تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ... وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وحث على التمسك بها والعض عليها بالنواجذ قال: وإياكم ومحدثات الأمور إياكم ومحدثات الأمر يعني: أحذركم من محدثات الأمور أي: من الأمور المحدثة وهذه الإضافة من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، والأمور المحدثة يعني بها صلوات الله وسلامه عليه المحدثات في دين الله، وذلك لأن الأصل في ما يدين به الإنسان ربه ويتقرب به إليه الأصل فيه المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنه مشروع، ولهذا أنكر الله عز وجل من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وأنكر على من شرع في دينه ما لم يأذن به فقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وقال: قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ أما الأمور العادية وأمور الدنيا فهذه لا ينكر على محدثاتها إلا إذا كان قد نص على تحريمها، أو كان داخلًا في قاعدة عامة تدل على التحريم، فمثلًا: السيارات والدبابات وما أشبهها لا نقول إن هذه محدثة لم توجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز استعمالها، نقول: هذه من الأمور الدنيوية، الثياب أنواعها لا نقول لا تلبس إلا ما يلبسه الصحابة، البس ما شئت مما أحل الله لك، لأن الأصل الحل إلا ما نص الشرع على تحريمه، كتحريم الحرير على الرجال والذهب على الرجال، وتحريم ما فيه صورة وما أشبه ذلك، فقوله صلوات وسلامه عليه: إياكم ومحدثات الأمور يعني: في دين الله وفيما يتعبد به الإنسان لربه، ثم قال: فإن كل بدعة ضلالة يعني: كل بدعة في دين الله فهي ضلالة وإن ظن صاحبها أنها خير وأنها هدى فإنها ضلالة لا تزيده من الله إلا بعدًا، وقوله صلوات الله وسلامه عليه: كل بدعة ضلالة يشمل ما كان مبتدعًا في أصله وما كان مبتدعًا في وصفه، فمثلًا لو أن أحدًا أراد أن يذكر الله بأذكار معينة بصفتها أو عددها بدون سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننكر عليه، لا ننكر أصل الذكر لكن ننكر ترتيبه على صفة معينة بدون دليل، فإن قال قائل: ما تقولون في قول عمر رضي الله عنه حين أمر أبي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوم للناس في رمضان في تراويحهم، وأن يجتمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا أوزاعًا، فخرج ذات ليلة والناس خلف إمامهم فقال: نعمت البدعة هذه فأثنى عليها ووصفها بأنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: كل بدعة ضلالة قلنا: إن هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة، لكنها بدعة نسبية، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثلاث ليال أو أربع ليال في رمضان يقوم بهم ثم تخلف في الثالثة أو الرابعة وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم فصار الاجتماع على إمام واحد في قيام رمضان سنة سنها النبي عليه الصلاة والسلام، لكن تركها خوفًا من أن تفرض علينا، ثم بقيت الحال على ما هي عليه يصلي الرجلان والثلاثة والواحد على حدة في خلافة أبي بكر وفي أول خلافة عمر، ثم جمع الناس على إمام واحد فصار هذا الجمع بدعة بالنسبة لتركه في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر، فهذه بدعة نسبية، وإن شئت فقل إنها بدعة إضافية، يعني بالنسبة لترك الناس لها هذه المدة آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم خلافة أبي بكر أول خلافة عمر، ثم إنه بعد ذلك استأنفت هذه الصلاة، وإلا فلا شك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة عام، وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الخلق عليه الصلاة والسلام، كلام واضح كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها ضلالة، والله الموفق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وحث على التمسك بها والعض عليها بالنواجذ قال: وإياكم ومحدثات الأمور إياكم ومحدثات الأمر يعني: أحذركم من محدثات الأمور أي: من الأمور المحدثة وهذه الإضافة من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، والأمور المحدثة يعني بها صلوات الله وسلامه عليه المحدثات في دين الله، وذلك لأن الأصل في ما يدين به الإنسان ربه ويتقرب به إليه الأصل فيه المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنه مشروع، ولهذا أنكر الله عز وجل من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وأنكر على من شرع في دينه ما لم يأذن به فقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وقال: قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ أما الأمور العادية وأمور الدنيا فهذه لا ينكر على محدثاتها إلا إذا كان قد نص على تحريمها، أو كان داخلًا في قاعدة عامة تدل على التحريم، فمثلًا: السيارات والدبابات وما أشبهها لا نقول إن هذه محدثة لم توجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز استعمالها، نقول: هذه من الأمور الدنيوية، الثياب أنواعها لا نقول لا تلبس إلا ما يلبسه الصحابة، البس ما شئت مما أحل الله لك، لأن الأصل الحل إلا ما نص الشرع على تحريمه، كتحريم الحرير على الرجال والذهب على الرجال، وتحريم ما فيه صورة وما أشبه ذلك، فقوله صلوات وسلامه عليه: إياكم ومحدثات الأمور يعني: في دين الله وفيما يتعبد به الإنسان لربه، ثم قال: فإن كل بدعة ضلالة يعني: كل بدعة في دين الله فهي ضلالة وإن ظن صاحبها أنها خير وأنها هدى فإنها ضلالة لا تزيده من الله إلا بعدًا، وقوله صلوات الله وسلامه عليه: كل بدعة ضلالة يشمل ما كان مبتدعًا في أصله وما كان مبتدعًا في وصفه، فمثلًا لو أن أحدًا أراد أن يذكر الله بأذكار معينة بصفتها أو عددها بدون سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننكر عليه، لا ننكر أصل الذكر لكن ننكر ترتيبه على صفة معينة بدون دليل، فإن قال قائل: ما تقولون في قول عمر رضي الله عنه حين أمر أبي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوم للناس في رمضان في تراويحهم، وأن يجتمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا أوزاعًا، فخرج ذات ليلة والناس خلف إمامهم فقال: نعمت البدعة هذه فأثنى عليها ووصفها بأنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: كل بدعة ضلالة قلنا: إن هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة، لكنها بدعة نسبية، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثلاث ليال أو أربع ليال في رمضان يقوم بهم ثم تخلف في الثالثة أو الرابعة وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم فصار الاجتماع على إمام واحد في قيام رمضان سنة سنها النبي عليه الصلاة والسلام، لكن تركها خوفًا من أن تفرض علينا، ثم بقيت الحال على ما هي عليه يصلي الرجلان والثلاثة والواحد على حدة في خلافة أبي بكر وفي أول خلافة عمر، ثم جمع الناس على إمام واحد فصار هذا الجمع بدعة بالنسبة لتركه في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر، فهذه بدعة نسبية، وإن شئت فقل إنها بدعة إضافية، يعني بالنسبة لترك الناس لها هذه المدة آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم خلافة أبي بكر أول خلافة عمر، ثم إنه بعد ذلك استأنفت هذه الصلاة، وإلا فلا شك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة عام، وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الخلق عليه الصلاة والسلام، كلام واضح كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها ضلالة، والله الموفق.
الفتاوى المشابهة
- البدع كلها ضلال - ابن عثيمين
- ذكر حديث عائشة والعرباض بن سارية - رضي الله عن... - الالباني
- شرح قول المصنف "...وقال النبي صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- هل في الدين بدعة حسنة أم أن كل بدعة ضلالة .؟ و... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- توضيح حكم البدعة وتقسيماتها وأن كل بدعة ضلالة... - الالباني
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : .....وإياكم ومحدثات الأمور... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين