شرح قول المصنف :بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا لا إلى من قاله مبلغا مؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ( 4 ) ولا المعاني دون الحروف
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة ".
صحيح، يعني : مهما كتبه الناس في المصاحف أو حفظوه في صدورهم وقرؤوه بألسنتهم، فإنه لا يخرج عن كونه كلام الله. التعليل؟ قال : " فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغا مؤديا ".
هذا تعليل واضح، الكلام يضاف حقيقة ها؟ ها؟ إلى من قاله مبتدئاً، أما إضافته إلى من قاله مبلغاً مؤدياً، فعلى سبيل التوسع ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، نحن الآن لو لو قرأنا :
" حُكم المحبةِ ثابتُ الأركــان *** ما للصدودِ بفسخِ ذاك يدانِ ".
فنحن الآن ينسب هذا البيت إلينا ولا ينسب إلى ابن القيم؟
الطالب : إلى ابن القيم.
الشيخ : طيب، ينسب إلى ابن القيم.
ولو قلت :
" كلامُنـا لفظٌ مفيدٌ كاستـقـِم *** وأسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ الكلم "
ينسب إلى ايه؟
الطالب : لابن مالك.
الشيخ : إلى ابن مالك.
ولو قلت :
" قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل "
لامرئ بن القيس. نعم.
إذن الكلام يضاف حقيقة إلى من ؟ إلى القائل الأول، إلى من قاله مبتدئا.
فأما إضافته إلى المبلغ فسبق أنها من باب التوسع في الكلام. وقد نسب الله القرآن إلى الرسول البشري وإلى الرسول الملكي ولم يخرج عن كونه كلام الله، طيب.
ثم قال : " وهو - أي القرآن - كلام الله حروفه ومعانيه " هذا مذهب من؟ أهل السنة والجماعة.
قالوا : إن الله تعالى تكلم بالقرآن بحروفه، أما معناه فواضح. نعم.
" إن البيان لفي اللسان وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا ".
االطالب : إن الكلام.
الشيخ : إيه هو يروى إن الكلام، لكن ابن القيم في الصواعق المرسلة قال الصواب: " إن البيان "، إن البيان لفي اللسان، لفي الفؤاد، وإنما جعل إلى آخره، والمعروف الي ينقل إن الكلام.
لكن الآن نقول: كلام الله الحروف والمعاني.
ليس كلامُ الله الحروفَ دونَ المعاني، ولا المعاني دون الحروف.
من القائل : بأن الحروف دون المعاني؟
المعتزلة والجهمية، لأنهم يقولون : إن الكلام ليس معنىَ يقوم بذات الله، بل هو شيء من مخلوقاته، كالسماء والأرض والناقة والبيت وما أشبه ذلك! فليس معنى قائماً في نفسه، فكلام الله حروف خلقها الله عز وجل، وسماها كلاماً له، كما خلق الناقة وسماها ناقة الله، وكما خلق البيت وسماه بيت الله، واضح؟
ولهذا الكلام عند الجهمية والمعتزلة هو ايش؟ الحروف دون المعاني، لأن كلام الله عندهم عبارة عن حروف وأصوات خلقها الله عز وجل ونسبها إليه تشريفاً وتعظيماً، أفهمتم الآن؟ طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... المعاني.
الشيخ : هي المعاني الله ما أضمرها في نفسه، ليست في نفسه.،خلق أصواتا تدل على معانيها، لكن معانيها مخلوقة كألفاظها، كما خلق نور الشمس دالا على الشمس عندما يأتي الصباح وتقبل الشمس نجد أنوارها، فالأنوار مخلوقة والشمس مخلوقة، طيب، ما جاء وقت السؤال بارك الله فيك؟
الطالب : ما هو بواضح.
الشيخ : ايش؟
الطالب : نحن قلنا إن القران كلام الله.
الشيخ : نعم.
الطالب : والآن أدخلنا كلمة مخلوق ...
الشيخ : نحكي مذهب المعتزلة والجهمية، يقولون : إن القرآن كلام الله وهو مخلوق، وإضافته إلى الله كإضافه الناقة إليه وإضافة البيت، أي نعم، واضح؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : أي طيب.
