شرح قول ابن مالك رحمه الله: تتمة ما سبق : ولاضطرار كبنات الأوبر *** كذا وطبت النفس يا قيس السري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : حتى نقول لك : أن تختار ما شئت مِن لغات العرب ، هي للضرورة ، " والضرورة تتقدر بقدرها " ، ولكن لو قال هذا الشاعر : أليسوا رجالاً ؟! سنقول له : بلى ، يقول : وأنا ؟
الطالب : رجل .
الشيخ : رجل ، فإذا كان شعرهم يضطرهم إلى مخالفة اللغة العربية عند الناس ، فكذلك أنا ، إن أراد أن يجادلنا قلنا : اصنع ما شئت ، طيب .
" كذا وطِبتُ النَّفسَ يا قيسُ السَّرِي " :
طبتُ النفس : طبتُ النفسَ يا قيس : يشير أيضًا إلى بيت ضرورة ، يقول فيه الشاعر :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
النفس : هنا تمييز محول عن الفاعل ، وأصله : وطابت نفسُك ، والتمييز عند جمهور النحويين لابد أن يكون نكرة ، ولا يجوز أن يكون معرفة ، فإذا أُورد عليهم هذا البيت ، قالوا : هذا ضرورة ، فهي زائدة ، لأنها دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، هذا وجه الزيادة ، دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، صناعةً أو لغة ؟
الطالب : صناعة .
الشيخ : صناعةً ، إلا إذا تأكدنا أنَّ التمييز لم يرد عن العرب معرّفاً فهي لغة ، لكن على كل حال جمهور النحويين يقولون : لا يجوز أن يكون التمييز معرفة ، فإذا جيء بهذا البيت نقول : إيش ؟
الطالب : ضرورة .
الشيخ : ضرورة ، " رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ " ، هل هذا ذم له أو مدح ؟
الطالب : ذم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ما أدري .
الشيخ : ما يدري .
الطالب : ذم ، لأنه صد عن عمرو .
الشيخ : إي نعم ، لكن هل إن هؤلاء يستَعتِبون منه ، يطلبون العتبى ويقولون : ما الذي فعلنا حتى تصد عنا ، نعم ، وأنه رجل يعني له قيمته ، إذا صد عن أحد فله قيمته ، الذي يظهر والله أعلم أنَّ ابن مالك فهم هذا ، ولهذا قال :
" يا قيسُ السَّرِي " : السَّري : الشريف ، كما قال ابن مالك في باب المبتدأ :
" كَهُم سُراةٌ شُعراء " : أي : شرفاء ، واضح ؟ فالظاهر أنَّ ابن مالك -رحمه الله- فهم أن هذا الرجل رجل شريف ، وأن هؤلاء يستعتبون منه ، يطلبون منه العتبى وأن يرضى عنهم :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
طيب إذن ، ما علامة كونها زائدة للاضطرار ؟ نقول : إذا دخلت على ما يجب أن يكون خالياً منها في الشعر ، فهي زائدة للضرورة ، ثم ذكر القسم الثالث فقال :
" وبعضُ الاعلامِ عليهِ دَخَلا *** لِلَمحِ ما قد كانَ عنهُ نُقِلا "
إلى آخره .
الطالب : رجل .
الشيخ : رجل ، فإذا كان شعرهم يضطرهم إلى مخالفة اللغة العربية عند الناس ، فكذلك أنا ، إن أراد أن يجادلنا قلنا : اصنع ما شئت ، طيب .
" كذا وطِبتُ النَّفسَ يا قيسُ السَّرِي " :
طبتُ النفس : طبتُ النفسَ يا قيس : يشير أيضًا إلى بيت ضرورة ، يقول فيه الشاعر :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
النفس : هنا تمييز محول عن الفاعل ، وأصله : وطابت نفسُك ، والتمييز عند جمهور النحويين لابد أن يكون نكرة ، ولا يجوز أن يكون معرفة ، فإذا أُورد عليهم هذا البيت ، قالوا : هذا ضرورة ، فهي زائدة ، لأنها دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، هذا وجه الزيادة ، دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، صناعةً أو لغة ؟
الطالب : صناعة .
الشيخ : صناعةً ، إلا إذا تأكدنا أنَّ التمييز لم يرد عن العرب معرّفاً فهي لغة ، لكن على كل حال جمهور النحويين يقولون : لا يجوز أن يكون التمييز معرفة ، فإذا جيء بهذا البيت نقول : إيش ؟
الطالب : ضرورة .
الشيخ : ضرورة ، " رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ " ، هل هذا ذم له أو مدح ؟
الطالب : ذم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ما أدري .
الشيخ : ما يدري .
الطالب : ذم ، لأنه صد عن عمرو .
الشيخ : إي نعم ، لكن هل إن هؤلاء يستَعتِبون منه ، يطلبون العتبى ويقولون : ما الذي فعلنا حتى تصد عنا ، نعم ، وأنه رجل يعني له قيمته ، إذا صد عن أحد فله قيمته ، الذي يظهر والله أعلم أنَّ ابن مالك فهم هذا ، ولهذا قال :
" يا قيسُ السَّرِي " : السَّري : الشريف ، كما قال ابن مالك في باب المبتدأ :
" كَهُم سُراةٌ شُعراء " : أي : شرفاء ، واضح ؟ فالظاهر أنَّ ابن مالك -رحمه الله- فهم أن هذا الرجل رجل شريف ، وأن هؤلاء يستعتبون منه ، يطلبون منه العتبى وأن يرضى عنهم :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
طيب إذن ، ما علامة كونها زائدة للاضطرار ؟ نقول : إذا دخلت على ما يجب أن يكون خالياً منها في الشعر ، فهي زائدة للضرورة ، ثم ذكر القسم الثالث فقال :
" وبعضُ الاعلامِ عليهِ دَخَلا *** لِلَمحِ ما قد كانَ عنهُ نُقِلا "
إلى آخره .
الفتاوى المشابهة
- سؤال عن معنى قوله تعالى (( ...فانكحوا ما طاب... - ابن عثيمين
- مراجعة يسيرة لما تقدم؟ - ابن عثيمين
- حكم قول: خذها وعفشها لأن نفسي طابت منها - ابن باز
- ما تقولون في البيت الشعري : " دَعِ الأيام تفعل... - الالباني
- حكم قول: "ما طاب المريضُ إلا بهذا العلاج" - ابن باز
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: بالنفس أو بالعين... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: في الباقيات... - ابن عثيمين
- حكم قول: حرمت علي، وطابت نفسي - ابن باز
- قراءة ابن مالك رحمه الله تعالى " ...المعرف ب... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: ولاضطرار كبنات ا... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: تتمة ما سبق : ول... - ابن عثيمين