تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وبعد ما استفهام... - ابن عثيمينالشيخ : على هذا قول المؤلف :" وبعد ما استفهام أو كيف نَصب *** بفعل كونٍ مُضـمر بعــــض العـــرب "كأنه قيل للمؤلف: أنت تقول إنه لا بد أن يتقدّم الفعل أو ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وبعد ما استفهام أو كيف نصب *** بفعل كون مضـمر بعــــض العـــرب.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : على هذا قول المؤلف :
" وبعد ما استفهام أو كيف نَصب *** بفعل كونٍ مُضـمر بعــــض العـــرب "
كأنه قيل للمؤلف: أنت تقول إنه لا بد أن يتقدّم الفعل أو شِبهه وأنه هو الناصب، ووجدنا أن العرب يقولون : " كيف أنت وقصعةً من ثريد " " كيف أنت وقصعةً من ثريد " هاه إيش الجواب؟
الطالب : ...

الشيخ : أكلتها، أو أكلتني إذا كان حارًا وعجزت أن آكله فهي أكلته، وإن كان غير حارّ فقد أكلته، طيب العرب يقولون هكذا، ويقولون: ما أنت وزيدًا، يعني: ما أنت مع زيد، هل فيه فعل؟ فعل ما فيه، شبهه؟
الطالب : كذلك ما فيه.

الشيخ : لا، إذن الناصب الواو، الناصب الواو، قال: طيب عندنا حيلة نحن النحويين كاليرابيع متى حجرتم الباب خرجنا مع النافقاء، قال: نصب بفعل كونٍ مُضمر، بفعل كون مضمر، نعم يعني: أننا نُقدّر فعل كون، كون مصدر إيش فعله؟ كان أو تكون أو ما أشبه ذلك، كيف أنت وقصعةً من ثريد؟ التقدير: كيف تكون أنت وقصعةً من ثريد، نعم كيف أنت وزيدًا؟ ما تكون أنت وزيدًا، يقدّرون: كان، وبعضهم: تصنع، ما تصنع وزيدًا؟ يعني ما أنت وزيدًا لأن زيدًا أقوى منك وأنشط منك وش جابك له؟ فيقول: ما تصنع أنت وزيد؟ ما تصنع شيئًا، نعم على كلّ حال المؤلف رحمه الله يقول في الجواب عما ورد عن العرب في نصب واو المعية لما بعدها بدون سبق فعل أو شبهه، يقول: يجب أن نقدّر فعلًا، هذا الفعل مشتق من الكون يعني: هو يكون أو تكون أو كنت أو تصنع أو تفعل أو ما أشبه ذلك، المهم أننا نُقدّر فعلًا مناسبًا لماذا؟ لأجل أن تستقيم القاعدة ويكون الناصب؟
الطالب : الفعل.

الشيخ : أو شِبهه، طيب قول المؤلف : " وبعد ما استفهام " بعد وش هي؟
الطالب : ظرف.

الشيخ : ظرف؟ مكان وإلاّ زمان؟
الطالب : مكان.

الشيخ : بعد، مكان؟
الطالب : ...

الشيخ : بعد، مكان؟
الطالب : زمان.

الشيخ : زمان، ما فيها إشكال، وش المكان الذي يكون بعد؟ بعد زمان، وبعد.
الطالب : جلست بعد زيد؟

الشيخ : إيه زمان.
الطالب : بعد زيدٍ؟

الشيخ : يمكن، يعني: معناه بيتي بعد بيت فلان، فهذا نعم ظرف مكان، طيب " بعد ما استفهام " بعد ظرف منصوب على الظرفية، إيش العامل فيه؟ وين العامل فيه؟
الطالب : نَصب.

الشيخ : هاه؟
الطالب : نَصب.

الشيخ : نَصب، يعني: أول كلمة في البيت العامل فيها آخر كلمة في البيت، وهو كلمة نصب، طيب وقوله: " ما استفهام " ما: مضاف واستفهام: مضاف إليه، وإنما قال: " وبعد ما استفهام " للتخصيص، لأن ما تكون ما استفهام، وتكون ما شرطية، وتكون موسوعية، وتكون إلى؟
الطالب : عشرة معانٍ.

الشيخ : عشرة؟ إي طيب، فيها بيت معروف وهي : " مُرْ وادع " ..
الطالب : ... ستفهم.

الشيخ : " ستفهم شرط الوصل فاعجب لنُكرها *** بكف نفي زيد تعظيم مصدر "
... تقول :
" محامل ما عشر إذا رُمتَ عدّها *** فحافظْ على بيتٍ سليمٍ من الشِّعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنُكرها *** بكفٍّ ونفي زيد تعظيم مصدر "

هذه معاني ما، ولهذا نحتاج نقول: " بعد ما استفهام " قال: " أو كيف " ولا قال كيف استفهام ليش؟
الطالب : لأنها معروفة.

الشيخ : لأنها ما ترد إلاّ استفهاميّة، " أو كيف نَصب " نَصَبَ هذا آخر الشطر؟
الطالب : نعم.

الشيخ : نحن قلنا قبل آخر البيت وهو آخر الشّطر، نصب بفعل كون، بفعل كونٍ مضمر يعني: محذوف، بعض العرب، بعض وش إعرابها؟
الطالب : فاعل.

الشيخ : فاعل نصب، يعني: أن بعض العرب نَصب المفعول معه بعد الواو التي لم تسبق بفعل أو شِبهه، ولكنه بعد ما وكيف ويُقدّر لذلك فعل مناسب، والمؤلف يقول: فعل مشتق من الكون وهو يكون أو تكون أو كن، ولكن الأصح كما قال أهل الحواشي: أن نقدّر الفعل المناسب، على أنه يمكن أن نجعل كون في كلام المؤلف ليست التي اشتق منها كان، أو لا تشتق منها كان، إنما المراد بالكون الحدث، بفعل كون يعني: بفعل حدث، فيقدّر بإيش؟ بما يناسب المقام، الآن القاعدة التي عندنا قواعد من هذه الأبيات، الخلاصة: أن المفعول معه اسم منصوب تالٍ لواو بمعنى مع، مسبوقة بفعل أو شبهه هذا واحد، القاعدة الثانية: هل الناصب لهذا الاسم الواو أو ما سبقها من فعل أو شِبهه؟ في ذلك قولان للعلماء، والذي يُرجّحه ابن مالك؟
الطالب : الفعل.

الشيخ : أنها منصوبة بالفعل السابق أو شِبهه، القاعدة الثالثة: يجوز أن ينصب بعد واو المعيّة إذا سبقت بما استفهامية أو كيف، كما ورد ذلك عن بعض العرب، وعلى هذا فيجب أن نُبقي على هذه القاعدة بأن نقدّر؟
الطالب : فعلًا.

الشيخ : فعلًا مناسبًا للمقام، طيب ومثال ذلك قلت لكم قولهم: " كيف أنت وقصعةً من ثريد؟ " وكذلك: " ما أنت وزيدًا "

Webiste