تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:  يا ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) متفق عليه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ساق المؤلف هذا الحديث في باب الاستقامة على الطاعة ودوامها، وأن الإنسان لا يقطعها فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو ألا يكون مثل فلان، ويحتمل هذا الإبهام لا تكن مثل فلان يحتمل أنه من النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أحب ألا يذكر اسم الرجل، ويحتمل أنه من عبد الله بن عمرو أبهمه لئلا يطلع عليه الرواة، ويحتمل من الراوي بعد عبد الله بن عمرو، وأيًّا كان ففيه دليل على أن المهم من الأمور والقضايا هي القضية نفسها دون ذكر الأشخاص، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد أن ينهى عن شيء فإنه لا يذكر الأشخاص، وإنما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وما أشبه ذلك، وترك ذكر الشخص فيه فائدتان عظيمتان: الفائدة الأولى: الستر على هذا الشخص، والفائدة الثانية: أن هذا الشخص ربما تتغير حاله فلا يستحق الحكم الذي يحكم عليه في الوقت الحاضر، لأن القلوب بيد الله، فمثلًا افرض أنني رأيت رجلًا على فسق فإذا ذكرت اسمه فقلت لشخص لا تكن مثل فلان يسرق أو يزني أو يشرب الخمر أو ما أشبه ذلك، فربما تتغير حال هذا الرجل ويستقيم ويعبد الله فلا يستحق الحكم الذي ذكرته من قبل، فلهذا كان الإبهام في هذه الأمور أولى وأحسن لما فيه من الستر ولما فيه من الاحتياط إذا تغيرت حال الشخص، وفي قوله عليه الصلاة والسلام: كان يقوم من الليل فترك قيام الليل التحذير من كون الإنسان يعمل العمل الصالح ثم يدعه، فإن هذا قد ينبئ عن رغبة عن الخير وكراهة له وهذا خطر عظيم، وإن كان الإنسان قد يترك الشيء لعذر فإذا تركه لعذر فإن كان مما يمكن قضاؤه قضاه، وإن كان مما لا يمكن قضاؤه فإن الله تعالى يعفو عنه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا وكذلك إذا تركه لعذر فإنه يقضيه، ففي حديث عائشة الذي ساقه المؤلف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ترك قيام الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، لأنه صلى الله عليه وسلم يوتر بإحدى عشرة ركعة فإذا قضى الليل ولم يوتر لنوم أو شبهه فإنه يقضي هذه الصلاة، لكن لما فات وقت الوتر صار المشروع أن يجعله شفعًا، وبناء على ذلك فمن كان يوتر بثلاث ونام عن وتر فليصل في النهار أربعًا، وإذا كان يوتر بخمس فليصل ستًّا، وإذا كان يوتر بسبع فليصل ثمانية، وإذا كان يوتر بتسع فليصل عشرًا، وإذا كان يوتر بإحدى عشر فليصل اثنتي عشرة ركعة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، وفي هذا دليل على فائدة مهمة وهي أن العبادة المؤقتة إذا فاتت عن وقتها لعذر فإنها تقضى، أما العبادة المربوطة بسبب فإنه إذا زال سببها لا تقضى، ومن ذلك سنة الوضوء مثلًا إذا توضا الإنسان فإن من السنة أن يصلي ركعتين فإذا نسي ولم يذكر إلا بعد مدة طويلة سقطت عنه، وكذلك إذا دخل المسجد وجلس ناسيًا ولم يذكر إلا بعد مدة طويلة فإن تحية المسجد تسقط عنه، لأن المقرون بسبب لا بد أن يكون مواليًا للسبب فإن فصل بينهما سقط، والله الموفق.
القارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها، قال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ".

Webiste