تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟... - ابن عثيمينالشيخ : سبق أن من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.ومنه فتنة القبر - يرحمك الله -.وسبق من يستثنى ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيقول المؤمن : ربي الله والإسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي . وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : سبق أن من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.
ومنه فتنة القبر - يرحمك الله -.
وسبق من يستثنى من هذه الفتنة.
والفتنة هي أن يسأل الإنسان عن ربه ودينه ونبيه، فيقال : من ربك؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟
وقد ألف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ألف رسالة صغيرة سماها الأصول الثلاثة، مبنية على هذه الأسئلة الثلاثة : من ربك؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟
وهنا المراد بقوله : من ربك؟ يعني من ربك الذي تعبده وتخصه بالعبادة، لأجل أن يتم، أو لأجل أن تنتظم هذه الكلمة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.
يقول : ما دينك؟ يعني: ما عملك الذي تدين به لله عز وجل، وتتقرب به إليه؟
والثالث : من نبيك؟ من نبيك؟
فالذي يعبد غير الله سيقول : ربي فلان.
والذي يدين بغير دين الإسلام يقول: ديني الشيوعية مثلا. والذي يتبع نبيا من الأنبياء على غير وجه الذي أمر به يقول : نبيي فلان.
وقد يقال : إن الكافر الذي يعلم كفره لا يسأل، وإنما يعذب بدون سؤال، وأما السؤال إما للمؤمن وإما للمنافق فقط، نعم كما سيأتي إن شاء الله في الجواب.
أما الكافر الكافر الذي كفره صريح فإن هذا لا يسأل، لأنه قد علمت حاله.
نعم، يقول : يقول من ربك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يثبت الله الذين آمنوا أي : يجعلهم ثابتين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة والقول الثابت : هو التوحيد، كما قال الله تعالى : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ .
وقوله : في الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وفي الْآخِرَةِ . هل هي متعلقة بالثابت ولا بيثبت؟ يحتمل أنها متعلقة ب يثبت ، يعني الله يثبت المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة.
ويحتمل أنها متعلقة بالثابت، فتكون وصفاً للقول، يعني: أن هذا القول ثابت في الدنيا وفي الآخرة.
ولكن المعنى الأول أحسن وأقرب، لأن الله يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ، وقال الله عز وجل : إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا .
فهم يثَّبتون في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت.
فيقول المؤمن: ربي الله، متى يقول : ربي الله؟ إذا قيل : من ربك؟ ويقول : والإسلام ديني، كذا عندكم؟ ولا وديني الإسلام؟
الطالب : والإسلام.

الشيخ : والإسلام ديني أو يقول : ديني الإسلام.
والثالث : ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، إذا قيل له من نبيك؟
وحينئذ يكون الجواب.

Webiste