شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رءوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهما في الغار والمشركون على فم الغار لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني ما ظنك هل أحد يقدر عليهما أو ينالهما بسوء وهذه القصة كانت حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جهر بالدعوة ودعا الناس وتبعوه وخاف المشركون قاموا ضد دعوته وضايقوه وآذوه بالقول وبالفعل فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة فهاجر عليه الصلاة والسلام على رأس ثلاث عشرة سنة من مبعثه هاجر إلى المدينة ولم يصحبه إلا أبو بكر رضي الله عنه والدليل والخادم فهاجر بأمر الله وصحبه أبو بكر ولما سمع المشركون بخروجه من مكة جعلوا لمن جاء به مئة بعير ولمن جاء بأبي بكر مئة بعير وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال في الأودية في المغارات في كل مكان حتى وقفوا على الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهو غار ثور اختفيا فيه ثلاث ليال حتى يبرد عنهم الطلب فقال أبو بكر " يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا " لأننا في الغار تحته فقال ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفي كتاب الله أنه قال له لا تحزن إن الله معنا فيكون قال الأمرين أي قال لا تحزن إن الله معنا وقال ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك والجواب لا أحد يقدر لأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
وفي هذه القصة دليل على كمال توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه وأنه معتمد عليه ومفوض إليه أمره وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل
وفيه دليل على أن قصة نسج العنكبوت غير صحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار وأنه نبت فيه شجرة وأنه كان على غصنها حمامة وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا هذا ما فيه أحد فهذه الحمامة على غصن شجرة على بابه وهذه العنكبوت قد عششت على بابه كل هذا لا صحة له لأن الذي منعهما الذي منع المشركين من رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أبي بكر الذي منع المشركين من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليس أمورا حسية تكون لهما ولغيرهما بل هي أمور معنوية آية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر أما لو كان نسجت العنكبوت أو الشجرة نبتت عليه أو فيه حمامة على غصنها فهذه أمور حسية كل يختفي به عن غيره ولكن الأمر آية من آيات الله عز وجل فالحاصل أن ما يذكر في كتب التاريخ في هذا لا صحة له بل الحق الذي لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى أعمى أبصار المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والله الموفق
قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهما في الغار والمشركون على فم الغار لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني ما ظنك هل أحد يقدر عليهما أو ينالهما بسوء وهذه القصة كانت حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جهر بالدعوة ودعا الناس وتبعوه وخاف المشركون قاموا ضد دعوته وضايقوه وآذوه بالقول وبالفعل فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة فهاجر عليه الصلاة والسلام على رأس ثلاث عشرة سنة من مبعثه هاجر إلى المدينة ولم يصحبه إلا أبو بكر رضي الله عنه والدليل والخادم فهاجر بأمر الله وصحبه أبو بكر ولما سمع المشركون بخروجه من مكة جعلوا لمن جاء به مئة بعير ولمن جاء بأبي بكر مئة بعير وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال في الأودية في المغارات في كل مكان حتى وقفوا على الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهو غار ثور اختفيا فيه ثلاث ليال حتى يبرد عنهم الطلب فقال أبو بكر " يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا " لأننا في الغار تحته فقال ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفي كتاب الله أنه قال له لا تحزن إن الله معنا فيكون قال الأمرين أي قال لا تحزن إن الله معنا وقال ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك والجواب لا أحد يقدر لأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
وفي هذه القصة دليل على كمال توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه وأنه معتمد عليه ومفوض إليه أمره وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل
وفيه دليل على أن قصة نسج العنكبوت غير صحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار وأنه نبت فيه شجرة وأنه كان على غصنها حمامة وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا هذا ما فيه أحد فهذه الحمامة على غصن شجرة على بابه وهذه العنكبوت قد عششت على بابه كل هذا لا صحة له لأن الذي منعهما الذي منع المشركين من رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أبي بكر الذي منع المشركين من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليس أمورا حسية تكون لهما ولغيرهما بل هي أمور معنوية آية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر أما لو كان نسجت العنكبوت أو الشجرة نبتت عليه أو فيه حمامة على غصنها فهذه أمور حسية كل يختفي به عن غيره ولكن الأمر آية من آيات الله عز وجل فالحاصل أن ما يذكر في كتب التاريخ في هذا لا صحة له بل الحق الذي لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى أعمى أبصار المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والله الموفق
الفتاوى المشابهة
- حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو معاوية عن... - ابن عثيمين
- سائل يقول : هل صحيح أن موسى وضع الجمرة في في... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- أبو بكر رضي الله عنه - اللجنة الدائمة
- سائل يقول : لماذا أمر رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- قصة مؤامرة الكفار لقتل النبي صلى الله عليه و... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... عن عائشة رضي الله عنها قا... - ابن عثيمين
- التنبيه على عدم صحة قصة العنكبوت التي نسجت ع... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين