تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف وقوله : ( وكلم الله موسى تكلي... - ابن عثيمينالشيخ :  كلم الله موسى تكليماً   الله  فاعل فالكلام واقع منه و  تكليماً  مصدر مؤكِّد والمصدر المؤكِّد قال العلماء إنه ينفي احتمال المجاز ينفي الطالب : ا...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف وقوله : ( وكلم الله موسى تكليما )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : كلم الله موسى تكليماً الله فاعل فالكلام واقع منه و تكليماً مصدر مؤكِّد والمصدر المؤكِّد قال العلماء إنه ينفي احتمال المجاز ينفي
الطالب : احتمال المجاز

الشيخ : احتمال المجاز أرأيت لو قلت جاء زيد ماذا تفهم؟ أفهم أنه جاء هو نفسُه ويحتمل أن يكون المعنى جاء خبر زيد، في احتمال وإن كان خلاف الظاهر لكن إذا أكدت فقلت جاء زيد نفسُه أو جاء زيد زيد، أكدت انتفى احتمال المجاز ، كلم الله موسى تكليماً لما قال تكليماً أكد الفعل فدل ذلك على أنه كلام حقيقي، لأن المصدر ينفي احتمال المجاز طيب كلام الله عز وجل لموسى كلام حقيقي سمعه ولا ما سمعه ؟
الطالب : سمعه

الشيخ : سمعه ، سمعه ولهذا جرت بينهما محاورة كما في سورة طه وغيرها فسمعه وحينئذٍ نقول إن كلام الله بحرف
الطالب : وصوت

الشيخ : وصوت طيب، أهل التعطيل وهنا يحسن أن نتكلم على مذهبهم
خالف أهل السنة في الكلام لله الذي وصفناه آنفا خالفهم طوائف بلغت أقوالهم إلى سبعة أقوال أو ثمانية نذكر منها قولين لشهرتهما وهما قول المعتزلة وقول الأشاعرة، المعتزلة يقولون إن الله يتكلم بحرف وصوت مسموع لكن كلامه يا جمال مخلوق كسائر المخلوقات فيُقال تكلم مثل خلق كلامُه حرف وصوت مسموع متعلق بمشيئته لكنه بائن منه ليس من صفاته بل مخلوق من جملة المخلوقات فتكليم الله لموسى ليس معناه أن الكلام خرج من الله لكن الكلام خُلق في الشجرة خُلق في جانب الطور خُلق في الهواء فسمعه موسى وليس الكلام صفةً من صفاته وحينئذٍ عطلوا الله عز وجل من صفات الكمال لأن الكلام كمال وهم يقولون الكلام مستحيل على الله مستحيل فعطلوا الله من هذه الصفة الكاملة بمجرد عقولهم الفاسدة لكنهم يقولون بحرف يوافقون أهل السنة
الطالب : نعم

الشيخ : وصوت
الطالب : نعم

الشيخ : متعلق بمشيئته
الطالب : نعم

الشيخ : صح
الطالب : نعم

الشيخ : طيب يخالفونهم في أنه ليس صفة من صفات الله بل مخلوق وأهل السنة والجماعة يقولون صفة غير مخلوق
أما الأشاعرة فيقولون إن كلام الله عز وجل ليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بمشيئته بل هو معنى قائم بنفسه لازم له كلزوم الحياة والعلم هؤلاء الأشاعرة يقولون أن الله تعالى لا يتكلم بحرف ولا صوت ولا يتعلق الكلام بمشيئته بل هو من صفاته اللازمة له كلزوم الحياة والعلم ،كما أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالحياة ولا نقول إنها تتعلق بمشيئته موصوف بالعلم ولا نقول إنه يتعلق بمشيئته لأن هذا من الصفات اللازمة هم يقولون الكلام كذلك من صفات الله اللازمة طيب كيف يكون من صفاته اللازمة وهو يسمع أحياناً وأحياناً لا يُسمع ؟ قالوا الذي يسمع أصوات يخلقها الله والحروف يخلقها الله لتُعبر عما في نفسه لتُعبر عما في نفسه ، أما أنها هي كلامه لا ما هي كلامه أعرفتم؟ طيب.
هؤلاء خالفوا أهل السنة في عدة أوجه:
أولا : قالوا إن الكلام معنى لا بحرف ولا بصوت
ثانيا : قالوا إنه لازم لحياته لا يتعلق بمشيئته بل هو لازم له كلزوم الحياة والعلم لا يتعلق بمشيئته ليس إذا شاء تكلم وإذا شاء لم يتكلم بل الكلام لازم عرفتم ؟
ثالثا : أن ما يُسمع مخلوق ، مخلوق من المخلوقات أهل السنة والجماعة يقولون ما يُسمع هو صفة الكلام طيب الذي في المصاحف يقرأه الناس الآن هل هو كلام الله عندهم
الطالب : لا

الشيخ : لا هذا عبارة عن كلام الله خلقه الله ليُعبر عما في نفسه المعتزلة يقولون الذي نقرأه في القرآن كلام الله شف الفرق هؤلاء جعلوه عبارة عن الكلام وهؤلاء قالوا هو هو الكلام فصار موافقة المعتزلة لأهل السنة أكثر من موافقة الأشاعرة لأهل السنة قال بعض المحققين منهم الواقع أنه لا فرق بيننا ولا بين المعتزلة لأننا اتفقنا جميعاً على أن الموجود
الطالب : مخلوق

الشيخ : بيننا من كلام الله مخلوق لكن المعتزلة يقولون هو كلام الله ونحن نقول عبارة عن كلام الله طيب ما الذي أوجب للمعتزلة أن يقولوا إن الكلام مخلوق لأنهم لا يؤمنون بصفات الله ،يُثبتون أيش؟ الأسماء دون الصفات فإذا لم يكن له صفة لا سمع ولا بصر ولا كلام ولا غيره صار هذا الذي يسمع أيش؟ قولوا يا إخوان
الطالب : ليس صفة

الشيخ : ليس صفة ليس صفة، فيبقى مخلوقاً من المخلوقات ، الأشاعرة الذي أوجب لهم أن يقولوا إن الكلام لا يتعلق بالمشيئة، لأنهم ينكرون قيام الأفعال الاختيارية بالله نقول لو قلنا إنه يتكلم بمشيئته لزم حلول الحوادث به وما تحل به الحوادث فهو حادث ، إذن الكلام لا يتعلق بمشيئته بل هو صفة لازمة له حقيقة الأمر عند الأشاعرة أن كلام الله ليس كلام الله بل هو علم الله لأنه يقول هو ما في نفسه هو ما في نفسه واضح يا جماعة؟ طيب القول السليم ولله الحمد هو ما عليه أهل السنة والجماعة أن الكلام صفة من صفاته ليس شيئاً بائناً منه مخلوقاً وأن كلامه متعلق بمشيئته يتكلم متى شاء وش بعد ؟
الطالب : بما شاء

الشيخ : بما شاء
الطالب : كيف شاء

الشيخ : كيف شاء ها
الطالب : بحرف وصوت

الشيخ : بحرف وصوت لا يُشبه أصوات المخلوقين هذا هو الحق وهو الواضح ولا أحد يفهم من النصوص إلا هذا إلا من فسدت فطرته والعياذ بالله طيب قلنا يتكلم بما شاء بما شاء وقلنا أن المراد بما شاء أي بأي موضوع أو بأي معنى شاءه يتكلم به ألا يمكن أن نقول ويتكلم أيضاً بأي لغة شاء ونجعل بما شاء من حيث اللغة ومن حيث موضوع الكلام
الطالب : نعم

الشيخ : يصلح ولا ما يصلح
الطالب : يصلح

الشيخ : نعم يصلح يصلح أن يتكلم بأي لغة شاء عز وجل طيب لأنه يخاطب عيسى بأي لغة
الطالب : بلغته

الشيخ : بلغته السريانية وموسى كذلك بلغته العبرية ومحمد عليه الصلاة والسلام
الطالب : بالعربية

الشيخ : بلغته العربية طيب نمشي مع هذا المعتزلة على أي شيء أو بأي شيء يردون الآية وكلم الله موسى تكليماً يقولون إن الكلم في اللغة العربية بمعنى الجرح كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وجَرحه يثعُب دما والكلم بمعنى الجرح ومعنى كلّم
الطالب : جرح

الشيخ : جرّح جرح موسى كيف جرح موسى أعوذ بالله ، نعم يعني موسى ألذ ما يكون عند تلك الساعة التي كان الله يناجيه فيها وهم يقولون جرَّحه قال ما..

Webiste