تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي إ... - ابن عثيمينالقارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ :  قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ : يَا أَبَا عُمَارَةَ، أ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء يا أبا عمارة أفررتم يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن وبني نصر فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل فاستنصر وقال أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب ثم صفهم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ : يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ قَال : لَا وَاللهِ، مَا وَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ، وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا، لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاحٌ - أَوْ كَثِيرُ سِلَاحٍ -، فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَاكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ فَاسْتَنْصَرَ، وَقَالَ : أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، ثُمَّ صَفَّهُمْ .

الشيخ : هذا الحديث أولا فيه :
جواز الإقسام من بدون استقسام إذا دعت الحاجة إليه ، لأنه لما سأله : هل فررتم ؟. قال : لا والله .
ثانيا : فيه أيضا أنه نفى الفرار، والمراد الفرار لجميع القوم ، وليس المراد أنه فر بعضهم ، لأنه قد فر أكثرهم و لم يبق مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من اثني عشر ألفا إلا نحو مئة رجل ، ولكن الفرار التام لم يكن التام لم يكن والحمد لله .
وفيه أيضا دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يدخل القتال إلا بسلاح ، ولهذا يقول في بيان السبب ، أن هؤلاء الشبان حسر ، ليس عليهم سلاح أو ليس عليهم كبير سلاح ، فلا ينبغي للإنسان أن يقاتل إلا وهو مستعد تماما ، هذه واحدة .
الثاني : أن يكون معه من السلاح ما يقابل به سلاح عدوه ، ولهذا لو فرضنا أن أناسا سيذهبون إلى القتال بالسيوف والجناجر والبنادق الخفيفة الضعيفة وأمامهم من معهم الدبابات والصواريخ وما أشبه ذلك . لقلنا هؤلاء جهال مغامرون ، لأنه من المعلوم أن عدوهم سوف يحصدهم حصدا ، فهل الإنسان يندب له أو يأمر بأن يذهب إلى عدوه ليقضي عليه ؟.
لا ، ليس كذلك ، ولهذا لما كان المسلمون ضعفاء لك يأمروا بالقتال أصلا ، مع أنهم يأذون في مكة أشد الإيذاء ومع ذلك لم يأمروا بالجهاد ، حتى يكون عند الإنسان من السلاح ما يقابل عدوه .
وفي هذا أيضا ، في قوله : أنا النبي لا كذب عليه الصلاة والسلام ، أن من أنشد ما يصادف الشعر لا يعد شاعرا ، قال الله تعالى : وما علمناه الشعر أي النبي صلى الله عليه وسلم وما ينبغي له يعني لا يمكن أن يكون شاعرا ، لكن البيت أو البيتان إذا اتيا من غير قصد الشعر فإن ذلك لا يرتقي بقائلهما إلى أن يكون من الشعراء .
وفيه شجاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث كان يركض بغلته نحو العدو ويعلن ، يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام .
وفيه جواز الانتماء إلى الجد دون الأب إذا كان الجد ممن عرف بالسيادة في قومه والشرف فيهم ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتسب إلى في هذا المقام إلى جده عبد المطلب ، لأنه معروف بالسيادة والشرف في قومه ، فإذا كان المقام يقتضي ذلك فلا حرج ، ولا يعد هذا من الانتساب إلى غير الأب ، لأن الجد أب كما قال الله تعالى : ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل .
ثم هذا انتساب عارض ليس مستمرا ، وهو أيضا انتساب دعت الحاجة إليه .

Webiste