هل من يرى وجوب الرجوع إلى العلماء المتقدمين في علم الحديث ولا يعول على كلام المتأخرين يكون من المزهدين فيهم.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : الذي انتشر في هذه الأيام الأخيرة كثيرا الكلام في مسألة أن هؤلاء العلماء المتأخّرين الذين لهم اشتغال بعلم الحديث أو من يتقدّمهم بقليل كالحافظ ابن حجر وغيره يعني يقول بعض الناس ممن يتصدر للتدريس إن هؤلاء لا يُعوّل على كلامهم لأنهم من المتأخّرين إنما المعوّل عليه كلام المتقدمين وبهذا حصل يا شيخ تزهيد في هؤلاء العلماء وهم معروفون باتباع السنّة والذب عنها وحرب أهل البدع يا شيخ، فهل هذا الفعل صواب يا شيخ؟
الشيخ : حُسْن القصد لا يدل على كلام العلم وكمال العلم لا يستلزم حسن القصد فهؤلاء الذين ذكرت أنهم يُدافعون عن السنّة ويُنكرون البدعة وما أشبه ذلك لا يستلزم أن يكونوا أعلم ممن سبقهم ولكن كوننا نطرح كلامهم ونقول لا عبرة به هذا خطأ بل نحن نُقلّدهم إلا فيما تبيّن لنا خلاف كلامهم وإلا نحن نقلد الألباني ونقلد ابن حجر ونقلد من سواهم من الحفّاظ لكننا إذا تبيّن لنا الخطأ ما نقلّد إنما لو تعارض تصحيح إمام سابق على هؤلاء مع تضعيف هؤلاء للحديث فنرجّح من سَبَق لأنهم أصفى ذهنا وأوسع علما وقد يُصحّحون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء مثل تلقّي الأمة له بالقبول وقد يُضعّفون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء مثل شذوذه ونكارته وما أشبه ذلك لكن بدون تعارض لا يجوز أن نطرح قوله هؤلاء أبدا، هؤلاء أئمة حفّاظ معتبرون ونحن نقلّدهم لكن ليس معناه أننا إذا قلّدناهم ورأيناهم أنهم أعلم منا أن نقبل منهم كل خطأ وصواب أو أن نعتقد أنهم معصومون من الخطأ هذا ليس بصحيح. نكتفي بالبحث وإلا نأخذ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟ لأن علي أبا الحسن كان عنده أيضا سؤال.
السائل : ما عندي سؤال يا شيخ.
الشيخ : خلاص؟
السائل : شيخ يعني أقصد الأن لو عوّلنا على كلام الأئمة المتقدمين هذا فيه خير وبركة لكن يا شيخ يواجه الطالب أحيانا كلام المتقدمين يكون فيه شيء من التعارض كفعل ابن عدي رحمه الله صاحب كتاب "الكامل في الضعفاء" يقول في الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال ربما أنه صادق وفي مرة أخرى يُوثّق الإمام عبد الرزاق ويُثبت أنه صادق وأنه إمام فأقصِد كلام المتقدّمين مع فهم المتأخّرين من العلماء الجمع بين هذا طيب.
سائل آخر : ... .
الشيخ : على كل حال النزاع على القول لا على القاعدة إنما نحن نرى فيما نرى أن المتقدّمين أقرب إلى الصواب من المتأخّرين وأنه لو تعارض تصحيح الأولين وتضعيف الأخرين أو بالعكس أخذنا بقول الأولين ما لم نصل إلى درجة العلم الذي ينفي هذا أو هذا، أما إذا وصلنا إلى درجة العلم فليس لنا عذر عند الله، لا بد أن نأخذ بما بلغه عِلْمُنا، وهذا سليم عنده ختام.
السائل : ... عنده دليل واضح ... .
الشيخ : صحيح.
السائل : ... حجّة دليل واضح هذا ما ... .
الشيخ : هذا ما فيه شك، البيّنة على المدعي، أي نعم.
السائل : يعني بعض الكلام الناس ... يتكلم بهوى ما يتكلم بدليل.
الشيخ : صحيح، ما فيه شك.
السائل : فيه يا شيخ طلبة علم الأن ما يعترفون الأن بتصحيح ابن حجر ويقولون التقريب هذا عليه ما عليه، التصحيح هو ما صححه المتقدّمون فحسب، المتأخرون كابن حجر وغيره هذا لا عبرة بتصحيحه.
الشيخ : إيه ... أقول هؤلاء لا ... .
السائل : لكن الأن ما ... يا شيخ ويعلمون.
