شرح قول المصنف : باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يسأل بوجه الله إلا الجنة ) رواه أبو داود .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " لا يسأل بوجه الله إلا الجنةِ " أو إلا الجنةَ ؟ لا يسأل بوجه الله إلا الجنةَ أو إلا الجنةُ ؟ بالضم ؟ الذي يقول بالضم نطالبه بالشاهد من كلام ابن مالك
الطالب : ...
الشيخ : بعدُ
الطالب : ...
الشيخ : أي صح ، وهذا مفرغ ، " وإن يفرغ سابق ... بعد يكن كما ... عدن " ، عرفتم ؟ طيب وإذن إلا الجنةَ ما يصح ما يستقيم لأن يسأل فعل مضارع مبني للمجهول وش يتطلب ؟ يتطلب ... نعم ، لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة
السائل : ما يصير ...
الشيخ : لا لا ، نعم لا يسأل بوجه الله هل المراد لا يسأل الله بوجهه إلا الجنة أو لا يُسأل أحد لا يُسأل أحد بالله إلا الجنة ؟ يعني المعنى الآن فهمتم ؟ هل المعنى لا تسألوا الله بوجهه إلا الجنة فإذا قلت اللهم ارزقني سيارة ما تقول أسألك بوجهك أن ترزقني سيارة لأنها ما هي جنة ، أو أن المعنى لا تسألوا أحدا بالله بوجهه لأن المؤلف أعقبه بباب من سألكم بالله فأعطوه لا يرد من سأل بالله ؟ هذه اختلف أهل العلم في شرح هذا الحديث فقال بعضهم لا تسألوا أحدا من المخلوقين بوجه الله ومعلوم أنك إذا قلت إلا الجنة معناه لا تسأل بوجه الله مطلقا لأنه لا أحد يقدر أن يُسأل الجنة ، أنتم فاهمين هذه ؟ يعني إذا أردت أن تسأل أحدا بالله لا تسأل بوجهه لا تقل أسألك بوجه الله كذا وكذا ، تقول أسألك بالله لا بأس لكن أسألك بوجه الله لا ، لأنه ما يسأل بوجه الله إلا الجنة والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة فإذن لا يسألون بوجه الله مطلقا ، ويؤيد ويظهر أن المؤلف رحمه الله يرى هذا الرأي في شرح الحديث لانه اقره بقوله لأنه أعقبه قوله باب لا يرد من سأل بالله ، وقيل بل المعنى لا يُسأل الله بوجهه إلا الجنة فإذا سألت الله شيئا فإن كان الجنة وما يستلزم دخول الجنة فاسأل بوجه الله وإلا فلا ، فعلى هذا إذا سألت الله شيئا من الدنيا ما تسأله بوجهه لا تقول أسألك بوجهك كذا وكذا من أمور الدنيا لكن من أمور الآخرة تسأله مثلا تقول أسألك بوجهك أن تنجيني من النار نعم ، والنبي عليه الصلاة والسلام استعاذ بوجه الله لما نزلت قوله تعالى قل هو قادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذه أهون هذه أهون ، حط بالك إذن لو قال قائل بأنه يعم المعنيين جميعا لكان له وجه ، وقوله بوجه الله فيه إثبات الوجه لله عز وجل وهو ثابت بالقرآن وبالسنة وإجماع السلف ، في القرآن مثل كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال تعالى كل شيء هالك إلا وجهه وقال والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم والآيات في هذا كثيرة ، والأحاديث أيضا كثيرة في هذا
ومنه ما أشرنا إليه قبل قليل أعوذ بوجهك فما هذا الوجه الذي أضافه الله إلى نفسه هل هو وجه حقيقي أو أنه وجه يُعبر به عن الذات يُعبر به عن الذات وليس لله وجه بل له ذات أو أنه يعبر عن شيء يراد به وجهه وليس هو الوجه الحقيقي أو أنه يعبر به عن الجهة أو أنه يعبر به عن الثواب ؟ نعم خلاف خلاف
