تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : ولهذا سأل سفيان بن عبدالله البجلي رضي الله عنه سأل النبي صلى الله وسلم سؤالا فقال " قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك " يعني يكون كافي...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال: قل: آمنت بالله ثم استقم رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولهذا سأل سفيان بن عبدالله البجلي رضي الله عنه سأل النبي صلى الله وسلم سؤالا فقال " قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك " يعني يكون كافيا شاملا جامعا مانعا لا أحتاج معه إلى سؤال أحد قال قل آمنت بالله ثم استقم آمنا بالله ونسأله الاستقامة آمنت بالله يعني آمنت إيمانا لا كفر معه يقينا لا شك معه بالله عز وجل وأنه رب الخلق وأنه لا إله إلا هو وأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأنه رب كل شيء ومليكه ثم استقم على دينه وشرعه فهذه كلمة قالها النبي عليه الصلاة والسلام لمن قال له " قل لي قولا في الإسلام لا أسأل عنه أحدا غيرك " فأنت يا أخي اقبل وصية النبي صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم على دين الله فهذا يحصل لك به سعادة الدنيا والآخرة والله الموفق
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم رواه مسلم "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب الذي نحن فيه هو باب الاستقامة وقد سبق لنا تفسيرها وتفسير الآيات التي جاءت بها أما الأحاديث فذكر المؤلف رحمه الله عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال " يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك " يعني قل لي قولا يكون فصلا وحاسما ولا يحتاج إلى سؤال أحد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم فقوله عليه الصلاة والسلام قل آمنت ليس المراد بذلك مجرد القول باللسان فإن من الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين ولكن المراد بذلك قول القلب واللسان أيضا يعني أن يقول الإنسان بلسانه بعد أن يقر بذلك في قلبه ويعتقده اعتقادا جازما لا شك فيه لأنه لا يكفي الإيمان بالقلب ولا الإيمان باللسان لابد من الإيمان بالقلب واللسان ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول وهو يدعو الناس إلى الإسلام يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فقال قولوا بألسنتكم كما أنه لابد من القول بالقلب وقوله آمنت بالله يشمل الإيمان بوجود الله عز وجل وبربوبيته وبأسمائه وصفاته وبأحكامه وبأخباره وكل ما يأتي من قبله عز وجل تؤمن به فإذا آمنت بذلك فاستقم على دين الله استقم عليه يعني لا تحد عنه لا يمينا ولا شمالا لا تقصّر ولا تزد استقم على الدين استقم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وذلك بالإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله استقم على الصلاة استقم على الزكاة استقم على الصيام على الحج على جميع شريعة الله وفي قوله عليه الصلاة والسلام قل آمنت بالله ثم دليل على أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان وأن من شرط الأعمال الصالحة أي من شرط صحتها وقبولها أن تكون مبنية على الإيمان فلو أن الإنسان عمل بظاهره على ما ينبغي ولكن باطنه خراب في شك أو في اضطراب أو في إنكار وتكذيب فإن ذلك لا ينفعه
ولهذا اتفق العلماء رحمهم الله على أن من شروط صحة العبادة وقبولها أن يكون الإنسان مؤمنا بالله أي معترفا به وبجميع ما جاء من قبله تبارك وتعالى
هذا الحديث يستفاد منه أيضا أن الإنسان ينبغي له إذا قام بعمل أن يشعر بأنه يقوم به لله وأنه يقوم به بالله وأنه يقوم به في الله لأنه لا يستقيم على دين الله إلا بعد الإيمان بالله عز وجل فيشعر بأنه يقوم به لله أي مخلصا وبالله أي مستعينا وفي الله أي متبعا لشرعه وهذه مستفادة من قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم فالأول قيام لله والثاني قيام به والثالث قيام فيه أي في شرعه ولهذا نقول إن المراد بالصراط المستقيم في الآية الكريمة هو شرع الله عز وجل الموصل إليه والله الموفق

Webiste