الشيخ : والله يا أخي يحيى على كل حال التوجيه حصل في مناسبات لكن أنا أقول للجميع فيه طلبة علم حصّلوا من العلم نُتَفًا فظنوا أنهم حصّلوا العلم كله وظنوا أنهم العلماء وأن من سواهم تلاميذ لهم هؤلاء مشكل، أمرهم مشكل في الحقيقة يعني العلم قد يكون عند كثير من الإخوان لكن أهم من هذا أيضا الفهم، الفهم الفهم حتى عمر قال لأبي موسى " الفهم الفهم فيما أدى إليه " الفهم هو كل شيء علم ثم فهم ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام رب مبلّغ أوعى من سامع ورب حامل فقه غير فقيه هذا صحيح.
السائل : لكن ... أدرس السنن قيل له لماذا لا تُدرّس الصحيح، لماذا لا تشرح الصحيحين، قال لو شرحت لضعّفت بعض الأحاديث التي لم يسبُقني إليها أحد.
الشيخ : هذا مشكلة هذا.
السائل : ... ولذلك يقول لن أدرس الصحيحين ولن أصحّح ولن أتحدّث عن رجال الصحيحين.
الشيخ : يجب أن يُقال لهذا الرجل هذا حرام عليك أن تعلم أن في الصحيحين أحاديث ضعيفة ثم لا تبيّنها والناس يعتمدونها. أصل يا أخ علي ما هو منفتح الباب لأن الباب أمام هؤلاء مغلق مسألة الطعن في الصحيحين أو أحدهما هذا الحمد لله العلماء أجابوا عنه جوابا مُجْملا وجوابا مفصلا، الجواب المجمل قالوا إذا تعارض قولك وقول البخاري فالبخاري إمام متفق على إمامته فتعارض القولان وهو أولى منك بالترجيح وكذلك نقول في مسلم أما التفصيل فالعلماء كتبوا في هذا ابن حجر والعراقي وغيرهم كتبوا في الرد على هذا حديثا حديثا وكثير، وش اللي يفتح الباب، لا وكثير من الناس وهي مسألة مهمة مهمة جدا لطالب الحديث الذي يريد الفقه، يعتمد على ظاهر السند وثِقة رجاله مع العلم بأن العلماء رحمهم الله الذين حدّدوا الصحيح شرطوا شرطين لا بد منهما، السلامة من الشذوذ ومن العلة القادحة ومع ذلك كثير من المتأخّرين من إخواننا الشباب الذين يشتغلون بعلم الحديث يعتمدون على ظاهر السند فقط ولا ينظرون إلى الحديث وهل هو موافق لقواعد الشرع أو غير موافق ما يهتمون بهذا الشيء.
الشيخ : حُسْن القصد لا يدل على كلام العلم وكمال العلم لا يستلزم حسن القصد فهؤلاء الذين ذكرت أنهم يُدافعون عن السنّة ويُنكرون البدعة وما أشبه ذلك لا يستلزم أن يكونوا أعلم ممن سبقهم ولكن كوننا نطرح كلامهم ونقول لا عبرة به هذا خطأ بل نحن نُقلّدهم إلا فيما تبيّن لنا خلاف كلامهم وإلا نحن نقلد الألباني ونقلد ابن حجر ونقلد من سواهم من الحفّاظ لكننا إذا تبيّن لنا الخطأ ما نقلّد إنما لو تعارض تصحيح إمام سابق على هؤلاء مع تضعيف هؤلاء للحديث فنرجّح من سَبَق لأنهم أصفى ذهنا وأوسع علما وقد يُصحّحون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء مثل تلقّي الأمة له بالقبول وقد يُضعّفون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء مثل شذوذه ونكارته وما أشبه ذلك لكن بدون تعارض لا يجوز أن نطرح قوله هؤلاء أبدا، هؤلاء أئمة حفّاظ معتبرون ونحن نقلّدهم لكن ليس معناه أننا إذا قلّدناهم ورأيناهم أنهم أعلم منا أن نقبل منهم كل خطأ وصواب أو أن نعتقد أنهم معصومون من الخطأ هذا ليس بصحيح. نكتفي بالبحث وإلا نأخذ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟ لأن علي أبا الحسن كان عنده أيضا سؤال.
السائل : ما عندي سؤال يا شيخ.
الشيخ : خلاص؟
السائل : شيخ يعني أقصد الأن لو عوّلنا على كلام الأئمة المتقدمين هذا فيه خير وبركة لكن يا شيخ يواجه الطالب أحيانا كلام المتقدمين يكون فيه شيء من التعارض كفعل ابن عدي رحمه الله صاحب كتاب "الكامل في الضعفاء" يقول في الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال ربما أنه صادق وفي مرة أخرى يُوثّق الإمام عبد الرزاق ويُثبت أنه صادق وأنه إمام فأقصِد كلام المتقدّمين مع فهم المتأخّرين من العلماء الجمع بين هذا طيب.
سائل آخر : ... .