ولكن هدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فقالوا إن وجه الله وجه حق لأن الله تعالى قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال ولما أراد غير ذاته قال تبارك اسم ربك ذي الجلال شوف ذي صفة لرب ما هي لاسم لكن يبقى وجه ربك ذو صفة لايش لوجه فإذن الوجه هو الموصوف بالجلال والإكرام وإذا كان الوجه موصوفا بالجلال والإكرام فإنه لا يمكن أن يراد به ثواب ولا يمكن أن يراد به جهة ولا يمكن أن يراد به ذات لأن وجه ربك غير ذات ربك إذ أن الذات هي الرب والوجه شيء زائد شيء زائد فهو من صفات الله عز وجل الثابتة له على وجه الحقيقة ، وجه حقيقي
وأما أهل التأويل فقالوا إن الله ليس له وجه والعياذ بالله وقالوا إن الوجه عبارة عن الذات أو الجهة أو الثواب أما الوجه حقيقة لا ، لماذا يا ناس ؟ قالوا لأنك لو أثبت لله وجه حقيقة لزم أن يكون جسما والأجسام متماثلة ويلزم من ذلك إثبات المثل لله عز وجل إثبات المثل لله وهذا تكذيب لقول الله تعالى ليس كمثله شيء عرفتم كيف ؟ ما عرفتم ؟
الطالب : نعم نعم
الشيخ : طيب قالوا لا يراد به الوجه الحقيقي ، لماذا يا جماعة ؟ قالوا لو أثبت وجها حقيقيا لزم أن يكون الله جسما هذا واحد ، ثانيا والأجسام متماثلة ، النتيجة : فيلزم أن يكون الله مماثلا للخلق مماثلا للخلق، طيب وإذا لزم أن يكون مماثلا للخلق صار ذلك تكذيبا لقول الله تعالى ليس كمثله شيء وأنتم يا أهل السنة تقولون إن الممثل كافر ، الذي يعتقد أن لله مثيلا فيما يختص به الرب فهو كافر لأنه مكذب للقرآن ، واضحة الآن ؟
طيب نشوف ، نقول لهم إذا قلتم إذا ثبت أن لله وجها حقيقيا لزم أن يكون جسما فما تعنون بالجسم الذي فررتم منه أتعنون بالجسم الشيء المركب من عظام وأعصاب ولحم ودم بحيث يفتقر كل جزء منه إلى الآخر ؟ إن أردتم ذلك نعم فإننا نوافقكم على أن الله ليس على هذا الوجه ، ولا يمكن أن يكون الله تعالى على هذا الوجه ، وإن أردتم بالجسم الذات الحقيقية الثابتة المتصفة بما يجب لها من صفات الكمال فهل في هذا محذور ؟! ما في هذا محذور نعم ، ما فيه أي محذور
والله تعالى وصف نفسه بأنه أحد صمد قال ابن عباس : " الصمد الذي ليس له جوف لا جوف له "، فالله عز وجل صمد له ذات لكن لا تشبه الذوات
طيب ثم نقول وقولكم إن الأجسام متماثلة قضية من أكذب القضايا نعم، فإننا نسألك أيها الرجل هل جسمك كجسم الدب ، ماذا يقول ؟ لا ، هل جسمك كجسم الذرة ؟ لا إذن كيف تقول الأجسام متماثلة ، الأجسام فيها تباين عظيم في الحجم والرقة واللين وغير ذلك نعم، هاه ؟ والتركيب وكل شيء يعني الأجسام غير متماثلة ولا أحد يشك في ذلك ، طيب إذن بطل أن تكون الأجسام متماثلة ، إذا بطلت حجتهم بطلت نتيجتهم أن يكون ذلك مستلزما لأن يكون الله عز وجل مماثلا للخلق إذا قلنا بأن له وجها حقيقيا ، ونحن الآن نشاهد من المخلوقات ما له وجوه وتتفق في الوجوه والا لأ ؟ ما تتفق ؟
الطالب : لا
الشيخ : ولا البشر يتفقون ، حتى البشر ما يتفقون في الوجوه صح والا لأ ؟ ولذلك يقولون يزعمون ما أدري هو صحيح والا لأ ، ما من إنسان في الدنيا إلا وله أربعون شبيها ما عاد أدري هذه صحيحة والا لأ؟ ولكن ما هو صحيحة الظاهر ، ما من إنسان في الدنيا والله أعلم يشابه الآخر ، سبحان الله العظيم على كثرة الخلق ما تجد أحد يشابه الآخر
الطالب : إلا التوأم
الشيخ : ولا التوأمين أبدا
الطالب : ... انقسمت البويضة ...
الشيخ : شوفوا بارك الله فيكم نحن شاهدنا أناس توائم توائم لا بد من فارق
الطالب : من بويضتين مختلفتين
الشيخ : ما نعرف عاد من بويضتين المهم أنه ما هو لازم
الطالب : أنا أعرف اثنين أبد ما تعرف واحد من الثاني
الشيخ : شوف بارك الله فيك الآن أنا ما أعرفكم كلكم على سبيل التفصيل لكن بعضكم يكلمني اليوم ثم يجي واحد مثله من بكرة أحسبه هو ، يعني الفرق دقيق ، لازم من فرق من كل وجه
الطالب : لو تشوفهم عند بعضهم ما تعرفهم
الشيخ : ما يخالف جبهم لنا نشوف ، طيب دقيقة الآن نقول الأجسام غير متماثلة الوجوه غير متماثلة ماهي متماثلة، يقولون حتى العروق التي في اليد والرجل مختلفة عروق كل يد غير عروق اليد الثانية وعروق كل رجل غير عروق الرجل الثانية هاه نعم ؟ والبصمات أيضا
على كل حال إن دعوى أن الأجسام متماثلة هذه دعوى باطلة وبهذا يجب علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل له وجه حقيقي موصوف بالجلال والإكرام لا يشبه أوجه أو بالأصح لا يماثل أوجه المخلوقين ، ولاحظوا يا إخواني أن التعبير بنفي المماثلة أدق وأسد من التعبير بنفي المشابهة لماذا ؟ لأن هذا هو الذي جاء به القرآن ولأنه ما من شيئين موجودين إلا ويشتبهان من وجه ويفترقان من وجه والا لأ ؟
طيب إذن نأخذ بما عبر الله به عن نفسه ليس كمثله شيء ، ليس كمثله شيء
بقي أن يقال ماذا تقولون في قوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت من حديث أبي هريرة وغيره إن الله خلق آدم على صورته وأنتم تقولون إن الله تعالى له وجه لا يماثل أوجه المخلوقين خلق آدم على صورته ؟ نقول هذا لا يمكن أن يراد به ظاهره بإجماع المسلمين وإجماع العقلاء نعم لأن الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض والكرسي موضع القدمين والسماوات كلها والأرضون كلها بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فما ظنك برب العالمين نعم ، لا أحد يحيط به وصفا ولا تخيلا هل يمكن من هذا وصفه أن يكون على صورة آدم ستون ذراعا مثلا والا لأ ؟ لا يمكن أبدا ، لا يمكن ، فاحتمال أن يراد بذلك التمثيل احتمال باطل لا يمكن أبدا ، وإنما المعنى أن الله تعالى خلق آدم على صورة اختارها صورة الوجه الذي لا ينبغي أن يقبح أو أن يضرب - ترى باقي شوية عبد الوهاب انتظر شوي - نعم لماذا ؟ لأنه لما أضافه إلى نفسه اقتضى من الإكرام والتخصيص ما لا ينبغي أن يقبح أو أن يضرب ، هذا وجه وهذا الوجه سليم وماشٍ على القواعد اللغوية لأن الإضافة تكون لأدنى ملابسة ولأن الله تعالى أضاف إلى نفسه بيتا وناقة وروحا
ويمكن أن يقال إن مجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة أيش الدليل ؟ الدليل ما ثبت به الحديث الصحيح أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أضوأ كوكب في السماء هل يلزم من هذا أن يكونوا على نفس القمر والا لأ ؟ لا معلوم لأن القمر أكبر ...، أهل الجنة يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعا وعرضهم كما جاء في بعض الأحاديث سبعة أذرع هل يمكن أن يكون وجوههم مثل القمر مماثلة للقمر ليلة البدر ؟ القمر كبير والا لأ ؟ كبير جدا كيف ما يمكن يكون مماثلا له ، فهذا وجه آخر في تخريج الحديث ، على أن بعض أهل العلم أوله بتأويل آخر قال على صورته أي على صورة آدم أي أن الله خلق آدم من أول أمره على هذه الصورة وليس كبنيه يتدرج في الإنشاء ، الإنسان بنو آدم يتدرجون في الإنشاء أو لأ ؟ نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقا آخر ، كذا ؟ لكن آدم خلق هكذا من أوله فالمعنى على صورته التي هو عليها من أول ما نشأ من أول ما خلق
