شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) متفق عليه . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم فإذا آخذه لم يفلته ) ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين هذا فيه نوع من أنواع الظلم وهو ظلم الأراضي، وظلم الأراضي من أكبر الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من غَيَّر مَنار الأرض لعن من غَيَّر منار الأرض، قال العلماء: " منار الأرض حدودها " لأنه مأخوذ من المنور وهو العلامة، فإذا غير الإنسان منار الأرض بأن أدخل شيئًا من أرض جاره إلى أرضه فإنه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وثمة عقوبة أخرى وهو ما ذكره في هذا الحديث أنه إذا ظلم قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين لأن الأرضين سبع كما جاءت به السنة صريحًا، وكما ذكره الله تعالى في القرآن إشارة قال الله تعالى: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ومعلوم أن المماثلة هنا ليست في الكيفية، لأن بين السماء والأرض من الفرق كما بينهما من المسافة، الأرض أكبر بكثير السماء أكثر بكثير من الأرض وأوسع وأعظم قال الله تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ أي بقوة، وقال تعالى: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً أي قوية فالإنسان إذا ظلم قيد شبر من الأرض يطوق هذا يوم القيامة من سبع أرضين يعني يجعل طوقًا في عنقه والعياذ بالله، يحمله أمام الناس أمام العالم يخزى به يوم القيامة ويتعب به، وقوله: قيد شبر من الأرض ليس هذا على سبيل القيد بل هو على سبيل المبالغة يعني فإن ظلم ما دونه طوقه أيضًا، لكن العرب يذكرون مثل هذا للمبالغة، يعني لو كان شيئًا قليلًا قيد شبر فإنه يطوقه يوم القيامة، وفي هذا الحديث دليل على أن من ملك الأرض ملك قعرها إلى الأرض السابعة، إذا ملك الإنسان قطعة من الأرض فهي ملكه إلى الأرض السابعة، فليس لأحد أن يضع نفقًا تحت أرضك إلا بإذنك، يعني لو فرض أن لك أرضًا مسافتها ثلاثة أمتار بين أرضين لجارك، فأراد جارك أن يفتح نفقًا بين أرضيه وتحت أرضك فليس له الحق في ذلك، لأنك تملك الأرض وما تحتها إلى الأرض السابعة، كما أن الهواء لك إلى السماء فلا أحد يستطيع أن يبني على أرضك سقفًا إلا بإذنك، ولهذا قال العلماء: الهواء تابع للقرار، والقرار ثابت إلى الأرض السابعة، فالإنسان له من فوق ومن تحت مقدار ملكه لا أحد يتجرأ عليه، قال أهل العلم: ولو كان عند جارك شجرة فامتدت أغصانها إلى أرضك وصار الغصن على أرضك فإن الجار يلويه عن أرضك، فإن لم يمكن ليه فإنه يقطع إلا بإذن منك، لأن الهواء لك، الهواء تابع للقرار، أما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته يملي له يعني يمهل له حتى يتمادى في ظلمه والعياذ بالله، فلا يعاجله بالعقوبة وهذا من البلاء نسأل لله أن يعيذنا وإياكم من البلاء، أن يملى للإنسان فيظلمه فلا يعاقب به سريعا حتى تتكدس عليه المظالم فإذا أخذه الله لم يفلته، أخذه أخذ عزيز مقتدر، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ فعلى الإنسان الظالم أن يفكر في نفسه وأن لا يغتر بإملاء الله له فإن ذلك مصيبة فوق مصيبة الظلم، لأن الإنسان إذا عوقب بالظلم عاجلًا ربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم، لكن إذا أملي له واكتسب آثامًا واكتسب ظلمًا ازدادت عقوبته والعياذ بالله، فيؤخذ على غرة حتى إذا أخذه الله لم يفلته، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الاعتبار بآياته وأن يعيذنا وإياكم من ظلم أنفسنا وظلم غيرنا إنه جواد كريم.
نقل المؤلف عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين هذا فيه نوع من أنواع الظلم وهو ظلم الأراضي، وظلم الأراضي من أكبر الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من غَيَّر مَنار الأرض لعن من غَيَّر منار الأرض، قال العلماء: " منار الأرض حدودها " لأنه مأخوذ من المنور وهو العلامة، فإذا غير الإنسان منار الأرض بأن أدخل شيئًا من أرض جاره إلى أرضه فإنه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وثمة عقوبة أخرى وهو ما ذكره في هذا الحديث أنه إذا ظلم قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين لأن الأرضين سبع كما جاءت به السنة صريحًا، وكما ذكره الله تعالى في القرآن إشارة قال الله تعالى: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ومعلوم أن المماثلة هنا ليست في الكيفية، لأن بين السماء والأرض من الفرق كما بينهما من المسافة، الأرض أكبر بكثير السماء أكثر بكثير من الأرض وأوسع وأعظم قال الله تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ أي بقوة، وقال تعالى: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً أي قوية فالإنسان إذا ظلم قيد شبر من الأرض يطوق هذا يوم القيامة من سبع أرضين يعني يجعل طوقًا في عنقه والعياذ بالله، يحمله أمام الناس أمام العالم يخزى به يوم القيامة ويتعب به، وقوله: قيد شبر من الأرض ليس هذا على سبيل القيد بل هو على سبيل المبالغة يعني فإن ظلم ما دونه طوقه أيضًا، لكن العرب يذكرون مثل هذا للمبالغة، يعني لو كان شيئًا قليلًا قيد شبر فإنه يطوقه يوم القيامة، وفي هذا الحديث دليل على أن من ملك الأرض ملك قعرها إلى الأرض السابعة، إذا ملك الإنسان قطعة من الأرض فهي ملكه إلى الأرض السابعة، فليس لأحد أن يضع نفقًا تحت أرضك إلا بإذنك، يعني لو فرض أن لك أرضًا مسافتها ثلاثة أمتار بين أرضين لجارك، فأراد جارك أن يفتح نفقًا بين أرضيه وتحت أرضك فليس له الحق في ذلك، لأنك تملك الأرض وما تحتها إلى الأرض السابعة، كما أن الهواء لك إلى السماء فلا أحد يستطيع أن يبني على أرضك سقفًا إلا بإذنك، ولهذا قال العلماء: الهواء تابع للقرار، والقرار ثابت إلى الأرض السابعة، فالإنسان له من فوق ومن تحت مقدار ملكه لا أحد يتجرأ عليه، قال أهل العلم: ولو كان عند جارك شجرة فامتدت أغصانها إلى أرضك وصار الغصن على أرضك فإن الجار يلويه عن أرضك، فإن لم يمكن ليه فإنه يقطع إلا بإذن منك، لأن الهواء لك، الهواء تابع للقرار، أما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته يملي له يعني يمهل له حتى يتمادى في ظلمه والعياذ بالله، فلا يعاجله بالعقوبة وهذا من البلاء نسأل لله أن يعيذنا وإياكم من البلاء، أن يملى للإنسان فيظلمه فلا يعاقب به سريعا حتى تتكدس عليه المظالم فإذا أخذه الله لم يفلته، أخذه أخذ عزيز مقتدر، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ فعلى الإنسان الظالم أن يفكر في نفسه وأن لا يغتر بإملاء الله له فإن ذلك مصيبة فوق مصيبة الظلم، لأن الإنسان إذا عوقب بالظلم عاجلًا ربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم، لكن إذا أملي له واكتسب آثامًا واكتسب ظلمًا ازدادت عقوبته والعياذ بالله، فيؤخذ على غرة حتى إذا أخذه الله لم يفلته، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الاعتبار بآياته وأن يعيذنا وإياكم من ظلم أنفسنا وظلم غيرنا إنه جواد كريم.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- خلق الله سبع أرضين وسبع سماوات - اللجنة الدائمة
- باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل ورس... - ابن عثيمين
- الآية الله الذي خلق سبع سماوات ومن في ال... - اللجنة الدائمة
- حكم من باع أرضاً ثم أراد أخذها ظلماً - ابن باز
- هل يقال أن معنى قوله تعالى : << في ظلمات الأ... - ابن عثيمين
- معنى حديث "مَن ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأرض.." - ابن باز
- شرح حديث عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن... - ابن عثيمين
- معنى حديث: (من ظلم قيد شبر....) - ابن باز
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين