تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فائدة : حكم أخذ الأعضاء من الميت . - ابن عثيمينالشيخ : فالميت محترم لا يجوز أن يؤخذ من أعضائه شيء ولا أن يكسر من أعضائه شيء لأنه أمانة سوف يبعث سوف يبعث بكامله يوم القيامة وإذا كان كذلك فلا يجوز أن ن...
العالم
طريقة البحث
فائدة : حكم أخذ الأعضاء من الميت .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فالميت محترم لا يجوز أن يؤخذ من أعضائه شيء ولا أن يكسر من أعضائه شيء لأنه أمانة سوف يبعث سوف يبعث بكامله يوم القيامة وإذا كان كذلك فلا يجوز أن نأخذ منه شيئا ولهذا نصّ فقهاء الحنابلة رحمهم الله على أنه لا يجوز أن يؤخذ من الميت شيء من أعضائه ولو أوصى به وذلك لأن الميت محترم كما أن الحي محترم كسر عظم الميت ككسره حيا فإذا أخذنا من الميت عضوا أو كسرنا منه عظما كان ذلك جناية عليه وكان اعتداء عليه وكنا آثمين بذلك والميت نفسه لا يستطيع أن يتبرع بشيء من أعضائه لأن أعضاءه أمانة عنده أمانة لا يحل أن يفرّط فيها ولهذا قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم وفسرها عمرو بن العاص رضي الله عنه بأن الإنسان إذا كان عليه جنابة وكان في البر وخاف إن اغتسل أن يتضرر جعل عمرو بن العاص هذا داخلا في الآية فإن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان في سرية فأجنب وكانت الليلة باردة فتيمم وصلى بأصحابه فلما رجعوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وبلغه الخبر قال لعمرو أصليت بأصحابك وأنت جنب يعني لم تغتسل قال " يا رسول الله إني ذكرت قول الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما وخفت البرد فتيممت " فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأقره على فعله وعلى استدلاله بالآية لم يقل إن الآية لم تدل على هذا فإذن كل شيء يضر أبداننا أو يفوّت منها شيئا فإنه لا يحل لنا أن نفعله لا تقتلوا أنفسكم لماذا حرّم علينا أن نتناول الدخان وغيره من الأشياء الضارة إلا من أجل حماية البدن فالبدن محترم هذا قول الرسول عليه الصلاة والسلام إن دماءكم يشمل إذن الدم الذي يهلك به الإنسان وهو القتل والدم الذي دون ذلك من جرح أو كسر عظم أو ما أشبه ذلك ويأتي إن شاء الله بقية الحديث بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا تقدم الكلام على أول هذا الحديث على هذه الجملة وبيّنا أن الظلم يكون في ثلاثة أمور بيّنها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه في حجة الوداع وهي الأنفس الدماء والأعراض والأموال فقال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام سبق الكلام على شيء مما يتعلق بالدماء أما قوله وأموالكم فإن الأموال قد حرّم الله سبحانه وتعالى على بعضنا أن يأخذ مال أخيه بغير حق بأي نوع من الأنواع سواء أخذه غصبا بأن يأخذه بالقوة أو أخذه سرقة أو اختطافا أو خيانة أو غشا أو كذبا بأي نوع من الأنواع يأخذه فإنه حرام عليه وعلى هذا فالذين يبيعون على الناس بالغش ولاسيما أهل الخضار كل درهم يعني كل ريال بل كل قرش واحد يدخل عليهم زائدا عن الثمن من أجل الغش فإنه حرام فالذين يغشون في البيع أو في الشراء يرتكبون محذورين المحذور الأول العدوان على إخوانهم المسلمين بأخذ أموالهم بغير حق والثاني أنهم ينالون تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم منهم وبئس البضاعة بضاعة يلتحق فيها صاحبها أو يلتحق بها صاحبها بالبراءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من غش فليس مني ومن ذلك ما يفعله بعض الجيران تجده يدخل المراسيم على جاره من أجل أن تزيد أرضه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من اقتطع من الأرض شبرا بغير حق فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أراضين يكون يوم القيامة من سبع أراضين طوقا في عنقه والعياذ بالله يحمله في يوم المحشر هذا من الظلم من الظلم أيضا أن يكون لشخص على شخص دراهم ثم ينكر الذي عليه الحق ويقول ليس عندي لك شيء فهذا من أكل المال بالباطل حتى لو فرض أنه تحاكم إلى القاضي مع خصمه وغلبه عند القاضي فإنه لا يغلبه عند الله قال النبي عليه الصلاة والسلام إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له وإنما أقضي بنحو ما أسمع فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقتطع له جمرة من النار فليستقل أو ليستكثر لا تظن أنك إذا غلبت خصمك عند القاضي أنك إذا كنت مبطلا تسلم من هذا في الآخرة أبدا لأن القاضي إنما يقضي بنحو ما يسمع ولا يعلم الغيب ولكن علام الغيوب جل وعلا هو الذي يحاسبك يوم القيامة وكذلك أيضا من أنواع الأكل أكل الأموال أن يدعي شخص على آخر ما ليس له، يدعي ما ليس له ويقيم على ذلك بينة شهادة زور ويحكم له بذلك فإن هذا من أكل المال بالباطل والأنواع كثيرة لكنها كلها محرمة إذا لم تكن بحق ولهذا قال عز وجل فلا تظالموا أما الأعراب فهي أيضا حرام فلا يحل للإنسان أن يقع في عرض أخيه يغتابه في المجالس يسبه فإن ذلك من كبائر الذنوب قال الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا انظر للترتيب اجتنبوا كثيرا من الظن فإذا ظن الإنسان بأخيه شيئا تجسس عليه ولهذا قال ولا تجسسوا فإذا تجسس صار يغتابه

Webiste