أن يصلي الصلوات الخمس مع المسلمين في المسجد، لقول الله : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وقوله سبحانه: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ.. الآية [النساء:102] فإذا وجبت الصلاة في الجماعة حال الخوف فوجوبها في حال الأمن أحق وأولى، ولقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر أخرجه ابن ماجة والدارقطني وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح، قيل لابن عباس رضي الله عنهما ما هو العذر؟ قال: (خوف أو مرض).
وصح عن رسول الله ﷺ: أنه سأله رجل أعمى قائلا يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له رسول الله ﷺ: هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال ابن مسعود : (من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله قد شرع لنبيكم ﷺ سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف) أخرجه مسلم في صحيحه.
فالواجب عليك نصيحته بأسلوب حسن، وترغيبه في صلاة الرواتب مع الفرائض، وهي أربع قبل الظهر، يسلم من كل ثنتين، وثنتان بعد الظهر، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، الجميع اثنتا عشرة ركعة وتسمى الرواتب، وقد كان النبي ﷺ يحافظ عليهن، ويقول ﷺ: من صلى في يومه وليلته اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بني له بهن بيت في الجنة.
وصح عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه فسر هذه الركعات بهذه الرواتب. ويستحب للمسلم أن يصلي قبل العصر أربعًا، لقول النبي ﷺ: رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعًا.
والأفضل أن يسلم من كل ثنتين؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح.
والأفضل أيضا أن يصلي بعد الظهر أربعًا كما صلى قبلها أربعًا، يسلم من كل ثنتين، لقول النبي ﷺ: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ.
ويجب على زوجك، أن يحذر تأخير صلاة الفجر عن وقتها؛ لأن ذلك كفر أكبر في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه.
وقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه.
والأحاديث في عظم شأن الصلاة، والحث على أدائها في الوقت وفي الجماعة كثيرة جدًا، ونسأل الله أن يهدي زوجك وكافة المسلمين لكل خير، وأن يعيذه من شر نفسه وهواه، وأن يجعلك من خير أعوانه في الخير، إنه سميع قريب.
وأما قول زوجك: إنه لا يفعل شيئًا يغضب الله، وأنه نظيف القلب، فهذا غرور وتزكية للنفس، ولا شك أن تأخير الصلاة عن وقتها، وعدم أدائها في الجماعة في المسجد كلاهما يغضب الله سبحانه، ولا شك أن نظيف القلب الذي قد عمر الله قلبه بالإيمان والتقوى لا يؤخر الصلاة عن وقتها، ولا يتأخر عن الصلاة في الجماعة في المسجد؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب متفق على صحته. والله ولي التوفيق.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم صلاة الجماعة ؟ وتتمة الكلام عن صفة صلاة... - الالباني
- حكم الصلاة في البيت أو العمل وترك صلاة الجماعة - ابن باز
- ترك صلاة الجماعة في المسجد - اللجنة الدائمة
- ما حكم ترك صلاة الفجر في المسجد ؟ وهل يأثم إ... - ابن عثيمين
- يترك الصلاة مع الجماعة ولا يصلي في المسج... - اللجنة الدائمة
- ترك صلاة الجماعة بدون عذر - اللجنة الدائمة
- التحذير من ترك صلاة الجماعة وحكم التعامل مع من... - ابن باز
- حكم ترك الجماعة في المسجد - ابن باز
- احرص على الصلاة في جماعة - ابن باز
- حكم صلاة الجماعة - اللجنة الدائمة
- ترك صلاة الجماعة وتبرير ذلك بنظافة القلب - ابن باز