الشيخ : على كل حال النزاع على القول لا على القاعدة إنما نحن نرى فيما نرى أن المتقدّمين أقرب إلى الصواب من المتأخّرين وأنه لو تعارض تصحيح الأولين وتضعيف الأخرين أو بالعكس أخذنا بقول الأولين ما لم نصل إلى درجة العلم الذي ينفي هذا أو هذا، أما إذا وصلنا إلى درجة العلم فليس لنا عذر عند الله، لا بد أن نأخذ بما بلغه عِلْمُنا، وهذا سليم عنده ختام.
السائل : ... عنده دليل واضح ... .
الشيخ : صحيح.
السائل : ... حجّة دليل واضح هذا ما ... .
الشيخ : هذا ما فيه شك، البيّنة على المدعي، أي نعم.
السائل : يعني بعض الكلام الناس ... يتكلم بهوى ما يتكلم بدليل.
الشيخ : صحيح، ما فيه شك.
السائل : فيه يا شيخ طلبة علم الأن ما يعترفون الأن بتصحيح ابن حجر ويقولون التقريب هذا عليه ما عليه، التصحيح هو ما صححه المتقدّمون فحسب، المتأخرون كابن حجر وغيره هذا لا عبرة بتصحيحه.
الشيخ : إيه ... أقول هؤلاء لا ... .
السائل : لكن الأن ما ... يا شيخ ويعلمون.
الشيخ : والله يا أخي يحيى على كل حال التوجيه حصل في مناسبات لكن أنا أقول للجميع فيه طلبة علم حصّلوا من العلم نُتَفًا فظنوا أنهم حصّلوا العلم كله وظنوا أنهم العلماء وأن من سواهم تلاميذ لهم هؤلاء مشكل، أمرهم مشكل في الحقيقة يعني العلم قد يكون عند كثير من الإخوان لكن أهم من هذا أيضا الفهم، الفهم الفهم حتى عمر قال لأبي موسى " الفهم الفهم فيما أدى إليه " الفهم هو كل شيء علم ثم فهم ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام رب مبلّغ أوعى من سامع ورب حامل فقه غير فقيه هذا صحيح.
السائل : لكن ... أدرس السنن قيل له لماذا لا تُدرّس الصحيح، لماذا لا تشرح الصحيحين، قال لو شرحت لضعّفت بعض الأحاديث التي لم يسبُقني إليها أحد.
الشيخ : هذا مشكلة هذا.
السائل : ... ولذلك يقول لن أدرس الصحيحين ولن أصحّح ولن أتحدّث عن رجال الصحيحين.
الشيخ : يجب أن يُقال لهذا الرجل هذا حرام عليك أن تعلم أن في الصحيحين أحاديث ضعيفة ثم لا تبيّنها والناس يعتمدونها. أصل يا أخ علي ما هو منفتح الباب لأن الباب أمام هؤلاء مغلق مسألة الطعن في الصحيحين أو أحدهما هذا الحمد لله العلماء أجابوا عنه جوابا مُجْملا وجوابا مفصلا، الجواب المجمل قالوا إذا تعارض قولك وقول البخاري فالبخاري إمام متفق على إمامته فتعارض القولان وهو أولى منك بالترجيح وكذلك نقول في مسلم أما التفصيل فالعلماء كتبوا في هذا ابن حجر والعراقي وغيرهم كتبوا في الرد على هذا حديثا حديثا وكثير، وش اللي يفتح الباب، لا وكثير من الناس وهي مسألة مهمة مهمة جدا لطالب الحديث الذي يريد الفقه، يعتمد على ظاهر السند وثِقة رجاله مع العلم بأن العلماء رحمهم الله الذين حدّدوا الصحيح شرطوا شرطين لا بد منهما، السلامة من الشذوذ ومن العلة القادحة ومع ذلك كثير من المتأخّرين من إخواننا الشباب الذين يشتغلون بعلم الحديث يعتمدون على ظاهر السند فقط ولا ينظرون إلى الحديث وهل هو موافق لقواعد الشرع أو غير موافق ما يهتمون بهذا الشيء.
الفتاوى المشابهة
- هل من العلماء من قال بالتفريق بين منهج المتقدم... - الالباني
- اجماع المتقدمين على تصحيح حديث الجارية - الالباني
- رد الشيخ على عبد الله السعد في قوله بأنه لا يق... - الالباني
- هل يؤخذ بتصحيح وتضعيف علماء الحديث المعاصرين... - ابن عثيمين
- تصحيح وتضعيف علماء الحديث المتأخرين - ابن عثيمين
- ما الجواب على من يقول أن المتأخرين خالفوا المت... - الالباني
- خطورة الإخلال بالقواعد المشهورة من أفراد ولو ك... - الالباني
- إذا كان طالب العلم يقلد عالما في الحديث في الت... - الالباني
- ما رأيكم فيمن يفرق بين منهج المتقدمين والمتأخر... - الالباني
- هل هناك مسألة في علم الحديث أخذ بها المتأخرون... - الالباني
- هل من يرى وجوب الرجوع إلى العلماء المتقدمين... - ابن عثيمين