لكن الإمام أحمد أنكر هذا التأويل أن يجعل الضمير عائدا على آدم وقال إن هذا تأويل الجهمية وليس بصحيح نعم، لأنه يفقد الحديث معناه يفقد معناه، ثم إنه يعارضه اللفظ الآخر المفسر للضمير ، ما هو ؟ على صورة الرحمن هذا اللفظ الاسم الظاهر مفسر للضمير ، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر بعضه بعضا ، ولولا هذا التفسير تفسير المضمر بهذا الاسم الظاهر لكان قد يقال إن له وجها ، قد يقال إن له وجها ، ... يا عبد الوهاب ؟ ..
أننا نقول إن وجه الله عز وجل حقيقي ولا يماثل أوجه المخلوقين ولا يرد علينا قوله خلق آدم على صورته لما علمتم من تخريجها تمام ؟ طيب ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الباب
.. ضعفه بعض أهل العلم وقال إنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه على تقدير صحته يدل على أنه من الأدب أن لا تسأل بوجه الله إلا ما كان من أمر الآخرة الفوز بالجنة أو النجاة من النار ، يقول المؤلف فيه مسألتان
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : بعدُ
الطالب : ...
الشيخ : أي صح ، وهذا مفرغ ، " وإن يفرغ سابق ... بعد يكن كما ... عدن " ، عرفتم ؟ طيب وإذن إلا الجنةَ ما يصح ما يستقيم لأن يسأل فعل مضارع مبني للمجهول وش يتطلب ؟ يتطلب ... نعم ، لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة
السائل : ما يصير ...
الشيخ : لا لا ، نعم لا يسأل بوجه الله هل المراد لا يسأل الله بوجهه إلا الجنة أو لا يُسأل أحد لا يُسأل أحد بالله إلا الجنة ؟ يعني المعنى الآن فهمتم ؟ هل المعنى لا تسألوا الله بوجهه إلا الجنة فإذا قلت اللهم ارزقني سيارة ما تقول أسألك بوجهك أن ترزقني سيارة لأنها ما هي جنة ، أو أن المعنى لا تسألوا أحدا بالله بوجهه لأن المؤلف أعقبه بباب من سألكم بالله فأعطوه لا يرد من سأل بالله ؟ هذه اختلف أهل العلم في شرح هذا الحديث فقال بعضهم لا تسألوا أحدا من المخلوقين بوجه الله ومعلوم أنك إذا قلت إلا الجنة معناه لا تسأل بوجه الله مطلقا لأنه لا أحد يقدر أن يُسأل الجنة ، أنتم فاهمين هذه ؟ يعني إذا أردت أن تسأل أحدا بالله لا تسأل بوجهه لا تقل أسألك بوجه الله كذا وكذا ، تقول أسألك بالله لا بأس لكن أسألك بوجه الله لا ، لأنه ما يسأل بوجه الله إلا الجنة والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة فإذن لا يسألون بوجه الله مطلقا ، ويؤيد ويظهر أن المؤلف رحمه الله يرى هذا الرأي في شرح الحديث لانه اقره بقوله لأنه أعقبه قوله باب لا يرد من سأل بالله ، وقيل بل المعنى لا يُسأل الله بوجهه إلا الجنة فإذا سألت الله شيئا فإن كان الجنة وما يستلزم دخول الجنة فاسأل بوجه الله وإلا فلا ، فعلى هذا إذا سألت الله شيئا من الدنيا ما تسأله بوجهه لا تقول أسألك بوجهك كذا وكذا من أمور الدنيا لكن من أمور الآخرة تسأله مثلا تقول أسألك بوجهك أن تنجيني من النار نعم ، والنبي عليه الصلاة والسلام استعاذ بوجه الله لما نزلت قوله تعالى قل هو قادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذه أهون هذه أهون ، حط بالك إذن لو قال قائل بأنه يعم المعنيين جميعا لكان له وجه ، وقوله بوجه الله فيه إثبات الوجه لله عز وجل وهو ثابت بالقرآن وبالسنة وإجماع السلف ، في القرآن مثل كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال تعالى كل شيء هالك إلا وجهه وقال والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم والآيات في هذا كثيرة ، والأحاديث أيضا كثيرة في هذا
ومنه ما أشرنا إليه قبل قليل أعوذ بوجهك فما هذا الوجه الذي أضافه الله إلى نفسه هل هو وجه حقيقي أو أنه وجه يُعبر به عن الذات يُعبر به عن الذات وليس لله وجه بل له ذات أو أنه يعبر عن شيء يراد به وجهه وليس هو الوجه الحقيقي أو أنه يعبر به عن الجهة أو أنه يعبر به عن الثواب ؟ نعم خلاف خلاف
ولكن هدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فقالوا إن وجه الله وجه حق لأن الله تعالى قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال ولما أراد غير ذاته قال تبارك اسم ربك ذي الجلال شوف ذي صفة لرب ما هي لاسم لكن يبقى وجه ربك ذو صفة لايش لوجه فإذن الوجه هو الموصوف بالجلال والإكرام وإذا كان الوجه موصوفا بالجلال والإكرام فإنه لا يمكن أن يراد به ثواب ولا يمكن أن يراد به جهة ولا يمكن أن يراد به ذات لأن وجه ربك غير ذات ربك إذ أن الذات هي الرب والوجه شيء زائد شيء زائد فهو من صفات الله عز وجل الثابتة له على وجه الحقيقة ، وجه حقيقي
وأما أهل التأويل فقالوا إن الله ليس له وجه والعياذ بالله وقالوا إن الوجه عبارة عن الذات أو الجهة أو الثواب أما الوجه حقيقة لا ، لماذا يا ناس ؟ قالوا لأنك لو أثبت لله وجه حقيقة لزم أن يكون جسما والأجسام متماثلة ويلزم من ذلك إثبات المثل لله عز وجل إثبات المثل لله وهذا تكذيب لقول الله تعالى ليس كمثله شيء عرفتم كيف ؟ ما عرفتم ؟
الطالب : نعم نعم
الشيخ : طيب قالوا لا يراد به الوجه الحقيقي ، لماذا يا جماعة ؟ قالوا لو أثبت وجها حقيقيا لزم أن يكون الله جسما هذا واحد ، ثانيا والأجسام متماثلة ، النتيجة : فيلزم أن يكون الله مماثلا للخلق مماثلا للخلق، طيب وإذا لزم أن يكون مماثلا للخلق صار ذلك تكذيبا لقول الله تعالى ليس كمثله شيء وأنتم يا أهل السنة تقولون إن الممثل كافر ، الذي يعتقد أن لله مثيلا فيما يختص به الرب فهو كافر لأنه مكذب للقرآن ، واضحة الآن ؟
طيب نشوف ، نقول لهم إذا قلتم إذا ثبت أن لله وجها حقيقيا لزم أن يكون جسما فما تعنون بالجسم الذي فررتم منه أتعنون بالجسم الشيء المركب من عظام وأعصاب ولحم ودم بحيث يفتقر كل جزء منه إلى الآخر ؟ إن أردتم ذلك نعم فإننا نوافقكم على أن الله ليس على هذا الوجه ، ولا يمكن أن يكون الله تعالى على هذا الوجه ، وإن أردتم بالجسم الذات الحقيقية الثابتة المتصفة بما يجب لها من صفات الكمال فهل في هذا محذور ؟! ما في هذا محذور نعم ، ما فيه أي محذور
والله تعالى وصف نفسه بأنه أحد صمد قال ابن عباس : " الصمد الذي ليس له جوف لا جوف له "، فالله عز وجل صمد له ذات لكن لا تشبه الذوات
طيب ثم نقول وقولكم إن الأجسام متماثلة قضية من أكذب القضايا نعم، فإننا نسألك أيها الرجل هل جسمك كجسم الدب ، ماذا يقول ؟ لا ، هل جسمك كجسم الذرة ؟ لا إذن كيف تقول الأجسام متماثلة ، الأجسام فيها تباين عظيم في الحجم والرقة واللين وغير ذلك نعم، هاه ؟ والتركيب وكل شيء يعني الأجسام غير متماثلة ولا أحد يشك في ذلك ، طيب إذن بطل أن تكون الأجسام متماثلة ، إذا بطلت حجتهم بطلت نتيجتهم أن يكون ذلك مستلزما لأن يكون الله عز وجل مماثلا للخلق إذا قلنا بأن له وجها حقيقيا ، ونحن الآن نشاهد من المخلوقات ما له وجوه وتتفق في الوجوه والا لأ ؟ ما تتفق ؟
الطالب : لا
الشيخ : ولا البشر يتفقون ، حتى البشر ما يتفقون في الوجوه صح والا لأ ؟ ولذلك يقولون يزعمون ما أدري هو صحيح والا لأ ، ما من إنسان في الدنيا إلا وله أربعون شبيها ما عاد أدري هذه صحيحة والا لأ؟ ولكن ما هو صحيحة الظاهر ، ما من إنسان في الدنيا والله أعلم يشابه الآخر ، سبحان الله العظيم على كثرة الخلق ما تجد أحد يشابه الآخر
الطالب : إلا التوأم
الشيخ : ولا التوأمين أبدا
الطالب : ... انقسمت البويضة ...
الشيخ : شوفوا بارك الله فيكم نحن شاهدنا أناس توائم توائم لا بد من فارق
الطالب : من بويضتين مختلفتين
الشيخ : ما نعرف عاد من بويضتين المهم أنه ما هو لازم
الطالب : أنا أعرف اثنين أبد ما تعرف واحد من الثاني
الشيخ : شوف بارك الله فيك الآن أنا ما أعرفكم كلكم على سبيل التفصيل لكن بعضكم يكلمني اليوم ثم يجي واحد مثله من بكرة أحسبه هو ، يعني الفرق دقيق ، لازم من فرق من كل وجه
الطالب : لو تشوفهم عند بعضهم ما تعرفهم
الشيخ : ما يخالف جبهم لنا نشوف ، طيب دقيقة الآن نقول الأجسام غير متماثلة الوجوه غير متماثلة ماهي متماثلة، يقولون حتى العروق التي في اليد والرجل مختلفة عروق كل يد غير عروق اليد الثانية وعروق كل رجل غير عروق الرجل الثانية هاه نعم ؟ والبصمات أيضا
على كل حال إن دعوى أن الأجسام متماثلة هذه دعوى باطلة وبهذا يجب علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل له وجه حقيقي موصوف بالجلال والإكرام لا يشبه أوجه أو بالأصح لا يماثل أوجه المخلوقين ، ولاحظوا يا إخواني أن التعبير بنفي المماثلة أدق وأسد من التعبير بنفي المشابهة لماذا ؟ لأن هذا هو الذي جاء به القرآن ولأنه ما من شيئين موجودين إلا ويشتبهان من وجه ويفترقان من وجه والا لأ ؟
طيب إذن نأخذ بما عبر الله به عن نفسه ليس كمثله شيء ، ليس كمثله شيء
بقي أن يقال ماذا تقولون في قوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت من حديث أبي هريرة وغيره إن الله خلق آدم على صورته وأنتم تقولون إن الله تعالى له وجه لا يماثل أوجه المخلوقين خلق آدم على صورته ؟ نقول هذا لا يمكن أن يراد به ظاهره بإجماع المسلمين وإجماع العقلاء نعم لأن الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض والكرسي موضع القدمين والسماوات كلها والأرضون كلها بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فما ظنك برب العالمين نعم ، لا أحد يحيط به وصفا ولا تخيلا هل يمكن من هذا وصفه أن يكون على صورة آدم ستون ذراعا مثلا والا لأ ؟ لا يمكن أبدا ، لا يمكن ، فاحتمال أن يراد بذلك التمثيل احتمال باطل لا يمكن أبدا ، وإنما المعنى أن الله تعالى خلق آدم على صورة اختارها صورة الوجه الذي لا ينبغي أن يقبح أو أن يضرب - ترى باقي شوية عبد الوهاب انتظر شوي - نعم لماذا ؟ لأنه لما أضافه إلى نفسه اقتضى من الإكرام والتخصيص ما لا ينبغي أن يقبح أو أن يضرب ، هذا وجه وهذا الوجه سليم وماشٍ على القواعد اللغوية لأن الإضافة تكون لأدنى ملابسة ولأن الله تعالى أضاف إلى نفسه بيتا وناقة وروحا
ويمكن أن يقال إن مجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة أيش الدليل ؟ الدليل ما ثبت به الحديث الصحيح أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أضوأ كوكب في السماء هل يلزم من هذا أن يكونوا على نفس القمر والا لأ ؟ لا معلوم لأن القمر أكبر ...، أهل الجنة يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعا وعرضهم كما جاء في بعض الأحاديث سبعة أذرع هل يمكن أن يكون وجوههم مثل القمر مماثلة للقمر ليلة البدر ؟ القمر كبير والا لأ ؟ كبير جدا كيف ما يمكن يكون مماثلا له ، فهذا وجه آخر في تخريج الحديث ، على أن بعض أهل العلم أوله بتأويل آخر قال على صورته أي على صورة آدم أي أن الله خلق آدم من أول أمره على هذه الصورة وليس كبنيه يتدرج في الإنشاء ، الإنسان بنو آدم يتدرجون في الإنشاء أو لأ ؟ نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقا آخر ، كذا ؟ لكن آدم خلق هكذا من أوله فالمعنى على صورته التي هو عليها من أول ما نشأ من أول ما خلق
لكن الإمام أحمد أنكر هذا التأويل أن يجعل الضمير عائدا على آدم وقال إن هذا تأويل الجهمية وليس بصحيح نعم، لأنه يفقد الحديث معناه يفقد معناه، ثم إنه يعارضه اللفظ الآخر المفسر للضمير ، ما هو ؟ على صورة الرحمن هذا اللفظ الاسم الظاهر مفسر للضمير ، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر بعضه بعضا ، ولولا هذا التفسير تفسير المضمر بهذا الاسم الظاهر لكان قد يقال إن له وجها ، قد يقال إن له وجها ، ... يا عبد الوهاب ؟ ..
أننا نقول إن وجه الله عز وجل حقيقي ولا يماثل أوجه المخلوقين ولا يرد علينا قوله خلق آدم على صورته لما علمتم من تخريجها تمام ؟ طيب ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الباب
.. ضعفه بعض أهل العلم وقال إنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه على تقدير صحته يدل على أنه من الأدب أن لا تسأل بوجه الله إلا ما كان من أمر الآخرة الفوز بالجنة أو النجاة من النار ، يقول المؤلف فيه مسألتان
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن... - ابن عثيمين
- هل يجوز السؤال بوجه الله لغير الجنة وما مدى... - ابن عثيمين
- ما معنى حديث: "اللهم إني أسألك بوجهك.."؟ - ابن باز
- من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله م... - ابن عثيمين
- ما حكم السؤال بوجه الله تعالى؟ - ابن باز
- الكلام على صفة الوجه لله. - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف وقوله :( كل شيء هالك إلا وجهه ) - ابن عثيمين
- هل يصح قول العامة أسألك بوجه الله....؟. - ابن عثيمين
- معنى قول عليك وجه الله - اللجنة الدائمة
- باب كراهة أن يسأل الإنسان بوجه الله عز وجل غ... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : باب لا يسأل بوجه الله إلا ا... - ابن عثيمين