يقول : " ولا المعاني دُونَ الحُروفِ "، من الذين قالوا إنه المعاني دون الحروف؟
الكلابية والأشعرية، قالوا : كلام الله هو المعاني دون الحروف. فالله تعالى أضمر في نفسه معنى ثم خلق أصواتاً وحروفاً تدل على هذا المعنى، إما عبارة أو حكاية، عرفتم؟ طيب.
ولكننا نقول : إن كلام الله الحروف والمعنى، وليس المعنى وحده، ولا الحروف وحدها.
ابن القيم رحمه الله ذكر : " أننا إذا أنكرنا أن الله يتكلم، فقد أبطلنا الشرع والقدر "، أبطلنا الشرع، وأبطلنا القدر.
الشرع، قال: " لأن الرسالات إنما جاءت بالوحي، والوحي كلام مبلغ إلى المرسل إليه، فإذا نفينا الكلام، انتفى الوحي، وإذا انتفى الوحي، انتفى الشرع ".
أما القدر فقال : " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ " هو عندهم لا قول، فيبطل أيضا القدر.
فالمسألة ما هي هينة، يعني: القول بأن كلام الله مخلوق ليس بالأمر الهين.
حتى هم أيضا يتناقضون، نقول : طيب مخلوق؟ بماذا خلق؟ إن قالوا: بقول كن، فقد أقروا بالكلام، إذن لا بد أن يقروا بالكلام على كل تقدير.
ثم قال: " فصل ".
إذا قال قائل : ما هو ما وجه كون الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق من الإيمان بالله وكتبه؟ نعم؟
الطالب : هو صفة من صفاته.
الشيخ : اه؟
الطالب : هو صفة من صفات الله.
الشيخ : كيف؟ لأن الكتب صفة من صفات الله، فكان داخلا في الإيمان بالله.
صحيح، يعني : مهما كتبه الناس في المصاحف أو حفظوه في صدورهم وقرؤوه بألسنتهم، فإنه لا يخرج عن كونه كلام الله. التعليل؟ قال : " فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغا مؤديا ".
هذا تعليل واضح، الكلام يضاف حقيقة ها؟ ها؟ إلى من قاله مبتدئاً، أما إضافته إلى من قاله مبلغاً مؤدياً، فعلى سبيل التوسع ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، نحن الآن لو لو قرأنا :
" حُكم المحبةِ ثابتُ الأركــان *** ما للصدودِ بفسخِ ذاك يدانِ ".
فنحن الآن ينسب هذا البيت إلينا ولا ينسب إلى ابن القيم؟
الطالب : إلى ابن القيم.
الشيخ : طيب، ينسب إلى ابن القيم.
ولو قلت :
" كلامُنـا لفظٌ مفيدٌ كاستـقـِم *** وأسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ الكلم "
ينسب إلى ايه؟
الطالب : لابن مالك.
الشيخ : إلى ابن مالك.
ولو قلت :
" قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل "
لامرئ بن القيس. نعم.
إذن الكلام يضاف حقيقة إلى من ؟ إلى القائل الأول، إلى من قاله مبتدئا.
فأما إضافته إلى المبلغ فسبق أنها من باب التوسع في الكلام. وقد نسب الله القرآن إلى الرسول البشري وإلى الرسول الملكي ولم يخرج عن كونه كلام الله، طيب.
ثم قال : " وهو - أي القرآن - كلام الله حروفه ومعانيه " هذا مذهب من؟ أهل السنة والجماعة.
قالوا : إن الله تعالى تكلم بالقرآن بحروفه، أما معناه فواضح. نعم.
" إن البيان لفي اللسان وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا ".
االطالب : إن الكلام.
الشيخ : إيه هو يروى إن الكلام، لكن ابن القيم في الصواعق المرسلة قال الصواب: " إن البيان "، إن البيان لفي اللسان، لفي الفؤاد، وإنما جعل إلى آخره، والمعروف الي ينقل إن الكلام.
لكن الآن نقول: كلام الله الحروف والمعاني.
ليس كلامُ الله الحروفَ دونَ المعاني، ولا المعاني دون الحروف.
