شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال: ( في كل كبد رطبة أجر ) متفق عليه . وفي رواية للبخاري: ( فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة ) . وفي رواية لهما: ( بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت فاستقت له به فسقته فغفر لها به ) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في باب كثرة طرق الخيرات هذه القصة الغريبة التي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي في الطريق مسافرًا أصابه العطش فنزل بئرًا فشرب منها وانتهى عطشه فلما خرج وإذا كلب يأكل الثرى من العطش يأكل الثرى يعني: الطين المبتل الرطب، يأكله من العطش من أجل أن يمص ما فيه من الماء من شدة عطشه فقال الرجل: والله لقد أصاب هذا الكلب من العطش ما أصابه أو بلغ هذا الكلب من العطش ما بلغ بي، ثم نزل البئر وملأ خفه ماء الخف ما يلبس على الرجل من جلود ونحوها فملأه ماء فأمسكه بفيه وجعل يصعد بيديه حتى خرج من البئر فسقى الكلب، فلما سقى الكلب شكر الله له ذلك العمل وغفر له وأدخله الجنة بسببه وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام: الجنة أقرب لأحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك عمل يسير شكر الله للعامل هذا العمل وغفر له الذنوب وأدخله الجنة، ولما حدث الصحابة بهذا الحديث وكانوا رضي الله عنهم أشد الناس حرصًا على العلم، لا من أجله أن يعلموا فقط، ولكن من أجل أن يعلموا فيعلموا، سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا: يا رسول الله لنا في الحيوان أجر؟ قال: في كل ذات كبدٍ رطبة أجر لأن هذا كلب من البهائم، فكيف يكون لهذا الرجل الذي سقاه هذا الأجر العظيم؟ هل لنا في البهائم من أجر؟ قال: في كل ذات كبدٍ رطبة أجر الكبد الرطبة تحتاج إلى الماء، لأنها لولا الماء ليبست وهلك الحيوان، إذًا نأخذ من هذا قاعدة وهي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قص علينا قصة من بني إسرائيل فهو من أجل أن نعتبر بها وأن نأخذ منها عبرة، وهذا كما قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ وفي رواية أخرى ولعلها قصة أخرى أن امرأة بغيا من بغايا بني إسرائيل بغيا يعني: أنها تمارس الزنا والعياذ بالله من البغايا رأت كلبا يطيف بركية يعني: يدور عليها عطشان، لكن لا يمكن أن يصل إلى الماء لأنها ركية بئر فنزعت يعني: من هذا البئر فسقت الكلب فغفر الله لها وهذه القصة الثانية، فدل هذا على أن البهائم فيها أجر، كل بهيمة أحسنت إليها بسقي أو إطعام أو وقاية من حر أو وقاية من برد، سواء كانت لك أو لغيرك من بني آدم أو كانت من السوائب فإن لك في ذلك أجرًا عند الله عز وجل، هذا وهن بهائم فكيف بالآدميين؟ إذا أحسنت إلى الآدميين صار أشد وأكثر أجرًا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: من سقى مسلمًا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ... من فضلك، يعني: لو كان ولدك الصغير وقف عند البرادة يقول: أبي ماء وأسقيته وهو ظمآن فقد سقيت مسلمًا على ظمأ، فإن الله يسقيك من الرحيق المختوم، أجر كثير ولله الحمد، غنائم لكن أين القابل لهذه الغنائم؟ أين الذي يخلص النية ويحتسب الأجر على الله عز وجل؟ فأوصيك يا أخي ونفسي أن تحرص دائمًا على اغتنام الأعمال بالنية الصالحة حتى تكون لك ذخرًا عند الله عز وجل يوم القيامة، كم من عمل بالنية صار كبيرًا وكم من عمل بالغفلة كبير لكنه يكون صغيرًا والله الموفق.
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في باب كثرة طرق الخيرات هذه القصة الغريبة التي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي في الطريق مسافرًا أصابه العطش فنزل بئرًا فشرب منها وانتهى عطشه فلما خرج وإذا كلب يأكل الثرى من العطش يأكل الثرى يعني: الطين المبتل الرطب، يأكله من العطش من أجل أن يمص ما فيه من الماء من شدة عطشه فقال الرجل: والله لقد أصاب هذا الكلب من العطش ما أصابه أو بلغ هذا الكلب من العطش ما بلغ بي، ثم نزل البئر وملأ خفه ماء الخف ما يلبس على الرجل من جلود ونحوها فملأه ماء فأمسكه بفيه وجعل يصعد بيديه حتى خرج من البئر فسقى الكلب، فلما سقى الكلب شكر الله له ذلك العمل وغفر له وأدخله الجنة بسببه وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام: الجنة أقرب لأحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك عمل يسير شكر الله للعامل هذا العمل وغفر له الذنوب وأدخله الجنة، ولما حدث الصحابة بهذا الحديث وكانوا رضي الله عنهم أشد الناس حرصًا على العلم، لا من أجله أن يعلموا فقط، ولكن من أجل أن يعلموا فيعلموا، سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا: يا رسول الله لنا في الحيوان أجر؟ قال: في كل ذات كبدٍ رطبة أجر لأن هذا كلب من البهائم، فكيف يكون لهذا الرجل الذي سقاه هذا الأجر العظيم؟ هل لنا في البهائم من أجر؟ قال: في كل ذات كبدٍ رطبة أجر الكبد الرطبة تحتاج إلى الماء، لأنها لولا الماء ليبست وهلك الحيوان، إذًا نأخذ من هذا قاعدة وهي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قص علينا قصة من بني إسرائيل فهو من أجل أن نعتبر بها وأن نأخذ منها عبرة، وهذا كما قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ وفي رواية أخرى ولعلها قصة أخرى أن امرأة بغيا من بغايا بني إسرائيل بغيا يعني: أنها تمارس الزنا والعياذ بالله من البغايا رأت كلبا يطيف بركية يعني: يدور عليها عطشان، لكن لا يمكن أن يصل إلى الماء لأنها ركية بئر فنزعت يعني: من هذا البئر فسقت الكلب فغفر الله لها وهذه القصة الثانية، فدل هذا على أن البهائم فيها أجر، كل بهيمة أحسنت إليها بسقي أو إطعام أو وقاية من حر أو وقاية من برد، سواء كانت لك أو لغيرك من بني آدم أو كانت من السوائب فإن لك في ذلك أجرًا عند الله عز وجل، هذا وهن بهائم فكيف بالآدميين؟ إذا أحسنت إلى الآدميين صار أشد وأكثر أجرًا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: من سقى مسلمًا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ... من فضلك، يعني: لو كان ولدك الصغير وقف عند البرادة يقول: أبي ماء وأسقيته وهو ظمآن فقد سقيت مسلمًا على ظمأ، فإن الله يسقيك من الرحيق المختوم، أجر كثير ولله الحمد، غنائم لكن أين القابل لهذه الغنائم؟ أين الذي يخلص النية ويحتسب الأجر على الله عز وجل؟ فأوصيك يا أخي ونفسي أن تحرص دائمًا على اغتنام الأعمال بالنية الصالحة حتى تكون لك ذخرًا عند الله عز وجل يوم القيامة، كم من عمل بالنية صار كبيرًا وكم من عمل بالغفلة كبير لكنه يكون صغيرًا والله الموفق.
الفتاوى المشابهة
- باب تحريم اتخاذ الكلب إلا لصيد أو ماشية أو ز... - ابن عثيمين
- اقتناء الكلب - اللجنة الدائمة
- حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الله ب... - ابن عثيمين
- من أرسل كلبه فأمسك كلبه ثم جاء كلب آخر فأمسك... - ابن عثيمين
- حكم من أفطر في رمضان للعطش الشديد - ابن باز
- حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن ابن أبي ا... - ابن عثيمين
- مسألة :رجل عطش في نهار رمضان عطشا شديدا حتى... - ابن عثيمين
- حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحم... - ابن عثيمين
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( بينما رجل... - الالباني
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين