فائدة : الحكمة من قول الله تعالى لبني إسرائيل : كونوا قردة .. ولم يقل : كونوا حميرا أو شيئا آخر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ما قال: كونوا حميرًا لو قال: كونوا حميرًا كانوا حميرًا، لكن قال: كونوا قردة لأن القرد أشبه ما يكون بالإنسان، وفعلهم الخبيث أشبه ما يكون بالحلال لأنه حيلة، اللي يراه ظاهريًّا يقول هذا ما صادوا يوم السبت، ما اصطادوا يوم السبت وضعوا الشباك يوم الجمعة وأخذوها يوم الأحد فصورته صورة حلال، لكنه حرام فصارت العقوبة مناسبة تمامًا للعمل، وفي هذا قاعدة ذكرها الله عز وجل في كتابه أن الجزاء من جنس العمل قال: فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ كل إنسان يؤخذ بمثل جريمته، فهؤلاء قيل لهم كونوا قردة خاسئين فصاروا قردة أصبحوا قردة يتعاوون والعياذ بالله في الأسواق، لكن هنا يقول: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وهم انقسموا ثلاثة أقسام: قسم فعل الحيلة، وقسم سكت، وقسم نهى، الذين سكتوا كانوا يقولون للذين ينهون عن السوء لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً يعني: اتركوهم هؤلاء هالكين لا تعظونهم ما ينفع فيهم الموعظة قالوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ يعني: نستفيد فائدتين: المعذرة إلى الله وأن يكون لنا عذر عند الله عز وجل، ولعلهم يتقون، كما قال الله تعالى في فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى وهنا قال: لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ولكن سكت الله عز وجل عن هذه الطائفة الثالثة أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ فاختلف العلماء: هل الطائفة الساكتة أخذت بالعذاب أو أنها نجت؟ والذي ينبغي علينا أن نسكت كما سكت الله، نقول: أما التي نهت فقد نجت، وأما التي وقعت في الحرام فقد هلكت وأخذت بالعذاب، وأما الساكتة فقط سكت الله عنها ويسعنا ما في كتاب الله عز وجل، والله الموفق.
... بالقوة، باللسان بأن يزال منكرهم بالأمر والنهي والموعظة، بالقلب إذا عجز الإنسان فإنه يجاهدهم بقلبه أي يضمر في نفسه أنه متى قدر على أن يغير ما فيهم من المنكر فعل، فيكون عازمًا بقلبه على جهادهم، فهذا أيضًا يكون مؤمنًا، ولكن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، يعني إذا لم يجاهد ولو بالقلب فإنه ليس عنده شيء من الإيمان، لأن الجهاد بالقلب إذا اتقى الله ما استطاع هو من الإيمان بلا شك، ولكن يجب أن يكون الإنسان باذلًا لجهده في إزالة المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب، والله الموفق.
... بالقوة، باللسان بأن يزال منكرهم بالأمر والنهي والموعظة، بالقلب إذا عجز الإنسان فإنه يجاهدهم بقلبه أي يضمر في نفسه أنه متى قدر على أن يغير ما فيهم من المنكر فعل، فيكون عازمًا بقلبه على جهادهم، فهذا أيضًا يكون مؤمنًا، ولكن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، يعني إذا لم يجاهد ولو بالقلب فإنه ليس عنده شيء من الإيمان، لأن الجهاد بالقلب إذا اتقى الله ما استطاع هو من الإيمان بلا شك، ولكن يجب أن يكون الإنسان باذلًا لجهده في إزالة المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب، والله الموفق.
الفتاوى المشابهة
- ذكر قصة أصحاب السبت والإبتلاء بتسهيل المعصية. - ابن عثيمين
- باب غزوة ذي قرد وغيرها - ابن عثيمين
- لقد درست في العام الماضي أصل منشأ الإنسان في... - ابن عثيمين
- حقيقة قول: إن أصل الإنسان قرد - اللجنة الدائمة
- بيع القردة - اللجنة الدائمة
- ما صحة ما جاء في صحيح البخاري من أن قرد وقردة... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- أكل القردة - اللجنة الدائمة
- حكم أكل القرد - اللجنة الدائمة
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- فائدة : الحكمة من قول الله تعالى لبني إسرائي... - ابن عثيمين