من القائل : بأن الحروف دون المعاني؟
المعتزلة والجهمية، لأنهم يقولون : إن الكلام ليس معنىَ يقوم بذات الله، بل هو شيء من مخلوقاته، كالسماء والأرض والناقة والبيت وما أشبه ذلك! فليس معنى قائماً في نفسه، فكلام الله حروف خلقها الله عز وجل، وسماها كلاماً له، كما خلق الناقة وسماها ناقة الله، وكما خلق البيت وسماه بيت الله، واضح؟
ولهذا الكلام عند الجهمية والمعتزلة هو ايش؟ الحروف دون المعاني، لأن كلام الله عندهم عبارة عن حروف وأصوات خلقها الله عز وجل ونسبها إليه تشريفاً وتعظيماً، أفهمتم الآن؟ طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... المعاني.
الشيخ : هي المعاني الله ما أضمرها في نفسه، ليست في نفسه.،خلق أصواتا تدل على معانيها، لكن معانيها مخلوقة كألفاظها، كما خلق نور الشمس دالا على الشمس عندما يأتي الصباح وتقبل الشمس نجد أنوارها، فالأنوار مخلوقة والشمس مخلوقة، طيب، ما جاء وقت السؤال بارك الله فيك؟
الطالب : ما هو بواضح.
الشيخ : ايش؟
الطالب : نحن قلنا إن القران كلام الله.
الشيخ : نعم.
الطالب : والآن أدخلنا كلمة مخلوق ...
الشيخ : نحكي مذهب المعتزلة والجهمية، يقولون : إن القرآن كلام الله وهو مخلوق، وإضافته إلى الله كإضافه الناقة إليه وإضافة البيت، أي نعم، واضح؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : أي طيب.
يقول : " ولا المعاني دُونَ الحُروفِ "، من الذين قالوا إنه المعاني دون الحروف؟
الكلابية والأشعرية، قالوا : كلام الله هو المعاني دون الحروف. فالله تعالى أضمر في نفسه معنى ثم خلق أصواتاً وحروفاً تدل على هذا المعنى، إما عبارة أو حكاية، عرفتم؟ طيب.
ولكننا نقول : إن كلام الله الحروف والمعنى، وليس المعنى وحده، ولا الحروف وحدها.
ابن القيم رحمه الله ذكر : " أننا إذا أنكرنا أن الله يتكلم، فقد أبطلنا الشرع والقدر "، أبطلنا الشرع، وأبطلنا القدر.
الشرع، قال: " لأن الرسالات إنما جاءت بالوحي، والوحي كلام مبلغ إلى المرسل إليه، فإذا نفينا الكلام، انتفى الوحي، وإذا انتفى الوحي، انتفى الشرع ".
أما القدر فقال : " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ " هو عندهم لا قول، فيبطل أيضا القدر.
فالمسألة ما هي هينة، يعني: القول بأن كلام الله مخلوق ليس بالأمر الهين.
حتى هم أيضا يتناقضون، نقول : طيب مخلوق؟ بماذا خلق؟ إن قالوا: بقول كن، فقد أقروا بالكلام، إذن لا بد أن يقروا بالكلام على كل تقدير.
ثم قال: " فصل ".
إذا قال قائل : ما هو ما وجه كون الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق من الإيمان بالله وكتبه؟ نعم؟
الطالب : هو صفة من صفاته.
الشيخ : اه؟
الطالب : هو صفة من صفات الله.
الشيخ : كيف؟ لأن الكتب صفة من صفات الله، فكان داخلا في الإيمان بالله.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف: " 3 قول الأشعرية: وهو كقول ا... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" ح م " وهل لهذه الحروف معنى... - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( الم )) والكلام على الحروف ا... - ابن عثيمين
- التعليق على الأبيات السابقة، الرد على من قال... - ابن عثيمين
- تتمة الكلام عن القرآن وأنه كلام الله ليس بمخ... - ابن عثيمين
- هل حروف القرآن مجموعة في آيتين؟ - ابن باز
- كيف الجمع بين أن كلام الله لا يشبه كلام المخ... - ابن عثيمين
- ما صحة نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وقد... - الالباني
- تفسير قوله تعالى : (( الم )) وهل لهذه الحروف... - ابن عثيمين
- هل حروف القرآن غير مخلوقة، أم أنها حروف عربية؟ - ابن باز
- شرح قول المصنف :بل إذا قرأه الناس أو كتبوه ف... - ابن عثيمين