تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ... وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
سبق الكلام على هذا الحديث العظيم حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقالوا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي سبق الكلام على هذا كله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فإنه من يعش منكم فسيري اختلافًا كثيرًا يعني: من يعش منكم أي يمد له في عمره فسيرى اختلافًا كثيرًا، اختلافًا كثيرًا في الولاية، واختلافًا كثيرًا في الرأي، واختلافًا كثيرًا في العمل، واختلافًا كثيرًا في حال الناس عمومًا وفي حال بعض الأفراد خصوصًا، وهذا الذي وقع فإن الصحابة رضي الله عنهم لم ينقرضوا حتى حصلت الفتن العظيمة في مقتل عثمان رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وقبلهما مقتل عمر بن الخطاب وغير ذلك من الفتن المعروفة في كتب التاريخ، والتي يجب علينا نحن إزاء هذه الفتن أن نمسك عما شجر بين الصحابة ألا نخوض فيه وألا نتكلم فيه، لأنه كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: " هذه دماء طهر الله سيوفنا منها فيجب أن نطهر ألسنتنا منها " وصدق رضي الله عنه ما فائدتنا أن ننبش عما جرى بين علي بن أبي طالب وعائشة، وبين علي ومعاوية وما أشبه ذلك من الحروب التي مضت وانقضت، ذكرى هذه الحروب وتذكرها لا يزيدنا إلا ضلالًا، لأننا في هذه الحال نحقد على بعض الصحابة ونغلو في بعض، كما فعلت الرافضة حين غلوا في آل البيت زعموا أنهم يوالون آل البيت، وبالله العظيم إن آل البيت لبرآء من غلوهم، وأول من تبرأ من غلوهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإن السبئية أتباع عبد الله بن سبأ وهو أول من سن الرفض في هذه الأمة وكان يهوديًا أظهر الإسلام ليفسد الإسلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد سبر حال القوم وعرفها قال: " إن عبد الله بن سبأ اليهودي دخل في الإسلام ليفسده كما دخل بولس في دين النصارى ليفسده " هذا أعني عبد الله بن سبأ -عليه من الله ما تولاه- هذا الرجل تظاهر بأنه يحب آل البيت وأنه يدافع عنهم، يدافع عن علي بن أبي طالب حتى إنه قام بين يدي علي بن أبي طالب يقول له: " أنت الله حقًّا " قاتله الله، لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو علي أمر بالأخدود بالحفر فحفرت ثم ملئت حطبًا ثم دعا بهذا الرجل وأتباعه فأوقد فيهم النار، أحرقهم بالنار لأن ذنبهم عظيم والعياذ بالله، ويقال إن عبد الله بن سبأ أفلت، أفلت منه وذهب إلى مصر والله أعلم، إنما أتباعه أحرقهم بالنار، قال ابن عباس رضي الله عنهما حين بلغه الخبر قال: إن علي بن أبي طالب أصاب في قتلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه وهؤلاء بدلوا دينهم، ولكن لو كنت إياه ما أحرقتهم في النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يعذب بالنار إلا رب النار فبلغ ذلك علي بن أبي طالب فقال: ما أسقط ابن أم الفضل على الهنات يعني: على العيب، كأنه رضي الله عنه صوَّب ما قال عبد الله بن عباس، المهم أنني أقول: إن من مذهب أهل السنة والجماعة أن نسكت عما شجر بين الصحابة، نسكت ما نتكلم، نعرض بقلوبنا وألسنتنا عما جرى بينهم ونقول: كلهم مجتهدون، المصيب منهم له أجران والمخطئ منهم له أجر واحد وتلك أمة قد خلت لها كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون لو قرأ الإنسان التاريخ حول هذه الأمور لوجد العجب العجاب، وجد من ينتصر لبني أمية ويقدح في علي بن أبي طالب وآل النبي، ووجد من يغلو في علي بن أبي طالب وآل النبي ويقدح قدحًا عظيمًا في بني أمية، لماذا؟ لأن التاريخ يا إخواني يخضع للسياسة يخضع للسياسة، الآن لو أن أحدا من رؤساء الوزراء في الدول تولى لكان هو الرجل المحنك العظيم الذي يمدح مساءً وصباحًا، فإذا سقط ماذا يكون؟ لا يساوي فَلسًا وذمه الناس، فالتاريخ الحاضر كالتاريخ الغابر، سواء يخضع للسياسة، ولذلك يجب علينا نحن فيما يتعلق بالتاريخ ألا نتعجل في الحكم، لأن التاريخ يكون فيه كذب، يكون فيه هوى تغير الحقائق، ينشر غير ما يكون، يحذف ما يكون، كل هذا تبعًا للسياسة ولكن على كل حال ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم فيجب علينا أن نكف عنه، أن نكف عنه كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، حتى لا يكون في قلوبنا غل على أحد منهم، نحبهم كلهم ونسأل الله أن يميتنا على حبهم، نحبهم كلهم ونقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: من يعش منكم فسيري اختلافًا كثيرًا وهذا هو الذي وقع، ولكن قل لي هل هذه الجملة تتنزل على كل زمان؟ بمعنى أن من عاش من الناس رأى التغير أو هذا خاص فيمن خاطبهم الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ماذا تقولون؟ نعم ربما نقول ينطبق على كل زمن، الذين عمروا منا ولهم أعمار سابقة يجدون الاختلاف العظيم بين أول حياتهم وآخر حياتهم، فمن عاش ومد له في العمر رأى التغير العظيم في الناس رأى التغير إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ثم حث النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الاختلاف حث على لزوم سنة واحدة، فقال: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وسيأتي إن شاء الله الكلام على بقية الحديث.
سبق الكلام على هذا الحديث العظيم حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقالوا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي سبق الكلام على هذا كله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فإنه من يعش منكم فسيري اختلافًا كثيرًا يعني: من يعش منكم أي يمد له في عمره فسيرى اختلافًا كثيرًا، اختلافًا كثيرًا في الولاية، واختلافًا كثيرًا في الرأي، واختلافًا كثيرًا في العمل، واختلافًا كثيرًا في حال الناس عمومًا وفي حال بعض الأفراد خصوصًا، وهذا الذي وقع فإن الصحابة رضي الله عنهم لم ينقرضوا حتى حصلت الفتن العظيمة في مقتل عثمان رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وقبلهما مقتل عمر بن الخطاب وغير ذلك من الفتن المعروفة في كتب التاريخ، والتي يجب علينا نحن إزاء هذه الفتن أن نمسك عما شجر بين الصحابة ألا نخوض فيه وألا نتكلم فيه، لأنه كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: " هذه دماء طهر الله سيوفنا منها فيجب أن نطهر ألسنتنا منها " وصدق رضي الله عنه ما فائدتنا أن ننبش عما جرى بين علي بن أبي طالب وعائشة، وبين علي ومعاوية وما أشبه ذلك من الحروب التي مضت وانقضت، ذكرى هذه الحروب وتذكرها لا يزيدنا إلا ضلالًا، لأننا في هذه الحال نحقد على بعض الصحابة ونغلو في بعض، كما فعلت الرافضة حين غلوا في آل البيت زعموا أنهم يوالون آل البيت، وبالله العظيم إن آل البيت لبرآء من غلوهم، وأول من تبرأ من غلوهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإن السبئية أتباع عبد الله بن سبأ وهو أول من سن الرفض في هذه الأمة وكان يهوديًا أظهر الإسلام ليفسد الإسلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد سبر حال القوم وعرفها قال: " إن عبد الله بن سبأ اليهودي دخل في الإسلام ليفسده كما دخل بولس في دين النصارى ليفسده " هذا أعني عبد الله بن سبأ -عليه من الله ما تولاه- هذا الرجل تظاهر بأنه يحب آل البيت وأنه يدافع عنهم، يدافع عن علي بن أبي طالب حتى إنه قام بين يدي علي بن أبي طالب يقول له: " أنت الله حقًّا " قاتله الله، لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو علي أمر بالأخدود بالحفر فحفرت ثم ملئت حطبًا ثم دعا بهذا الرجل وأتباعه فأوقد فيهم النار، أحرقهم بالنار لأن ذنبهم عظيم والعياذ بالله، ويقال إن عبد الله بن سبأ أفلت، أفلت منه وذهب إلى مصر والله أعلم، إنما أتباعه أحرقهم بالنار، قال ابن عباس رضي الله عنهما حين بلغه الخبر قال: إن علي بن أبي طالب أصاب في قتلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه وهؤلاء بدلوا دينهم، ولكن لو كنت إياه ما أحرقتهم في النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يعذب بالنار إلا رب النار فبلغ ذلك علي بن أبي طالب فقال: ما أسقط ابن أم الفضل على الهنات يعني: على العيب، كأنه رضي الله عنه صوَّب ما قال عبد الله بن عباس، المهم أنني أقول: إن من مذهب أهل السنة والجماعة أن نسكت عما شجر بين الصحابة، نسكت ما نتكلم، نعرض بقلوبنا وألسنتنا عما جرى بينهم ونقول: كلهم مجتهدون، المصيب منهم له أجران والمخطئ منهم له أجر واحد وتلك أمة قد خلت لها كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون لو قرأ الإنسان التاريخ حول هذه الأمور لوجد العجب العجاب، وجد من ينتصر لبني أمية ويقدح في علي بن أبي طالب وآل النبي، ووجد من يغلو في علي بن أبي طالب وآل النبي ويقدح قدحًا عظيمًا في بني أمية، لماذا؟ لأن التاريخ يا إخواني يخضع للسياسة يخضع للسياسة، الآن لو أن أحدا من رؤساء الوزراء في الدول تولى لكان هو الرجل المحنك العظيم الذي يمدح مساءً وصباحًا، فإذا سقط ماذا يكون؟ لا يساوي فَلسًا وذمه الناس، فالتاريخ الحاضر كالتاريخ الغابر، سواء يخضع للسياسة، ولذلك يجب علينا نحن فيما يتعلق بالتاريخ ألا نتعجل في الحكم، لأن التاريخ يكون فيه كذب، يكون فيه هوى تغير الحقائق، ينشر غير ما يكون، يحذف ما يكون، كل هذا تبعًا للسياسة ولكن على كل حال ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم فيجب علينا أن نكف عنه، أن نكف عنه كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، حتى لا يكون في قلوبنا غل على أحد منهم، نحبهم كلهم ونسأل الله أن يميتنا على حبهم، نحبهم كلهم ونقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: من يعش منكم فسيري اختلافًا كثيرًا وهذا هو الذي وقع، ولكن قل لي هل هذه الجملة تتنزل على كل زمان؟ بمعنى أن من عاش من الناس رأى التغير أو هذا خاص فيمن خاطبهم الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ماذا تقولون؟ نعم ربما نقول ينطبق على كل زمن، الذين عمروا منا ولهم أعمار سابقة يجدون الاختلاف العظيم بين أول حياتهم وآخر حياتهم، فمن عاش ومد له في العمر رأى التغير العظيم في الناس رأى التغير إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ثم حث النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الاختلاف حث على لزوم سنة واحدة، فقال: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وسيأتي إن شاء الله الكلام على بقية الحديث.
الفتاوى المشابهة
- .شرح قول المصنف : واتباع وصية رسول الله صلى... - ابن عثيمين
- ذكر الشيخ حديث العرباض بن سارية " ... عليكم بس... - الالباني
- ذكر الشيخ لحديث عائشة والعرباض بن سارية رضي ال... - الالباني
- نصيحة الشيخ بالتزام الكتاب و السنة على فهم الس... - الالباني
- شرح حديث العرباض بن سارية . - الالباني
- شرح قول المصنف "...وقال النبي صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين