تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمينالشيخ : ومنها : جواز خطاب الجماد، بقصد العظة والعبرة، وبيان الحكم، لأنه قال للشمس :  أنت مأمورة وأنا مأمور ، لكن لم يقل: انتظري، لأن الشمس لا تستطيع أن ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولادها قال فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم الغلول أنتم غللتم قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومنها : جواز خطاب الجماد، بقصد العظة والعبرة، وبيان الحكم، لأنه قال للشمس : أنت مأمورة وأنا مأمور ، لكن لم يقل: انتظري، لأن الشمس لا تستطيع أن تنتظر بنفسها، ولكنه سأل الله عز وجل أن يحبس الشمس، فحُبسَت عليه حتى فتح الله عليه .
وفيه ردّ لقول من يقول إن الشمس لا تدور على الأرض، وهي صيحة في أنها تدور ، والنصوص ظاهرة جدا في أنها أي الشمس تدور على الأرض، ففي القرآن الكريم، قال الله تبارك وتعالى : وترى الشمس إذا طلَعَت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ويأتي بقية الكلام على الحديث غدا بإذن الله
القارئ : نعيده ؟

الشيخ : إيه عيده .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال الإمام مسلم فيما ترجم له :
باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة .
وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، ح وحدثنا محمد بن رافع، واللفظ له، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه : لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولما يبن، ولا آخر قد بنى بنيانا، ولما يرفع سقفها، ولا آخر قد اشترى غنما - أو خلفات - وهو منتظر ولادها، قال : فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر، أو قريبا من ذلك، فقال للشمس : أنت مأمورة، وأنا مأمور ، اللهم، احبسها علي شيئا، فحبست عليه حتى فتح الله عليه ، قال : فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعمه، فقال : فيكم غلول، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده، فقال : فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فبايعته ، قال : فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة، فقال : فيكم الغلول، أنتم غللتم ، قال : فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب، قال : فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا، فطيبها لنا .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث سبق الكلام على بعض الجمل التي فيه ، وانتهينا إلى قول النبي للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور وسؤاله ربه عز وجل أن يحبسها شيئا ما ، فأجاب الله دعاءه وحبسها ، وقلنا في هذا دليل على أن الشمس هي التي تدور على الأرض ، وهذا هو ظاهر القرآن ، واستشهدنا بآيات ، منها قوله تعالى : وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال فإضافة الفعل إليها الأصل أنه واقع منها ، وأنها هي التي طلعت ، وهي التي غربت ، وهي التي تزاور ، وهي التي تقرض ، ولا يمكن أن يخرج عن هذا الظاهر الذي خاطبنا الله به لقول من قال من الفلكيين إنها ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض .
وكذلك قال الله تعالى في قصة سليمان : إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب يعني الشمس .
وكذلك قول ذي القرنين في قصة ذي القرنين : حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ، وكذلك قول : حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة .
وكذلك حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين غابت الشمس قال له : أتدري أين تذهب ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، ثم بين له ذلك .
هذه النصوص لا يمكن أن ندعها لأقوال قوم إنما يحدسون ويظنون بدون قطع ، حتى لو فرض أنا نصدق أن الأرض تدور فإنه لا يلزم من ذلك ألا يكون اختلاف الليل والنهار بسبب الشمس ، لأن دوران الشمس غير دوران الأرض ، دوران الشمس معاكس ، ودوران الأرض إلى الشرق .
ومعلون أن الشمس بعيدة جدا ، فلا يظهر للناس يعني سرعة دورانها ، فالواجب على كل مسلم أن يعتمد ظاهر القرآن والسنة ، ولا يلتفت إلى من سواهما ، إلا إذا ثبت ثبوتا قطعيا مثل الشمس فحينئذ يمكن أن نتأول ، فنقول إذا طلعت في رأي العين ، وإذا غربت في رأي العين ، وهكذا إذا ذهبت ، لكن مادام لم نجد دليلا حسيا يلزم أن نأخذ به فإن الأصل البقاء على ظاهر الكتاب والسنة .
وفيه أيضا في هذا الحديث دليل على أن الأفلاك تتغير بأمر الله عز وجل ، فدوران الشمس وقف أو توقف بدعاء هذا النبي ، وكذلك إنشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لاشك أنه تغير جرم سماوي ، وقول الفلكيين إن الأفلاك والأجرام الفلكية لا تتغير غير صحيح ، لأنه إذا كان الذي غيرها الله فهو الذي خلقها ابتداء .
وفيه أيضا أن القتال في النهار أحسن من القتال في الليل ، ولهذا سأل هذا النبي أن الله يحبس الشمس حتى يقاتل .
وفيه أيضا أن الأمم السابقة لا تحل لها الغنائم ، فما هي الغنائم ؟.
التي تأخذ من الكفار بقتال وما ألحق به ، هذه الغنيمة ، في الأمم السابقة لا تحل الغنائم وإنما تجمع فتنزل عليها نار من السماء فتحرقها .
في هذه القصة أن النار لما نزلت أبت أن تحرقها ، لأن أحد المقاتلين غل من الغنيمة ، فالغنيمة إذا لم تكمل ، وإذا لم تكمل فإن النار لا تحرقها ، ولكن هذه الآية التي اتخذها هذا النبي من العجائب ، حيث الهمه الله عز وجل هذا الطريق ، أنه طلب من كل قبيلة عريفا ، يأتي ويسلم على النبي فمن لصقت يده بيد النبي فالغلول عند قومه ، حتى لصقت يد احد العرفاء فقال : فيكم الغلول ، ثم جاء بالقبيلة فلصقت أيدي ثلاثة منهم بيد النبي ، وإذا هم قد غلوا ذهبا كرأس الثور ، إما أن يكون المراد كرأس الثور أي صورة ، أو المراد مثل رأس الثور جرما بغض النظر عن كونه مصورا أو غير مصور .
وفي الحديث أيضا دليل على فضيلة هذه الأمة ، حيث أحل الله لها الغنائم ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنه : جعل رزقي تحت ظل رمحي ولا شك أن المسلمين يغنمون غنائم كثيرة كثيرة جدا ، حتى أنه يأتى بها في المسجد وتكون كوما كثيرة ، فيحصل بها خير كثير للأمة .

Webiste