شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب في التعاون على البر والتقوى . قال الله تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى )) وقال تعالى (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) قال الإمام الشافعي رحمه الله كلاما معناه إن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب التعاون على البر والتقوى " التعاون معناه التساعد وأن يعين الناس بعضهم بعضًا على البر والتقوى، فالبر فعل الخير، والتقوى اتقاء الشر، وذلك أن الناس يعملون على وجهين: على ما فيه الخير وعلى ما فيه الشر، فأما ما فيه الخير فالتعاون عليه أن تساعد صاحبك على هذا الفعل وتيسر له الأمر سواء كان هذا مما يتعلق بك أو مما يتعلق بغيرك، وأما الشر فالتعاون فيه هو أن تُحذر منه وأن تمنع منه ما استطعت وأن تشير على من أراد أن يفعله بتركه وهكذا، فالبر فعل الخير والتعاون عليه هو التساعد على فعله وتيسيره للناس، والتقوى اتقاء الشر والتعاون عليه أن تحول بين الناس وبين فعل الشر وأن تحذرهم منه حتى تكون الأمة أمة واحدة، وهذا الأمر في قوله: وتعاونوا أمر إيجاب فيما يجب واستحباب فيما يستحب، وكذلك في التقوى أمر إيجاب فيما يحرم وأمر استحباب فيما يكره، وأما الدليل الثاني في التعاون على البر والتقوى فهو ما ذكره المؤلف رحمه الله من سياق سورة العصر حيث قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر فأقسم الله تعالى بالعصر الذي هو الزمن، وإنما أقسم الله به لأن الزمن هو وعاء الأعمال، والناس فيه منهم من يملؤه خيرًا ومنهم من يملؤه شرًّا والعياذ بالله، فأقسم بالعصر لمناسبة المقسم به للمقسم عليه وهو أعمال العباد، فقال: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ الإنسان عام يشمل كل إنسان من مؤمن وكافر وعدل وفاسق وذكر وأنثى، كل الإنسان في خسر خاسر كل عمله خسران عليه، تعب في الدنيا وعدم فائدة في الآخرة إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر فأصلحوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح وأصلحوا غيرهم بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فالإيمان هو الإيمان بكل ما يجب الإيمان به مما أخبر الله به ورسوله، وقد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ستة أركان، وأما عمل الصالحات فهو عمل كل ما يقرب إلى الله، ولا يكون العمل صالحًا إلا بشرطين هما: الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله، الإخلاص لله بمعنى ألا تقصد بعملك هذا عباد الله لا تقصد بعملك هذا عباد الله ألا تقصد بعملك عباد الله لا تقصد إلا وجه الله والدار الآخرة، وأما المتابعة: فهي المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بحيث لا تأتي ببدعة ، لأن البدعة وإن أخلص الإنسان فيها مردودة من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد والعبادة التي فيها الاتباع لكنها فيها رياء مردودة أيضًا لقوله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك وهو حديث قدسي: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه هذا الصالحات ما كان خالصًا لله موافق لشريعة الله، وأما قوله: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ يعني أن بعضهم يوصي بعضًا بالحق وهو ما جاءت به الرسل وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر عليه لأن النفس تحتاج إلى صبر لفعل الطاعات وترك المحرمات، قال الشافعي رحمه الله: " لو لم ينزل الله على عباده سورة غير هذه السورة لكفتهم " لأنها جامعة مانعة، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من المؤمنين العاملين الصالحات المتواصين بالحق المتواصين بالصبر إنه سميع قريب.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب التعاون على البر والتقوى " التعاون معناه التساعد وأن يعين الناس بعضهم بعضًا على البر والتقوى، فالبر فعل الخير، والتقوى اتقاء الشر، وذلك أن الناس يعملون على وجهين: على ما فيه الخير وعلى ما فيه الشر، فأما ما فيه الخير فالتعاون عليه أن تساعد صاحبك على هذا الفعل وتيسر له الأمر سواء كان هذا مما يتعلق بك أو مما يتعلق بغيرك، وأما الشر فالتعاون فيه هو أن تُحذر منه وأن تمنع منه ما استطعت وأن تشير على من أراد أن يفعله بتركه وهكذا، فالبر فعل الخير والتعاون عليه هو التساعد على فعله وتيسيره للناس، والتقوى اتقاء الشر والتعاون عليه أن تحول بين الناس وبين فعل الشر وأن تحذرهم منه حتى تكون الأمة أمة واحدة، وهذا الأمر في قوله: وتعاونوا أمر إيجاب فيما يجب واستحباب فيما يستحب، وكذلك في التقوى أمر إيجاب فيما يحرم وأمر استحباب فيما يكره، وأما الدليل الثاني في التعاون على البر والتقوى فهو ما ذكره المؤلف رحمه الله من سياق سورة العصر حيث قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر فأقسم الله تعالى بالعصر الذي هو الزمن، وإنما أقسم الله به لأن الزمن هو وعاء الأعمال، والناس فيه منهم من يملؤه خيرًا ومنهم من يملؤه شرًّا والعياذ بالله، فأقسم بالعصر لمناسبة المقسم به للمقسم عليه وهو أعمال العباد، فقال: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ الإنسان عام يشمل كل إنسان من مؤمن وكافر وعدل وفاسق وذكر وأنثى، كل الإنسان في خسر خاسر كل عمله خسران عليه، تعب في الدنيا وعدم فائدة في الآخرة إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر فأصلحوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح وأصلحوا غيرهم بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فالإيمان هو الإيمان بكل ما يجب الإيمان به مما أخبر الله به ورسوله، وقد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ستة أركان، وأما عمل الصالحات فهو عمل كل ما يقرب إلى الله، ولا يكون العمل صالحًا إلا بشرطين هما: الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله، الإخلاص لله بمعنى ألا تقصد بعملك هذا عباد الله لا تقصد بعملك هذا عباد الله ألا تقصد بعملك عباد الله لا تقصد إلا وجه الله والدار الآخرة، وأما المتابعة: فهي المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بحيث لا تأتي ببدعة ، لأن البدعة وإن أخلص الإنسان فيها مردودة من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد والعبادة التي فيها الاتباع لكنها فيها رياء مردودة أيضًا لقوله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك وهو حديث قدسي: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه هذا الصالحات ما كان خالصًا لله موافق لشريعة الله، وأما قوله: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ يعني أن بعضهم يوصي بعضًا بالحق وهو ما جاءت به الرسل وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر عليه لأن النفس تحتاج إلى صبر لفعل الطاعات وترك المحرمات، قال الشافعي رحمه الله: " لو لم ينزل الله على عباده سورة غير هذه السورة لكفتهم " لأنها جامعة مانعة، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من المؤمنين العاملين الصالحات المتواصين بالحق المتواصين بالصبر إنه سميع قريب.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- التعاون على البر والتقوى - ابن باز
- شرح : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاون... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وتواصوا بالصبر) - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" وتواصوا بالحق وتواصوا بالص... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ثم كان من الذين آمنوا وتو... - ابن عثيمين
- وجوب تعاون المسلم مع إخوانه المسلمين على البر و... - ابن باز
- تفسيرقوله تعالى ( والعصر ، إن الإنسان لفي خس... - ابن عثيمين
- ما تفسير قوله تعالى (( والعصر ، إن الإنسان ل... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين